هل زيوت البذور ضارة حقًا؟ ثمة خمس حقائق يجب معرفتها
غالبًا ما يلام على زيوت البذور السمنة والأمراض المزمنة، ولكن هل هي خطيرة حقًا؟ يشارك خبير تغذية خمسة أمور يجب معرفتها قبل التخلص منها. وربما سمعتِ الآن عن سمّية زيوت البذور، سواءً من خلال فيديو انتشر على تيك توك أو من وزير الصحة الأمريكي روبرت إف. كينيدي الابن، الذي ادعى مؤخرًا أن الأمريكيين “يتسممون بها دون علمهم”.
حيث أشار كينيدي إلى أنه مع تحول زيوت البذور، مثل الكانولا وفول الصويا والقرطم، إلى مكونات أساسية في النظام الغذائي الأمريكي، ارتفعت معدلات السمنة أيضًا. لذا، نصح الناس بالتخلي عن زيوت البذور والعودة إلى الدهون التقليدية مثل الزبدة وشحم الخنزير. ولكن، هل زيوت البذور ضارة بصحتنا حقًا، أم أننا نصدق خرافة؟.
ما هي زيوت البذور؟
زيوت البذور هي زيوت نباتية تستخرج من بذور محاصيل مثل دوار الشمس، والكانولا (بذور اللفت)، والقرطم، وبذور القطن، وبذور العنب. كما تصنّف عادةً مع زيوت نباتية أخرى مثل زيت الصويا والذرة لخصائصها المتشابهة، فهي غنية بالدهون غير المشبعة، وتستخدم على نطاق واسع في الطهي والأطعمة المصنعة. وتستخدم هذه الزيوت عادةً في المطابخ المنزلية وفي صناعة الأغذية.
5 أشياء يجب أن تعرفها عن زيت البذور
من أهم الانتقادات الموجهة لزيوت البذور احتوائها على أحماض أوميغا 6 الدهنية، التي يعتقد أنها تعزز الالتهاب . ولكن قد لا يكون هذا صحيحًا تمامًا. فأحماض أوميغا 6 الدهنية، مثل حمض اللينوليك، ضرورية لأن أجسامنا لا تستطيع إنتاجها، ونحتاج إليها من الطعام. وبينما تعرف أحماض أوميغا 3 عمومًا بتأثيراتها المضادة للالتهابات، فإن أحماض أوميغا 6 تلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في وظيفة المناعة ونمو الخلايا.
في الواقع، ربطت دراسة نشرت في مجلة “المغذيات” بين تناول كميات أكبر من دهون أوميغا 6 وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير مراجعة أخرى نشرت في مجلة “التقدم في التغذية” إلى أن أحماض أوميغا 6 لا تزيد الالتهاب عند تناولها بالكميات الموصى بها.
إن المشكلة الحقيقية قد تكمن في اختلال التوازن. تتراوح النسبة الصحية لأوميغا 6 إلى أوميغا 3 بين 1:1 و4:1. إلا أن النظام الغذائي الغربي التقليدي يميل بشدة نحو أوميغا 6، حيث تصل النسب إلى 17:1، مما قد يسبب خللاً في وظائف المناعة أو يزيد من علامات الالتهاب. وقد ذكر هذا أيضًا في دراسة نشرت في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية. هذا لا يعني أن أوميغا 6 ضار، ولكنه يعني أننا بحاجة إلى المزيد من أوميغا 3 (مثل الأسماك الدهنية وبذور الشيا والجوز) لاستعادة التوازن.
-
ماذا عن حمض اللينوليك؟
يمكن لحمض اللينوليك، وهو الدهن الرئيسي في زيوت البذور، أن يتحول إلى حمض الأراكيدونيك، وهو مركب مرتبط بالالتهابات. لكن جزءًا ضئيلًا فقط من حمض اللينوليك يتحول إلى حمض الأراكيدونيك في الجسم. في الواقع، وجدت دراسة نشرت عام ٢٠١٩ في مجلة “نوترينتس” أن تناول حمض اللينوليك باعتدال يرتبط فعليًا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لذا، بدلًا من استبعاد زيوت البذور، يكمن الحل في الاعتدال وتجربة خيارات مختلفة.
-
مسألة الإفراط في استخدام الأطعمة فائقة المعالجة
زيوت البذور بحد ذاتها ليست ضارة بالضرورة، ولكن طريقة استهلاكها قد تكون كذلك. فمعظم الناس لا يقتصرون على قلي الخضراوات بزيت دوار الشمس، بل يستهلكون زيوت البذور في الأطعمة فائقة المعالجة، مثل رقائق البطاطس والمعجنات والوجبات الخفيفة المقلية. ووفقًا للمجلة الطبية البريطانية، تشكل الأطعمة فائقة المعالجة الآن ما يقرب من 60% من النظام الغذائي الأمريكي، وقد ارتبطت بالسمنة وأمراض القلب ومشاكل الصحة العقلية. وغالبًا ما تكون زيوت البذور مجرد مكون واحد من بين العديد من المكونات المعالجة في هذه المنتجات.
-
التسخين المتكرر قد يكون ضارًا
في مطابخ المطاعم تحديدًا، غالبًا ما تسخّن زيوت البذور عدة مرات في المقالي العميقة. مما قد يؤدي إلى تحللها وإنتاج مركبات ضارة، بما في ذلك الدهون المتحولة والألدهيدات. ينصح الدكتور باترا قائلاً: “لا بأس باستخدام زيوت البذور مرة واحدة للطهي المنزلي، حيث تستخدم في درجات حرارة معتدلة، ولكن تجنّب إعادة تسخينها. كما ينصح باختيار زيوت ذات نقطة دخان عالية، مثل زيت دوار الشمس أو الكانولا، للقلي السريع أو الخبز، وهي تعتبر آمنة”.
-
نعم، زيوت البذور لها فوائد
على الرغم من الجدل الدائر. تقدم زيوت البذور فوائد صحية. فهي تحتوي على أحماض دهنية متعددة غير مشبعة PUFAs، بما في ذلك أوميغا 3 وأوميغا 6. ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة “أدفانسز إن نيوتريشن”. يمكن لهذه الدهون أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما تدعم جمعية القلب الأمريكية استخدام الزيوت النباتية كجزء من نظام غذائي صحي للقلب.