
تعرفي على العلامات المبكرة للسرطان التي يجب الانتباه لها
يعدّ الكشف المبكر عن السرطان أمرًا بالغ الأهمية لفعالية العلاج وتحسين النتائج. وتلعب الفحوصات الدورية دورًا حيويًا في الكشف عن السرطان في مرحلة مبكرة، حيث تزداد احتمالية استجابته للعلاج. ويظل الكشف المبكر أحد أهم العوامل المؤثرة في معدلات النجاة من السرطان.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية WHO والمعهد الوطني للسرطان NCI، يمكن الوقاية من ما يقرب من 30-50% من حالات السرطان. ويحسّن التشخيص المبكر نتائج العديد منها بشكل ملحوظ . واستنادًا إلى الخبرة السريرية والمبادئ التوجيهية المعتمدة، فإن العلامات التالية تستدعي اهتمامًا وثيقًا. في حين أن معظم الأعراض قد تكون لها أسباب حميدة، إلا أنه يجب تقييم الأعراض التي تستمر لأكثر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع أو تتفاقم تدريجيًا.
أهم علامات التحذير المستندة إلى الأدلة للسرطان:
- فقدان الوزن غير المبرر
قد يرتبط فقدان الوزن بأكثر من 5 % من كتلة الجسم على مدى 6-12 شهرًا، وخاصةً عندما يكون غير مقصود، بأورام خبيثة مثل سرطان الجهاز الهضمي أو البنكرياس أو الرئة. وقد حددت المجلة البريطانية للطب العام (2017) فقدان الوزن غير المبرر كأكثر الأعراض التنبؤية بالسرطان لدى البالغين.
- التعب المستمر
على عكس التعب الشائع، يكون التعب المرتبط بالسرطان شديدًا ومستمرًا ولا يزول بالراحة. وقد يكون علامة مبكرة لسرطانات مثل سرطان الدم أو القولون أو المعدة.
- كتل أو تورمات غير عادية
كما أن جمعية السرطان الأمريكية تشير إلى أن أي كتلة مستمرة أو متنامية، خاصة في الرقبة أو الثدي أو الخصية أو البطن، يجب تقييمها سريريًا.
- تغيرات في عادات الأمعاء أو المثانة
قد يشير الإسهال أو الإمساك طويل الأمد أو وجود دم في البراز إلى سرطان القولون والمستقيم. وبالمثل، يعدّ وجود دم في البول علامة مبكرة محتملة على الإصابة بسرطان المثانة أو الكلى.
- نزيف أو إفرازات غير عادية
إن النزيف المهبلي بعد انقطاع الطمث أو بين الدورات الشهرية، أو وجود دم في البلغم. أو إفرازات الحلمة من بين العلامات المبكرة الشائعة لسرطان الجهاز التناسلي، وسرطان الرئة، وسرطان الثدي.
- السعال المستمر أو بحة الصوت (>3 أسابيع)
هذا مهم بشكل خاص لدى المدخنين أو الأفراد المعرضين للخطر؛ ويمكن أن يكون أحد الأعراض المبكرة لسرطان الحنجرة أو الرئة.
- تغيرات في الجلد أو الشامات
استخدمي قاعدة ABCDE لورم الميلانوما: عدم التماثل، عدم انتظام الحدود، اختلاف اللون، القطر > 6 مم، الطبيعة المتطورة.
- القروح التي لا تلتئم
خاصةً في الفم، أو على الجلد، أو الأعضاء التناسلية. القرح المزمنة غير القابلة للشفاء هي علامات محتملة لسرطان الجلد أو الفم.
مزيد من العلامات التي يجب أن تعرفيها
إن مراقبة العلامات أمر بالغ الأهمية، ولكن الجمع بين تتبع الأعراض الشخصية والفحوصات السنوية المنتظمة يمنحك أفضل فرصة للكشف المبكر عن الأمراض. وإذا كنتِ في الأربعين من عمرك أو لديك تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان، فاستشر طبيبكَ بشأن الفحوصات التشخيصية المخصصة.
ومن وجهة نظر التصوير التشخيصي والطب الدقيق، فإن اتخاذ القرارات السريرية يكون أكثر فعالية عندما يتم مواءمة اليقظة تجاه الأعراض مع بروتوكولات الفحص القائمة على المخاطر.
ما تشير إليه الأدبيات الحالية والتقدم التكنولوجي هو أعراض عالية الخطورة:
- ألم موضعي مستمر
قد يكون الألم البؤري المستمر غير المرتبط بإصابة معروفة (مثل ألم الحوض أو ألم الظهر) العلامة المبكرة الوحيدة لسرطان المبيض أو العمود الفقري أو العظام. كما تشير مجلة أبحاث الألم (2020) إلى أن الألم المزمن غير المبرر يعدّ مؤشرًا على الانتشار الخبيث المبكر في العديد من أنواع السرطان.
- الحمى غير المبررة والتعرق الليلي
شائع في الأورام الخبيثة الدموية (مثل الأورام اللمفاوية وسرطان الدم). تبرز إرشادات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها هذه الأعراض كأعراض تحذيرية أساسية تستدعي إجراء فحوصات دموية وتصويرًا بالأشعة السينية.
- الأعراض العصبية
كما إن عدم وضوح الرؤية، أو عدم ثبات المشية، أو الصداع الجديد في النمط أو الشدة يتطلب تصوير الدماغ (التصوير بالرنين المغناطيسي/التصوير المقطعي المحوسب) لاستبعاد الأورام أو النقائل.
- ضيق التنفس أو عدم الراحة في الصدر
قد يشير إلى نقائل رئوية أو قلبية. تعدّ الأشعة السينية على الصدر والتصوير المقطعي المحوسب منخفض الجرعة أدوات تشخيصية أساسية لسرطان الرئة في مراحله المبكرة (المعهد الوطني للسرطان 2022).
- فقدان الشهية أو التغيرات الحسية
بينما قد تشير النفورات المفاجئة والخفيفة (على سبيل المثال، من اللحوم أو الكحول)، أو الطعم المعدني، أو الشعور بالشبع بعد الوجبات الصغيرة إلى تورط الجهاز الهضمي أو التحولات الأيضية الناجمة عن نشاط الورم.
كيف يعزز التشخيص الكشف المبكر
أظهر التصوير المقطعي المحوسب بجرعة منخفضة LDCT انخفاضًا بنسبة 20 بالمائة في معدل وفيات سرطان الرئة بين الفئات المعرضة للخطر (على سبيل المثال، المدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و74 عامًا، كما ورد في تجربة فحص الرئة الوطنية NLST.
كذلك تجمع فحوصات PET-CT بين البيانات الأيضية والبنيوية للكشف عن الأورام النشطة قبل أن تنمو بشكل كبير بما يكفي للتصوير القياسي.
أيضًا يتم استخدام الخزعات السائلة والفحص الجينومي بشكل متزايد للكشف عن الأورام بناءً على الحمض النووي للورم المتداول ctDNA، حتى قبل ظهور الأعراض الجسدية.