المرأة العصرية والراقية

هل تتناولين الوجبات الخفيفة بكثرة؟ تعرفي على محفزات الرغبة الشديدة في تناول الطعام

هل تلجأ باستمرار إلى الوجبات الخفيفة غير الصحية ؟ هل تساءلت ما الذي يدفعك إلى هذه الرغبة الشديدة؟ قد تعتبر هذا الإغراء السخيف كسلاً أو ضعفاً في الإرادة، لكن هناك عوامل بيولوجية تشكّل رغبتك الشديدة في تناول الأطعمة السكرية والمالحة والدهنية.

ما هو علم النفس وراء إغراء الوجبات السريعة؟

إن الرغبة الشديدة في تناول الوجبات السريعة تنبع من غريزة البقاء القديمة، حيث يبحث الدماغ بشكل طبيعي عن السكر والملح والدهون للحصول على الطاقة. لكن اليوم، تستغل صناعة الأغذية هذا الأمر بإنتاج أطعمة فائقة المعالجة تحفز الدوبامين وتعطي شعورًا بالراحة الفورية. كما تعزز الإعلانات هذه الرغبة.

إذا كنت قلقة من ضعف إرادتك، فعليك أن تفهم أن العوامل البيولوجية والتكييف العاطفي تلعب دورًا في هذا أيضًا. كما إن الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية ليس مسألة ضعف في الإرادة؛ بل هو تفاعل معقد بين كيمياء الدماغ، والتنظيم العاطفي، والتكييف البيئي.

بالإضافة إلى ذلك فإن الرغبة الشديدة في تناول الطعام تزداد أيضًا أثناء التوتر أو التعب أو الضيق العاطفي حيث يشتهي الفرد مثل هذه الأطعمة للحصول على راحة فورية أو إشباع فوري”، مضيفة أن هذا النمط من البحث عن الراحة من هذه الأطعمة يتحول إلى عادة، حيث يبدأ الدماغ في ربط الوجبات السريعة بالراحة.

كيف نغير نظرتنا للأطعمة السريعة؟

ولتغيير الموقف تجاه الوجبات السريعة، يجب على المرء أن يبدأ بتحديد ما يثير رغبته في تناول هذه الأطعمة، والتي تتمثل في المقام الأول في الملل، والتوتر، والشعور بالوحدة، ومشاكل صورة الجسم.

كذلك يمكن إعادة برمجة العقل باستبدال الطعام غير المرغوب فيه بطعام صحي ومشبِع، مثل استبدال الحلويات بالفاكهة، أو استبدال الطعام المقلي/المخبوز بالطعام المشوي/المخبوز.

كما أن تغيير طريقة التفكير أمرٌ ضروري. حيث إن إعادة صياغة مفهوم الطعام كوقود، لا كوسيلة راحة، من خلال أساليب معرفية سلوكية، يمكن أن يمثل تحولاً مستداماً ومتوازناً في عملية التفكير.

الأكل العاطفي

كما ذكرنا سابقًا، يعدّ الأكل العاطفي أحد أسباب الانجذاب نحو الوجبات السريعة، لما تضفيه من متعة. والاكتئاب واضطرابات الأكل تنبع من تدني تقدير الذات والحاجة إلى السيطرة. وهنا، تكتسب السيطرة بالإفراط في تناول الطعام.

أيضًا سبب دخول الأكل العاطفي في حلقة مفرغة يصعب الخروج منها، حيث يستخدم الطعام كوسيلة لصرف وتنظيم المشاعر المؤلمة كالحزن والفراغ والفقد لدى الكثيرين. يعطي الأكل العاطفي راحةً مؤقتة مع إطلاق مواد كيميائية تشعرنا بالسعادة مثل السيروتونين والدوبامين، لكن هذه الراحة مؤقتة. عادةً ما يتبع ذلك الشعور بالذنب أو الخجل سريعًا، مما قد يعقّد دورة الاكتئاب”. كما أن ممارسات مثل العلاج السلوكي المعرفي، واليقظة الذهنية، وتدوين المذكرات، أو حتى مجرد التحدث إلى شخص موثوق به، تساعد على توجيه المشاعر.

لكن الأمل لم يفقد. في السنوات الأخيرة، ازداد وعي الناس بأهمية الأكل الصحي والواعي. ورغم وجود بعض التساهل، إلا أن هناك تحولًا إيجابيًا نحو الأكل الصحي. لكن المشكلة تكمن في أنهم لا يتخلون عن الذوق أيضًا. يحرص الناس على اختيار الأطعمة التي تحقق التوازن بين التغذية والمذاق الجيد.

اتجاهات سوق الأكل الصحي أو “عصر الانغماس الصحي”

مع تزايد وعي عشاق الطعام بصحتهم، يسعون إلى تحقيق التوازن من خلال اختيار نظام غذائي يركز على النكهة. حيث يشهد النظام الغذائي الذي يركز على النكهة رواجًا كبيرًا في الهند، حيث يمزج المكونات التقليدية مع التوجهات العالمية. لم يعد الهنود يعتبرون الصحة والطعم متناقضين. فهم يفضلون اللادوس مع البروتين ورقائق البطاطس مع الكينوا.

ومنذ عام ٢٠١٥، شهدنا ازديادًا في لذة مكملات البروتين بنكهات مثل الشوكولاتة والفانيليا. ثم أثبتت الشركات الناشئة أن الوجبات الخفيفة الصحية يمكن أن تكون لذيذة أيضًا. كذلك دفع الوباء الناس نحو الأطعمة المعززة للمناعة والمشبعة، وبحلول عام ٢٠٢٣، مع السنة الدولية للدخن، انضمت العلامات التجارية الشهيرة إلى هذا التوجه بشوكولاتة الدخن، وألواح المغذيات، وشوفان ماسالا.

كذلك كشفت إحصاءات السوق أن جيل الألفية والجيل Z هما المحركان الرئيسيان لهذا التوجه. وهناك خيارات عديدة رائجة حاليًا في السوق، مثل نكهات الشوكولاتة والفانيليا، وألواح الجاجري، ورقائق بروتين الجيرا، وتوابل ماسالا ماخانا، وقطع الشوكولاتة الداكنة.

يمكنك أيضا قراءة