
براج العذراء يصنع حكاية مَنْ حوله
براج «العذراء»، هذا البرج الترابي، المولود بين 23 أغسطس، و22 سبتمبر، فصل خاص في كتاب الحياة ، فهو البرج الذي يوازن بين العقل والعاطفة، ويجمع بين صرامة الفكر، ودفء القلب؛ ليصنع توليفة نادرة، تجعل أصحابه استثناءً في كل العلاقات، أصدقاء، أو أحباء، أو زملاء عمل.
تعتبر امرأة العذراء ليست مجرد شخصية عابرة في المشهد اليومي؛ فحضورها يترك أثراً، وصوتها الداخلي يتردد في قلبك، حتى بعد أن تغادر، فلديها هدوء خارجي قد يخدع من يراها للمرة الأولى، فيظنها باردة أو متحفظة، لكنها تحمل بداخلهـا عالماً مليئاً بالانفعالات النبيلة، والقرارات المحسوبة، والأحلام التي تعرف كيف تنتظر وقتها المناسب؛ لتزهر.
ومن اللافت للانتباه أن امرأة العذراء تمشي في حياتها بخطوات هادئة ومدروسة، كأنها تخشى أن تجرح أزهار الطريق ، فلا تتسرع في قراراتها، ولا تمنح ثقتها بسهولة، لكنها حين تقرر أن تفتح أبوابها لأحد، تفتحها على مصاريعها، صبرها ليس ضعفاً، بل استراتيجية حياة، وقدرتها على التحمل أشبه بظل شجرة وارفة لا يزول مع تغير الفصول.
ولا ننسى أنها أيضا تحب النظام، وتجد في التفاصيل جمالاً قد يراه الآخرون عبئاً. إنها تلك الصديقة، التي ستتذكر أدق ما قلته قبل سنوات، والزميلة التي لن تغفل نقطة صغيرة في مشروع ضخم. وعندما تحلل موقفاً، فهي لا تكتفي بالسؤال: «ماذا حدث؟»، بل ستسأل أيضاً: «لماذا حدث؟»، و«ماذا بَعْدُ؟».
ومن الجدير ذكره أنها في الأزمات، تتحول إلى «قاعدة أمان»، ومن يعرفها يدرك أن وجودها في لحظات الانكسار نعمة، فهي تسمع دون مقاطعة، وتفكر قبل أن تنصح، وتدعم دون أن تفرض رأياً.
طبعا حرص امرأة العذراء على التفاصيل قد يتحول، أحياناً، إلى عبء؛ فهي حساسة إلى حد يجعلها تتأثر بكلمة أو نظرة، وقد تحتفظ بجرح صغير في قلبها لسنوات. ومن الصعب أن تنسى، والأصعب أن تسامح، لذا تفقد، أحياناً، صداقات كانت لتدوم؛ لولا تلك الحساسية المفرطة.
ويعتبر الدخول إلى قلب «امرأة العذراء» يشبه عبور جسر طويل؛ يحتاج إلى صبر وثبات، فهي ليست من اللواتي يقعن في الحب بسرعة، لكنها حين تحب؛ تحب بكامل وعيها وقلبها.
إنها توازن بين العاطفة والمنطق، فلا تنجرف وراء الخيال، لكنها تمنح الشريك اهتماماً، يفوق ما يتوقعه.
وتعد الرومانسية عندها ليست كلماتٍ منمقةً بقدر ما هي أفعال ثابتة، كما أنها قادرة على التضحية من أجل من تثق به، ففقدان ثقتها يعني فقدانها إلى الأبد، ولا مجال لإصلاح ما انكسر، ولعل هذا ما يجعل حبها نادراً، وقوياً، في الوقت نفسه.
تميل «مولودة العذراء» إلى الألوان التي تعكس شخصيتها الهادئة والعميقة في آنٍ. الأزرق الفاتح يمنحها صفاء الذهن، والأصفر يعزز قدرتها على التركيز.
أما الألوان الترابية، فتمنحها شعوراً بالاستقرار، بينما الأخضر يُنعش روحها، ويحفز طاقتها، والزهري يزرع في قلبها إحساساً بالطمأنينة.