
كيت وينسلت تحذر من هذه الأدوية
دقّت كيت وينسلت ناقوس الخطر، مع دخول عقاقير خسارة الوزن إلى المشهد، بأسمائها اللامعة، ووعودها السريعة، ومع تبنّيها من قبل مشاهير الفن، يتحوّل القلق الجمالي إلى قضية صحية، ونفسية، وثقافية.
وفي وسط هذه الفوضى، تظهر أصوات نادرة، تتجرأ على قول ما يهمس به كثيرون، وهو ما فعلته كيت وينسلت.
قلق كبير:
أعربت كيت وينسلت الممثلة البريطانية، عن قلقها من الانتشار اللافت لعقاقير خسارة الوزن في الثقافة المعاصرة، واصفةً الظاهرة بأنها مخيفة، وتثير أسئلة جوهرية حول مفهوم الجمال، والصحة النفسية، والجسدية.
ورفضت وينسلت ربط قيمة الإنسان الذاتية بمظهره، مؤكدة أن الصدمة جاءت نتاج توجّه أعداد هائلة نحو أدوية خسارة الوزن، مقابل قبول محدود لتطوّر قبول النساء لأجسادهن، وقبول مرور العمر عليها.
وترى وينسلت أن بعض النساء يتخذن خيارات ليكنّ على طبيعتهن، والبعض الآخر يفعلن كل ما بوسعهن؛ ليبتعدن عن ذواتهن، مؤكدة أن جهل ما تحتويه هذه الأدوية يعني بالضرورة تجاهلاً، وهو أمر مرعب، وأن هناك فوضى حقيقية تشوب هذا الأمر.
انتقادات لانتشار الحقن التجميلية:
تعتبر كيت الجمال الحقيقي يكمن في تفاصيل العمر لا في إخفائها، وتشير إلى أن أكثر النساء جمالاً في نظرها مَنْ تجاوزن السبعين، لأنهن يعكسن تجارب حياتية، لا يمكن للحقن أن تحاكيها، وأكثر ما يحزنها أن الجيل الأصغر لا يعرف معنى الجمال الحقيقي. وقالت: «أحبّ اليدين عندما تتقدمان في العمر… فهذه الحياة مطبوعة عليهما».
مشاهير يرفضن أدوية فقدان الوزن:
عدد من النجمات بتن يرفعن الصوت عاليًا ضد هذه الثقافة، التي تهدد بتغيير شكل الجسد المقبول اجتماعيًا، وتجرّد النساء من علاقتهن الطبيعية مع أجسامهن، وتعتبر المغنية ليزو بصراحة لافتة عن قلقها من أن النساء ذوات الأجسام الممتلئة يُمحى حضورهن تدريجيًا في عصر «طفرة أوزيمبيك»، معتبرة أن المقاسات الكبيرة تختفي من مواقع التسوق، وأن العارضات الممتلئات لا يُستعان بهن، كما في السابق.
وفي مقال شخصي، كشفت ليزو أنها لا تزال «امرأة ممتلئة بفخر»، لكنها ترى في الوقت نفسه أن المجتمع يحتاج إلى التوقف، وإعادة التفكير في الدور الذي باتت تلعبه هذه الأدوية في صياغة معايير الجمال الجديدة.
وأشارت إلى أنّ الكثيرات من النساء يلجأن إلى هذه الحلول القاسية، هربًا من الأحكام القاسية والتنمر والضغط المستمر للظهور بشكل معيّن.
هذا الموقف يجتمع مع تحذيرات وينسلت من خطر تطبيع هذه الأدوية، واعتبارها الحل السريع والوحيد، إذ ترى أن ما يحدث اليوم يهدد بطمس ملامح المرأة الحقيقية: وجوه بلا خطوط، وأجساد بلا تاريخ، ونموذج واحد يُفرض على الجميع. وبينما تختلف تجارب النجمات، إلا أن رسالتهن المشتركة واضحة: الجمال لا يُختزل في وصفة طبية، ولا ينبغي للمجتمع أن يُسلّم زمام معاييره إلى شركات الأدوية، أو لضغوط «السوشيال ميديا».

