المرأة العصرية والراقية

كيفية اختيار زيوت الطهي المناسبة لصحة القلب

عادةً ما تجرى تعديلات غذائية لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية. ومن أولى المجموعات الغذائية التي يميل الناس إلى استبعادها الدهون. والتي توجد عادةً في زيوت الطهي. ولكن، هل الدهون ضارة بالصحة كما يصوَّر؟. ولفهم صحة هذا الرأي يجب أن نعلم أن الدهون ليست كلها ضارة. لكن الأطباء ينصحون بعدم الامتناع تمامًا عن تناول الدهون في النظام الغذائي.

الدهون توفر الطاقة، وتبني أغشية الخلايا، وتدعم إنتاج الهرمونات ووظائف الدماغ، وتساعد على امتصاص الفيتامينات أ، د، هـ، وك. كما أنها تعزز الشعور بالشبع، وتبطئ عملية الهضم، وتساعد على إدارة الوزن بشكل صحي، وهو عامل مهم لصحة القلب.

وبدلاً من التركيز على الاستبعاد الكامل، يعدّ الاستبعاد الانتقائي هو الحل الأمثل. فالتركيز الحقيقي ينبغي أن ينصبّ على تحديد الدهون الضارة واستبدالها ببدائل صحية.

أيهما يجب عليك الحذر منه؟

بعض الأنواع تكون ضارة عند استخدامها في الطبخ، وتزداد خطورة عند الإفراط في استهلاكها. والخطر الأكبر يأتي من الدهون المتحولة، وهي أحماض دهنية غير مشبعة تتأكسد بالتسخين المتكرر. كما توجد هذه الدهون في الأطعمة المقلية والمخبوزات واللحوم المصنعة، وهي تسرّع تراكم اللويحات وترتبط ارتباطًا وثيقًا بأمراض القلب”. عند تناول الأطعمة المقلية، المصنوعة من زيت يحتوي على دهون متحولة، بانتظام، فإنها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

هناك بعض الزيوت الأساسية التي تعتبر صحية لأنها نباتية، ولكن الاعتماد عليها بشكل مفرط قد يؤدي إلى خلل في التوازن الدقيق.

وهناك مصدر قلق آخر يتمثل في الاستهلاك المطول لزيت فول الصويا وغيره من زيوت البذور، الغنية بأحماض أوميغا 6 الدهنية. ويعد الحفاظ على التوازن بين أوميغا 6 وأوميغا 3 أمرًا بالغ الأهمية لصحة القلب.

علاوة على ذلك فإن الإفراط في تناول أوميغا 6 يخلّ بنسبة أوميغا 6 إلى أوميغا 3، حيث تصل غالبًا إلى 20:1 في الأنظمة الغذائية الحديثة، مقارنةً بتوازن تطوري يبلغ حوالي 1:1. وترتبط النسبة الأعلى بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والوفيات بشكل عام.

بمعنى آخر، كان أسلافنا يتبعون نظامًا غذائيًا متوازنًا، محافظين على نسب متساوية من أوميغا 6 وأوميغا 3. لكن في الوقت الحاضر، تدفع الأطعمة في الأنظمة الغذائية الحديثة استهلاك أوميغا 6 إلى مستويات مرتفعة للغاية، مما يضر بهذا التوازن الدقيق ويسبب الالتهاب.

وبدلاً من الزيوت الغنية بأوميغا 6، يوصي الأطباء باستخدام زيوت غنية بأوميغا 3، مثل زيت بذور الكتان وزيت الجوز على وجه الخصوص. والتي تتمتع بخصائص مضادة للالتهابات للمساعدة في خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ما هي البدائل الأفضل؟

لطالما كانت الدهون التقليدية، مثل السمن البلدي وزيت الزيتون، جزءًا لا يتجزأ من النظام الغذائي العربي، وهي معروفة بقيمتها الغذائية العالية. وقد كانت هذه الدهون جزءًا لا يتجزأ من المطبخ العربي لأجيال.

حيث تساعد الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة على خفض مستويات الكوليسترول. كما أن هناك زيوت طهي تحتوي عليها. كذلك من الزيوت الأخرى الداعمة للقلب زيت الزيتون والأفوكادو وبذور الكتان والكانولا، والتي توفر أحماضًا دهنية متعددة غير مشبعة مفيدة.

هناك زيتٌ واحدٌ لا يزال يثير جدلاً حول صحته، وهو زيت النخيل. ووفقًا لتقرير هارفارد هيلث لعام ٢٠٢٤، يعدّ زيت الزيتون خيارًا أفضل من الدهون المتحولة، بل وأكثر أمانًا من الزبدة. حيث يقدم زيت الزيتون مزيجًا متوازنًا من الأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة، إلى جانب فيتامين E وسلائف فيتامين أ.

ويؤكد تقرير هارفارد أن الزيوت النباتية، مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا، والتي تكون سائلة بشكل طبيعي في درجة حرارة الغرفة، يجب أن تظل الخيار الأول.

يمكنك أيضا قراءة