
هل السمنة في مرحلة الطفولة وراثية أو لها علاقة بالجينات؟
تؤثر السمنة في مرحلة الطفولة بشكل متزايد على عدد متزايد من الأطفال حول العالم. وقد أصبحت مصدر قلق عالمي كبير مع تزايد أعداد المصابين بها عامًا بعد عام. ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في مايو 2025، كان 35 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن في عام 2024، بينما تجاوز عدد هائل من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عامًا الوزن الطبيعي الموصى به، وهو 390 مليون طفل في عام 2022. كذلك تعدّ السمنة عاملًا رئيسيًا في ظهور أمراض خطيرة مثل داء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب. وارتفاع ضغط الدم، والسرطان، مما يجعلها مصدر قلق صحي خطير.
غالبًا ما يثار جدل حول ما إذا كانت الجينات أم نمط الحياة هي السبب الحقيقي للسمنة في مرحلة الطفولة. حيث إن السمنة في مرحلة الطفولة لا تعزى إلى سبب واحد، بل هي مزيج من الجينات (الوراثة) والعوامل البيئية/نمط الحياة.
هل الآباء البدناء لديهم أطفال بدناء؟
هناك تأثير واضح للجينات في تحديد السمنة، فهي مسؤولة عن كيفية استقلاب الجسم للدهون وتخزينها والتحكم في الشهية. كما أن هناك بالتأكيد عامل خطر، إذ لم يستبعده، فقد يرتبط ما بين 20% و40% من خطر إصابة الطفل بالسمنة بالوراثة. كذلك الأطفال الذين يعانون من السمنة لدى آبائهم أكثر عرضة للإصابة بها، ويعود ذلك جزئيًا إلى السمات الوراثية المشتركة. أيضًا بعض الحالات الوراثية النادرة، مثل متلازمة برادر-ويلي، يمكن أن تسبب السمنة بشكل مباشر.
هل نمط الحياة الجيد يقلل من المخاطر الجينية؟
رغم أن الطفل قد يكون عرضة للسمنة، إلا أن اتباع نمط حياة صحي يقلل من مخاطرها. ووفقًا لطبيب الأطفال، “نمط الحياة هو الفيصل”. وهناك عوامل بيئية وأسلوب حياة مشكل، مثل اتباع نظام غذائي غني بالوجبات السريعة، وتناول كميات كبيرة من الطعام، وتناول المشروبات السكرية، وقلة الحركة، وقلة النوم، وعوامل اجتماعية واقتصادية مثل نقص الغذاء الصحي.
لكن هناك أمل حتى لمن لديهم استعداد وراثي للسمنة، كما يمكن الوقاية من معظم حالات سمنة الأطفال باتباع عادات صحية. لذا، بالنسبة لسمنة الأطفال، يعدّ نمط الحياة عاملاً أساسياً في الوقاية من المخاطر. وهذا يتطلب تدخلاً وإشرافاً فعالاً من الوالدين لضمان نشاط الأطفال، ولعبهم في الهواء الطلق، ونومهم في مواعيد منتظمة، وتناولهم أطعمة صحية.