المرأة العصرية والراقية

هل تغضبين من أحبائك وتحافظين على هدوئك مع الغرباء؟ تعرفي على أسباب ذلك

هل شريكك أو أحد أفراد عائلتك غالبًا ما يكون مصدر تفريغك العاطفي؟ إذا كنتِ تتصرفين بعصبية وسرعة انفعال مع أحبائك، بينما يمنح الغرباء دائمًا فرصةً للتصرف بحرية، فالأسباب أعقد مما تظنين. فعندما تهاجمين من تحبين بشدة، سرعان ما يظهر شعور الذنب الناتج، مما يجعلك تشعرين بالسوء لغضبك.

في بحث عميق حول هذه المعضلة ولماذا يكون بعض الناس أكثر تسامحًا تجاه الغرباء مثل زملاء العمل، كشف مدرب العلاقات كايل كوكس، الذي يشارك بشكل متكرر أفكاره حول مشاكل العلاقات عن ثلاثة أسباب قد تؤدي إلى وجود هذا المعيار المزدوج.

  1. اختبار الأمان العاطفي

بطريقة ما، يكمن سبب اختلاف تصرفاتك في أن عقلك يتصرف بشكل مختلف بناءً على من تتواجد معه. لاحظ كايل أن عقلك يكون أكثر استرخاءً مع من تثق بهم.

أوضح قائلاً: “يعلم دماغك أن هؤلاء الأشخاص لن يغادروا، لذا يسقط قناعه الاجتماعي. مع الغرباء، تبقى قشرة الفص الجبهي في حالة تأهب قصوى، تنقّي كل شيء. مع الأحباء، تسترخي، وتتسرب حالتك العاطفية الخام، أنت لست لئيمًا، أنت فقط “غير مفلتَر”.

الثقة راسخة لدرجة أنك تعلم أن ما تقوله لن يبعدهم، ويمكنك أن تكون على سجيتك. لكن هذا المستوى من الثقة لا ينطبق على الغرباء، ويبقى العقل ضمن شبكة الأمان “السلوك المهذب”. تفلتَر الأفكار أيضًا كوسيلة لحماية النفس من أحكام الغرباء.

  1. تراكم محفزات القرب

كما أشار إلى مفهوم يسمى “تراكم محفِّزات القرب”. يشير هذا المفهوم إلى “مكتبة” يحتفظ بها الدماغ. وأوضح: “كل انزعاج بسيط من شخص تراه يوميًا يخزَّن في اللوزة الدماغية. ينشئ دماغك مكتبة من الانزعاجات الصغيرة، ولهذا السبب يثير مضغ شريكك غضبك، بينما لا يفعل مضغ شخص غريب ذلك. يمتلك دماغك آلاف لحظات المضغ المتراكمة، مما يولِّد اهتمامًا عاطفيًا مركَّبًا”.

لذا، ولأنك أقرب إلى أحبائك، فإن عقلك يحفظ كل تفصيلة صغيرة، وقد يثيرك أي تكرار، مهما كان نوعه، مما يزيد من احتمالية غضبك. قد تصادف شخصًا غريبًا يمضغ بشراسة لأول مرة، لكنك ربما كنت تعاني من أصوات مضغ شريكك المزعجة لأشهر، وربما سنوات، مما يزيد من احتمالية غضبك فورًا.

  1. في بعض الأحيان لا يتعلق الأمر بالغضب

إذا كنت تشعر بالذنب حيال سبب انفعالك الزائد مع أحبائك، فقد كشف كايل أن عقلك يستخدمهم كمكان آمن لتخفيف التوتر. قال: “الشجار مع شخص آمن أفضل من كبت فوضى داخلية. أنت لا تغضب منهم، بل تستخدمهم كصاعقة عاطفية، ولهذا السبب تشعر بتقارب أكبر بعد الشجار، حيث يستخدمهم جهازك العصبي لتنظيم نفسه، ثم يكافئكما بمواد كيميائية تعزز الروابط”.

بطريقةٍ ما، وبشكلٍ مفاجئ، تفرّغ غضبك بأمان. وبعد الخلافات، وبعد أن تفرغ كل ما في وسعك، تشعر بالهدوء والقرب من أحبائك. هذا يخفف التوتر الذي ربما كنت تكبته.

يمكنك أيضا قراءة