
بين الغيرة والتنافس تبدو النساء أحيانًا أكثر عنفا
اعتاد البعض تصوير النساء كرمز للرقة واللطف، بينما تظهر في المقابل صورة المرأة المتسلطة، أو الفتاة اللدودة، خصوصًا في البيئات التنافسية كالعمل، أو العلاقات الشخصية والاجتماعية.
المنافسة الخفية بين النساء:
تبدأ الفتيات في تطوير سلوكيات دفاعية، وأحيانًا هجومية تجاه بعضهن، بدافع إثبات الذات أو التفوق في محيطهن، وغالبًا تكون هذه المنافسة غير مباشرة أو «خفية»، على عكس الرجال الذين يميلون إلى المواجهة العلنية، ويطلق علماء النفس عليها ، متلازمة الكعكة الصغيرة.
جذور الطفولة.. والوصم المبكر:
أحيانا التناقض يدفع الفتيات إلى كبت مشاعرهن الحقيقية، والتعبير عنها بطرق ملتوية وغير مباشرة، وهو ما يُعرف بـ«العدوانية المقنّعة»، مثل: استخدام التلميحات أو السخرية أو التهميش. ومع الوقت، يستمر هذا النمط ليؤثر في بيئات العمل والعلاقات الاجتماعية لاحقًا.
القسوة كسلاح دفاعي:
رغم التقدم نحو المساواة، لا تخضع مؤسسات كثيرة لهيمنة أنماط القيادة الذكورية. وهنا تشعر بعض النساء بضرورة إثبات أنفسهن بصرامة مضاعفة، خاصة إذا كُنّ في مناصب قيادية.
ومن الأمثلة الشائعة على هذه السلوكيات:
– تجاهل أفكار الزميلات أو التقليل منها.
– الانتقاد الجارح أو الإحراج العلني.
– إيجاد أجواء من التنافس غير الصحي.
في كثير من الحالات، لا يكون الدافع كراهية شخصية بقدر ما يكون شعورًا بالخوف من التهديد، أو فقدان المكانة.
دور الثقافة والإعلام:
فكرة «الفتاة الشريرة» تحوّلت إلى شخصية نمطية في الأفلام والمسلسلات، كأنها جزء من هوية المرأة، بل إنّ بعض السلوكيات السلبية يُروَّج له على أنّها «قوة شخصية»، أو «ذكاء اجتماعي»، بينما في الحقيقة هي مجرد تنمّر مموّه.
هل القسوة حكر على النساء؟
الرجال غالبًا يُظهرون منافستهم بشكل مباشر، بينما النساء قد يستخدمن أساليب غير مرئية، وأكثر تعقيدًا ، وعن كيفية كسر هذه الحلقة، هناك خطوات فردية للتعامل مع هذا السلوك:
– تجنّب الوقوع في فخ المقارنة المستمرة.
– بناء الثقة بالنفس بعيدًا عن آراء الآخرين.
– معاملة الآخرين، كما نحب أن نُعامل، حتى في الأجواء التنافسية.
– توفير بيئات عمل داعمة للنساء، بدلًا من وضعهن في مواجهة بعضهن.