تدهور صحة الفم قد يسبب النوبة القلبية

يبحث المجتمع العلمي باستمرار عن عوامل خطر الإصابة بالنوبة القلبية، كونها أحد الأسباب الرئيسية للوفاة. وقد برزت العديد من العوامل المؤثرة، مثل الجلوس لساعات طويلة، وتناول الأطعمة الدهنية، ونمط الحياة الخامل، والحرمان من النوم، وغيرها. إلا أن دراسةً سلّطت الضوء على عامل غير مألوف يسهم في الإصابة بالنوبات القلبية.

فقد حددت الدراسة، التي نشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية في 6 أغسطس 2025، بكتيريا الفم كأحد الأسباب. صادم؟ نعم، وفقًا للباحثين، يمكن للبكتيريا أن تحفز تفاعلًا متسلسلًا يؤثر على الشرايين، ومن ثم يسبب نوبة قلبية. كذلك توضح هذه الإضافة إلى قائمة عوامل الخطر مدى تعقيد وترابط وتعدد جوانب الجهاز القلبي الوعائي. لذا، لا يمكنك التراخي في الحذر لمجرد اتباعك نظامًا غذائيًا صحيًا وممارسة الرياضة يوميًا.

أي بكتيريا؟

البكتيريا التي حددها فريق الباحثين هي العقديات الخضراء. كذلك توجد هذه البكتيريا عادةً في الفم، ويمكنها دخول مجرى الدم أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة أو المضغ. ومن هنا، تتحول هذه البكتيريا البسيطة إلى خطر صحي كبير، إذ تستقر في لويحات تصلب الشرايين وتشكل أغشية حيوية. أيضًا الأغشية الحيوية هي مجتمعات بكتيرية ذات دروع لا تستطيع المضادات الحيوية الوصول إليها، وأحيانًا لا تستطيع حتى الخلايا المناعية (البلعميات) اكتشافها.

وبالنسبة لمن لا يعلم، اللويحات هي تراكم على جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تضييقها وإعاقة تدفق الدم. بمعنى آخر، تتشكل مجتمعات بكتيرية (أغشية حيوية) داخل اللويحات الشريانية، ولا يستطيع الجهاز المناعي اكتشافها لأنها غير نشطة.

أثرها على الشرايين التاجية

والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذه الأغشية الحيوية كانت موجودة في أكثر من 40 في المائة من لويحات الشرايين التاجية لدى ضحايا الموت المفاجئ والمرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية.

بعد ذلك، أوضح الباحثون أن هذه البكتيريا تبقى خاملة ثم “تستيقظ”، مما يجعلها مرئية للجهاز المناعي، مسببةً بدورها التهابًا. يؤدي هذا الالتهاب بعد ذلك إلى تمزق هذه اللويحات، وقد يسبب نوبة قلبية.

ماذا يعني ذلك؟

من الواضح أن نظافة الفم أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. لا يمكن إهمالها، فالنوبات القلبية لا تعزى فقط إلى عوامل محفزة كالتوتر أو الكوليسترول، بل تعتبر التهابات الفم البكتيرية أيضًا محفزًا صامتًا. لذا، حتى الشخص السليم الذي قد يهمل العناية بالفم قد يكون معرضًا لخطر قصور القلب. كذلك لا يمكنك الاستغناء عن أساسيات نظافة الفم، مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة، لأنها ستحمي أيضًا صحة قلبك.