
الرعب لغةٌ تكشف أعماق الإنسان من خلال فلم حوبة
يعتبر هذا العمل من الأعمال التي أثرت بشكل كبير في الوسط الفني كونه، ينتمي إلى فئة الرعب والتشويق النفسي، ويحمل توقيع المخرج الإماراتي ماجد الأنصاري، المعروف بقدرته على تحويل التفاصيل الإنسانية الصغيرة إلى سرد بصري عميق.
ماجد الأنصاري: «الرعب الحقيقي» يهز الأماكن المألوفة
انجذاب الأنصاري إلى أفلام الرعب لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة إدراكه أن الخوف يصبح أكثر تأثيراً؛ عندما يولد من بيئة يفترض الإنسان أنها آمنة.
ومن هنا تعتبر فكرة «حوبة» قد وُلدت من مشاعر حقيقية عاشها على مرّ السنوات، منها: الخيانة، والغموض، والتغيّر المفاجئ، وكيف يمكن للأسرار العائلية «المكبوتة» أن تتحوّل إلى بوابة مظلمة.
لذلك، أراد أن يقدّم رعباً نفسياً، يتيح للمشاهد أن يعيش التجربة ذاتها، التي يمر بها الأبطال، لا كمتفرج يراقب الأحداث فقط. ويرى الأنصاري أن الهوية الإماراتية أصبحت، اليوم، أكثر حضوراً في السينما، بعدما بدأ صُنّاع الأفلام المحليون يكتبون قصصهم بأسلوب متجذر في الثقافة الإماراتية، دون الحاجة إلى تقليد النماذج العالمية. ويقول: «ما يميز المرحلة الحالية هو التنوع»، ويضيف: «فالهوية الإماراتية لم تعد مقتصرة على الدراما أو التراث، بل أصبحت جزءاً من الرعب والتشويق والكوميديا، والأنماط المعاصرة».
كما يؤمن المخرج بأن الجيل الجديد من صُنّاع الأفلام أكثر جرأة، وارتباطاً بالعالم، ويملكون القدرة على صياغة موجة سينمائية إماراتية جديدة؛ إذا حظوا بالدعم، والفرص المناسبة.
أما عن عيد الاتحاد الـ54، وكيف يرى الإمارات في لقطة واحدة، يؤكد الأنصاري أن اختزال مسيرة الإمارات في مشهد سينمائي واحد أمر شبه مستحيل، لكن لو اضطر إلى اختيار لقطة واحدة، فهي «يد تمتد لبناء شيء جديد، وأخرى تمسك بقيم الماضي». ويضيف: «الإمارات قصة إرادة.. بلد تأسس على العزيمة، ولا يزال يكتب فصوله بالطموح نفسه».
بدور محمد: «أماني» ظلت تسكنني بعد انتهاء التصوير
تصف الفنانة الإماراتية، بدور محمد، تجربتها في «حوبة» بأنها واحدة من أهم محطاتها الفنية؛ لأنها واجهت خلالها تحدياً إنسانياً، قبل أن يكون تمثيلياً، فقد تطلبت شخصية «أماني»، الأم التي تعيش صراعاً بين الخوف والقوة، جهداً عاطفياً كبيراً؛ للوصول إلى أعماقها، وتقول بدور: إن الشخصية رافقتها طويلاً بعد انتهاء التصوير، بسبب حساسيتها، وتعقيدها، خاصة أن الفيلم يغوص في طبقات نفسية دقيقة، تتعلق بالخسارة، والانهيار، والتمسك بالأمل.
وبمناسبة عيد الاتحاد الـ54، تشير إلى أن مشهدًا واحدًا لا يمكن أن يعبر عن حب الوطن، فالمشاعر التي يحملها أبناء الإمارات أكبر من أي مشهد أو احتفال، وتقول: «وحدة هذه الأرض، وتاريخها وإنجازاتها، ليست مشهداً نلتقطه بالكاميرا، بل شعور يسكن القلب، فكل ما نقدمه من فن يبقى قليلاً أمام ما قدمته الإمارات لنا من: أمان، وفرص، وطمأنينة».
جاسم الخراز: «خالد» شخصية تحرّك خيوط الحكاية
شكّل فيلم «حوبة» بالنسبة له تجربة مختلفة؛ لأنه يقدم شخصية محورية تبدأ عندها كل خيوط الحكاية، ويصف «خالد» بأنه رجل يعيش صراعات داخلية كبيرة، منها: فَقْدُ زوجته الأولى، وابتعاد ابنته عنه، وأنه أصبح أسيراً لنتائج اختياراته القاسية. ويقول الخراز: إن العمل تحت إدارة ماجد الأنصاري كان أمنية قديمة، خاصة بعد مشاهدته فيلم «زنزانة»، وعندما وصله العرض للمشاركة في «حوبة»، شعر بأنه أمام فرصة كبيرة؛ لتجسيد شخصية متعددة الطبقات، ومشحونة بالتقلبات الإنسانية. ويضيف أن اختياره للأدوار يعتمد على إحساسه الأول بالنص، إضافة إلى عمق الشخصية، وتأثيرها في القصة، معتبراً أن التعاون مع فرق محترفة، مثل: «إيمج نيشن»، و«سبوكي بيكتشرز»، منح التجربة بُعْداً إضافياً من الجودة.
وفي ختام حديثه، يعبّر عن فخره بأن يكون جزءاً من صناعة تشهد نمواً سريعاً، مؤكداً أن عيد الاتحاد الـ54 مناسبة تتجدد فيها مشاعر الانتماء إلى بلد يوفّر بيئة مزدهرة؛ للإبداع والنجاح والتسامح، والإنجاز.

