جديدة دبي: مجمع سولايا حدات سكنية فاخرة بمحاذاة جميرا

في دبي، الإمارة التي يتحدث فيها الأفق بلغة الطموح، يظهر مشروع تطويري جديد ليقدّم قراءة أكثر هدوءاً وعمقاً لهذا المشهد. “سولايا”، مجمّع يضم 234 وحدة سكنية فاخرة مطلّة على البحر بمحاذاة جميرا 1، يدعو سكانه إلى استعادة التوازن والانسجام، حيث تعكس فلسفة تصميمه روح المكان أكثر من التركيز على المساحة والحجم.

تمَّ تصوُّر مشروع “سولايا” ليكون بمثابة ملاذ آمن تتآلف فيه العمارة والبيئة في تناغم لافت. وقد طُوِّر هذا المشروع بالشراكة بين شركتي “مِراس” و”بروكفيلد العقارية”، وجمع تحت مظلته اثنين من أعرق استوديوهات التصميم العالمية: شركة “فوستر آند بارتنرز”، الذين صاغوا الإيقاع المعماري للمباني؛ وشركة “1508 لندن”، التي تولت رواية قصة التصميم الداخلي والإشراف عليها. هكذا نشأ فضاء يلتقي فيه الحاضر المعماري الحديث بسكينة ساحل دبي الأزلية.

هندسة معمارية تُحاكي سحر الشاطئ

استلهمت “فوستر آند بارتنرز” تصميم مشروع “سولايا” من طبيعة المشهد المحيط. فجاءت المباني التسعة منخفضة الارتفاع، مُصمّمة لالتقاط الضوء الطبيعي وإتاحة إطلالات بانورامية متواصلة على الخليج العربي المتلألئ وأفق دبي المتجدّد. وتبدو كل كتلة معمارية محسوبة بعناية وموزونة في حضورها، بتناسب واضح مع مقاييس الإنسان، وبإيقاع يُحاكي حركة الماء.

وفي هذا الصدد، يوضح ستيفن بومان، الشريك في “فوستر آند بارتنرز”: “اعتمدنا مبدأ التصميم من الداخل إلى الخارج لكل وحدة سكنية، سعياً إلى ابتكار إحساس بالسكينة والانسجام يجسّد العلاقة العميقة بين المدينة والبحر”.

وتتجلّى البراعة العزلة في استخدام الطبقات الأفقية المتراكبة والتراسات الفسيحة، بما يسمح بامتداد مساحات المعيشة نحو الخارج وتخفيف الحدّ الفاصل بين الداخل والخارج. والنتيجة تكوين راسخ وأنيق في آنٍ واحد، يشكّل حواراً بين الثبات والانسياب، وبين سكون المسكن وحركة المدّ والجزر.

تصميمات داخلية مستوحاة من الثقافة والحرف اليدوية

تعتمد شركة “1508 لندن” في مقاربتها للتصميم الداخلي على قراءة ثقافية لتجربة العيش الساحلي، مقدّمةً رؤية راقية تتجاوز البساطة المألوفة. وتستمد هذه الرؤية مادتها من أقمشة الإمارات وألوانها، ومن دفء الصحراء الذهبية، وخضرة الخليج الهادئة، وملمس الحجر الطبيعي والخشب.

وتوضح أيلسا كونري، مديرة التصميم في “1508 لندن”: “كان هدفنا ابتكار مساحات تنبض بالحياة. أردنا لكل سطح ولكل أثر للضوء أن ينقل إحساس السكينة والتأمل وجمال الحرف اليدوية”.

ولقد صُمم كل مسكن وفقاً لمبادئ التصميم البيوفيلي، حيث يربط السكان بالطبيعة من خلال المواد والضوء والهواء. وتُضفي المواد الصديقة للبيئة، مثل الترافرتين الفاتح والبرونز المصقول والجص الطبيعي، عمقاً وأصالة، بينما تُتيح التصميمات المفتوحة التهوية الطبيعية وانسياب ضوء النهار إلى أرجاء المكان.

