
ثلاث استراتيجيات لوضع الحدود والتعامل مع الأسئلة المتطفلة
غالبًا ما تعتبر المهرجانات وقتًا للفرح والتواصل، لكنها قد تثير أيضًا توترات خفية، وتوقعات غير ملباة للأسرة، وإرهاقًا عاطفيًا خاصةً داخل العائلات. تعلّمي وضع الحدود الصحية خلال هذه الفترات لا يعني الابتعاد عن أحبائك، بل يعني خلق مساحة تشعرك بالأمان والصدق والتوازن العاطفي في التفاعلات مع أقرب الناس إليك دون أن تكشفي كل أسرارك.
ويركز الخبراء على أهمية وضع حدود للتواصل مع العائلة خلال موسم الأعياد. ويؤكّدون أن وضع الحدود لا يحمي سلامك النفسي فحسب، بل يتيح أيضًا تفاعلات صحية وخالية من الاستياء مع أحبائك. وهناك ثلاث استراتيجيات لمساعدتك على تحديد مساحتك الشخصية وتقليل القلق المرتبط بتوقعات العائلة.
لماذا من المهم وضع الحدود؟
من المهم أن نفهم أن وضع الحدود لا يعني الرفض، بل ينبغي اعتباره وسيلةً لتحسين التواصل والتفاهم. فالحدود لا تعني إبعاد الآخرين عن بعضهم البعض، بل تعني، قبل كل شيء، أن نكون صادقين وآمنين. فهي ستسمح لك بالظهور حاضرًا ومتفاعلًا، من منطلق الشعور بالسلامة، لا الإرهاق العاطفي.
وفيما يلي الاستراتيجيات الثلاث:
-
تحديد ما يستنزفك
إن الخطوة الأولى لوضع الحدود هي تحديد ما لا يقبل المساومة. ما يرهقك عاطفيًا وما يحميك. على سبيل المثال، قد تشعرك بعض المحادثات أو المواقف بالقلق أو الضآلة. من المقبول إدارة المحادثات بطريقة مختلفة أو الانسحاب. ليس عليك الانخراط في كل نقاش تدعى إليه.
كذلك يمكنك تجنب المحادثات التي تثيرك بكل احترام من خلال استخدام لغة مثل – “أفضل عدم التحدث عن هذا الآن” أو “دعنا نتحدث عن شيء آخر”.
-
الحدود الزمنية
كذلك يجب وضع حدود فيما يتعلق بكمية الوقت الذي تريد تخصيصه لكل حدث أو فرد، والاعتراف بالنقطة التي يصبح فيها الأمر مرهقًا.
فإذا وجدتَ أن الزيارات مرهِقة عاطفيًا، فقللي وقتَ الزيارة؛ واعترفي بحقِّكَ في الرفض دون الشعور بالذنب. ففي النهاية، إذا كنتِ منهَكة، فإنَّ محاولةَ إرضاءِ الجميعِ لن تؤدِّي إلا إلى الاستياء.
لا شك أن التواصل مع أفراد العائلة بعد فترة طويلة ينطوي على أسئلة غير مرغوب فيها وتطفلية، وهو ما تفضلين عدم الخوض فيه. فقد يكون من المفيد أيضًا التفكير في طرق مختلفة للرد مسبقًا، خاصةً عندما تتوقع من أحدهم طرح سؤال تطفلي أو إبداء تعليق نقدي. إن التدرب على ردودك يمكن أن يساعد في تقليل العبء العاطفي الناتج عن التعامل مع هذه الردود.