أسرار وحقائق غشاء البكارة
من الأسئلة المقلقة لكلا الطرفين المقبلين على حياة زوجية جديدة، تلك الأسئلة المتعلقة بالبكارة، مثل: ماذا لو لم يظهر الدم؟.. هل هناك سبب قد يمنع نزول دم البكارة ليلة الدخلة؟
هذه الأسئلة وغيرها نابعة من المفاهيم الاجتماعية المتوارثة، التي تربط مفهوم الشرف بأكمله مع ما يسمى غشاء البكارة كدليل إثبات فعلي لعذرية الفتاة.
وحول هذا الموضوع الشائك، يتحدث لنا المستشار الأسري عبد الرحمن القراش قائلا: هناك العديد من المفاهيم الهامة التي ربما تضيف شيئاً جديداً لمعلومات المقبلين على هذه الحياة، ومن هذه المفاهيم “العذرية”، وهي غشاء رقيق يسد مدخل “إحليل الأنثى” من الخارج وليس من الداخل كما يعتقد البعض.
وأضاف: في منتصف هذا الغشاء فتحة دائرية صغيرة ضيقة يمر من خلالها دم الدورة الشهرية، وعند الاتصال بعضو الرجل يتمزق هذا الغشاء وتسقط منه بعض قطرات الدم، وقد تشعر الفتاة بألم خفيف، ولكن أحياناً لا يوجد ألم على الإطلاق..
وزاد القراش قائلا: يختلف غشاء البكارة من فتاة عن الأخرى بحسب تكوينها الجسدي، حتى ولو كانت لها أخت توأم، فكل واحدة منهما لها بصمة جسدية، وتختلف تلك الأغشية من حيث الشكل والثقوب والتعرجات والقرب والبعد من فتحة “الإحليل” ومدى سهولة وصعوبة مرور الحيوانات المنوية في حال الاتصال الجنسي، لذلك حصلت حالات حمل لفتيات غير متزوجات لم يكن لهن اتصال جنسي كامل، بل كان سطحياً، وبعد الكشف عليهن تبين أن غشاء البكارة سليم ولم ينفض.
وهناك نوع من الأغشية يسمى الغشاء المطاطي، وهذا الغشاء له قدرة على التمدد والتوسع دون أن يتمزق، ولا يمكن للفتاة أو غيرها مشاهدة نزول دم عند الاتصال الجنسي الأول، وهناك فتيات لديهن عيب خلقي ولدن بدون غشاء بكارة، وعند ليلة الدخلة لا يشاهد الدم، ومن دواعي عدم نزول الدم الإصابة بالخوف أو التشنج العصبي أو الانقباضات فيصبح فض الغشاء مستحيلاً، وأكد أنه في بعض الحالات قد يكون الغشاء سميكاً وقاسياً ويحتاج فضه إلى الجراحة.
وأشار إلى أن هناك سبب جوهري يغفل عنه الكثير من الناس وهو أنه من الممكن أن تكون الفتاة قد وقعت على شيء حاد في الصغر وأصيبت بتهتكات في غشاء البكارة أو تعرضت لحالة اغتصاب من أحد محارمها أو من شخص لا تعرفه، وهناك سبب آخر يتعلق بالرجل في عدم نزول الدم، ولكن البعض يحاولون إخفاءه باعتبار أن الرجل لا عيب أو نقص فيه، وهو جهل الزوج بالعلاقة وسيطرة الخوف عليه، كذلك قد يوجد لديه ضعف جنسي فيلقي بالعيب واللوم على الفتاة.
وختم المستشار الأسري عبد الرحمن القراش تصريحاته قائلا: من هنا يتبين لنا أمر مهم، وهو أن العذرية الحقيقية ليست في غشاء البكارة فحسب، بل هي حياة الشرف والطهارة والنقاء من كل الممارسات الخاطئة خارج إطار الزوجية ويتساوى فيها الشاب والفتاة.
وقال: مثلما يحلم الزوج بالارتباط والزواج من امرأة شريفة لم يقربها أحد قبله، فهي كذلك تحلم بالزواج من رجل شريف لم يدنس نفسه بالمحرمات، فلا تجيز لنفسك شيء وتحرمه على غيرك وأعلم أن عذريتك كرجل ليست في دم تنزفه ولكنها في شرف ودين وخلق تحافظ عليه.