وصُمّمت الحمّامات لتكون ملاذات للسكينة والخصوصية، حيث تتداخل عناصر النجارة مع الأقمشة لتكوين حضور متفرّد يعزّز طابع كل مساحة. وفي شقق البنتهاوس، تضفي الأخشاب الفاخرة وحجر بريشيا أورورا قدراً من الفخامة اللافتة، بينما يوفّر الزجاج البانورامي اندماجاً بصرياً سلساً بين امتداد الأفق الخارجي وهدوء المسكن.

وتجسّد هذه التصميمات الداخلية أسلوب عيش يقدّم المعنى والغاية على مظاهر الترف، مستندةً إلى فلسفة تصميم تمنح المكان هوية إقليمية واضحة، مع احتفاظه بصلته بالعالم واتساقه مع الذائقة الدولية.

فنّ الحياة المترفة

لا يقتصر مشروع “سولايا” على العمارة والتصميم الداخلي، بل يقدّم أسلوب حياة يقوم على العافية والشعور العميق بالانتماء. يضمّ المجمّع 18 مسكناً بحدائق خاصة مجهّزة بمسابح إنفينيتي وساحات خارجية، إضافة إلى شقق دوبلكس بتراسات فسيحة رحبة تتيح تجربة عيش في الهواء الطلق، فضلاً عن شقق البنتهاوس التي توفّر مستويات عالية من الخصوصية مع مصاعد مخصّصة.

وتُسهم المرافق المشتركة في تعزيز أجواء السكينة، إذ تضمّ منتجعاً صحياً متكاملاً يشمل ساونا علاجية وغرفاً للعلاج، وصالة وسينما مخصّصتين للمقيمين، واستوديو لياقة بدنية يطل على حدائق منسّقة بعناية. كل مساحة صُمّمت لتشجيع التواصل، سواء مع الذات أو مع المجتمع أو مع الطبيعة.

تعبير معاصر عن هوية دبي

ويمثّل مشروع “سولايا” لدى “مِراس” خطوة متقدمة في تطور لغة التصميم في دبي، إذ يجمع بين تكريم الجذور الثقافية للمدينة واستيعاب معايير الرقي العالمي. فمن مشروع “بلوواترز” إلى “سيتي ووك”، حرصت “مِراس” على ابتكار بيئات تتقاطع فيها أنماط الحياة مع الثقافة والتصميم. ويأتي “سولايا” استمراراً لهذه الرؤية، مُعيداً صياغتها في تجربة سكنية تمتزج فيها الأصالة بالترف الهادئ.

وقال دان سيبرت، الشريك الرئيسي في “فوستر آند بارتنرز”: “يُعدّ ’سولايا‘ مشروعاً ساحلياً بارزاً يجسّد أسلوب عيش راقياً عند نقطة التقاء المدينة بالبحر. تحيط بالمباني مساحات خضراء آسرة، وقد صُمّمت كل شقة لتحتفي بالإطلالات الأخاذة وبتجربة العيش المتناغمة بين الداخل والخارج على شاطئ البحر. كما يقدّم المشروع فضاءً عمرانياً جديداً بالكامل في دبي، تتوسطه حديقة خلابة”.

في مدينة تشتهر بطاقة الابتكار والتجدد المستمرة، يبرز “سولايا” نموذجاً للاتزان وضبط الإيقاع. إنه ينظر في آن واحد إلى امتداد الخليج وإلى عمق الروح، ليذكّرنا بأن الغنى الحقيقي لا يكمن في المبالغة، بل في المعنى الذي يمنح الأشياء قيمتها.

من العظمة إلى الرقي

يشكّل مشروع “سولايا” تحوّلاً نوعياً في المسار المعماري لدبي، وانتقالاً من الاحتفاء بالمشهد إلى استكشاف جوهره. فهو ينظر إلى العمارة بوصفها إرثاً، وإلى التصميم الداخلي باعتباره سرداً ثقافياً، وإلى الحرفية كمسار نحو الرفاهية والراحة.

ويجسّد “سولايا” في جوهره دعوة للتأمل والتواصل وإعادة اكتشاف الجمال الكامن في التفاصيل الصغيرة. ويأتي هذا المشروع شاهداً على مدينة ومنطقة تحتضنان مرحلة جديدة من أنماط العيش المعاصرة المتناغمة مع البحر وروح المكان.