المرأة العصرية والراقية

متلازمة القلب الحضرية.. لماذا تشكل تهديدًا صامتًا لنا جميعًا؟

تجلب الحياة الحضرية معها ضغوطًا متعددة الأوجه، تنهك الصحة باستمرار مع مرور الوقت. فبينما تبشر بإمكانيات وفرص لا تحصى وطاقة نابضة، فإنها تجمّد الناس في حالة من النشاط المفرط، يتأرجحون فيها باستمرار بين النقيضين. من العمل بكامل طاقتهم خلال أسبوع العمل إلى قضاء عطلات نهاية الأسبوع في الاسترخاء، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وطلب الوجبات السريعة، يتفاقم هذا النمط غير الصحي من الحياة في النهاية على شكل أمراض قلبية، من بينها متلازمة القلب الحضرية.

نمط حياة سيء

سكان المدن معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بمتلازمة القلب الحضري بسبب نمط حياتهم. وقد يؤثر هذا أيضًا على الأشخاص الأصحاء في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر.

وفي ظل تسارع وتيرة المدن وتدهور جودة الهواء، يشار إلى هذه الحالة القلبية، التي تشكل تهديدًا خطيرًا لأمراض القلب والأوعية الدموية، على نطاق واسع. وليس التلوث وضيق الوقت هما العاملان الوحيدان اللذان يلحقان الضرر بمدن الهند. فالأطباء يحذرون الآن من مشكلة صحية خبيثة ومتفاقمة، وهي متلازمة القلب الحضرية، والتي قد تؤثر بالفعل على ملايين السكان في المدن الكبرى، وخاصةً من هم في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر.

ظاهرة متزايدة

على الرغم من أن متلازمة القلب الحضرية هذه لم تصنّف طبيًا رسميًا بعد، إلا أنها تشير إلى اتجاه متزايد لإجهاد القلب والأوعية الدموية. والأخطر من ذلك، أن هذه الحالة غالبًا لا تظهر الأعراض التقليدية المرتبطة بأمراض القلب.

على الرغم من عدم وجود تشخيص طبي رسمي حتى الآن، فإن الأطباء يستخدمون المصطلح للإشارة إلى اتجاه ناشئ من الضائقة القلبية الوعائية الصامتة والمبكرة بين سكان المدينة، دون أعراض التحذير التقليدية التي نميل إلى ربطها بأمراض القلب.

ما هي متلازمة القلب الحضرية؟

يتعرض سكان المدن غالبًا للتوتر يوميًا، سواءً كان جسديًا نتيجةً لنمط حياة خامل وسوء جودة الهواء، أو نفسيًا نتيجةً لثقافة العمل المزدحم، وكلها عوامل تسهم في الاتجاه المقلق لمتلازمة القلب الحضرية. على الرغم من أنها “ملاحظة سريرية” وليست تشخيصًا معتمدًا بعد، إلا أن هذا النمط خطير للغاية بحيث لا يمكن تجاهله.

كما إن متلازمة القلب الحضرية هي “ملاحظة سريرية متطورة” تصف مجموعة من عوامل الخطر المرتبطة بأسلوب الحياة مثل الإجهاد المزمن، ونظافة النوم، وساعات الجلوس المفرطة، والأنظمة الغذائية منخفضة الجودة، والتعرض للسموم التي تتسبب في إصابة الأفراد بخلل في وظائف القلب والأوعية الدموية في وقت مبكر.

ويزيد متلازمة القلب الحضرية من خطر الإصابة بأمراض القلب المبكرة، ولم يتم تصنيفها بعد كتشخيص رسمي، لكن يرى الأطباء بشكل متزايد هذه المجموعة من الأعراض والتغيرات التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب المبكرة، وخاصة بين المهنيين الشباب العاملين في المدن.

ما هي العلامات الأولية؟

يؤكد أطباء القلب على أهمية إجراء فحوصات دورية، مشددين على أن أمراض القلب لا تظهر دائمًا بأعراض “شديدة”. وغالبًا ما تكون علامات التحذير خفية، مما يسهل إغفالها.

ومع ذلك، تتجلى أعراض ضائقة القلب في مراحلها المبكرة بطرق أكثر دقة، لا سيما في المناطق الحضرية. ومن العلامات المبكرة الشائعة التعب غير المبرر، واضطراب النوم، وضيق التنفس أثناء ممارسة التمارين الخفيفة، وخفقان القلب، وألم الصدر. وتعتبر هذه الأعراض إجهادًا أو حموضة أو تعبًا، لا سيما إذا حدثت لدى الشباب. وقد يكون هذا التأخر في التشخيص محفوفًا بالمخاطر. بل إن الفحوصات الدورية قد تكشف عن ارتفاع معدل ضربات القلب أثناء الراحة، أو ضغط الدم، أو اضطرابات الكوليسترول والسكر، وهي كلها علامات تحذيرية صامتة لا ينبغي إغفالها.

ما هي الأسباب وراء ارتفاع معدلات الإصابة بمتلازمة القلب الحضرية؟

قد يجعلك السهر طوال الليل، سواءً للدراسة أو لتأخير النوم لمجرد تخصيص وقت لنفسك، تشعر بالإنتاجية، لكن هذا يأتي على حساب صحة قلبك. القهوة أو مشروبات الطاقة هما الخيار الأمثل للسهر، وغالبًا ما يصبح هذا المزيج سببًا لأمراض قلبية خطيرة مع مرور الوقت.

كما إن قضاء وقت طويل أمام الشاشات ودورات العمل الليلية يؤثران على الساعة البيولوجية، ويزيدان من مستوى الكورتيزول، ويزيدان من الالتهابات الجهازية. وإذا أضفنا إلى ذلك الإفراط في استهلاك الكافيين، وخاصةً من خلال القهوة أو مشروبات الطاقة، فإننا نحصل على تركيبة تؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وحتى اختلال التوازن اللاإرادي. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إجهاد وعائي، واضطرابات في إيقاع القلب، وفي الحالات الشديدة، احتشاء عضلة القلب الصامت.

النساء أكثر عرضة للخطر

ومع ذلك، قد تكون النساء أكثر عرضة للإصابة، إذ لا تظهر عليهن عادةً الأعراض التقليدية. إضافةً إلى ذلك، قد تزيد عوامل متعددة، من تحمل مسؤوليات المنزل إلى التغيرات الهرمونية، من احتمالية إصابتهن بهذه الحالة.

ومع أن النساء في المناطق الحضرية معرضات للخطر بشكل متساوٍ (إن لم يكن أكثر)، إلا أنهن لا يعانين عادةً من أعراض قلبية نموذجية. فبدلاً من ألم الصدر، يشتكين من عسر الهضم، أو ألم الفك أو الظهر، أو التعب، أو ضيق التنفس. كما أن التغيرات الهرمونية، إلى جانب الضغط المزدوج الناتج عن العمل والواجبات المنزلية، قد تزيد من احتمالية إصابتهن بأمراض القلب، مما يعني أهمية الفحص المبكر والتوعية”.

7 نصائح للمساعدة في تقليل المخاطر

تغيير عاداتك الضارة، سواءً كان ذلك الجلوس طوال اليوم أو قلة النوم لمشاهدة التلفاز بشراهة، قد يساعد في حماية قلبك بعض التغييرات اليومية. شاركنا الدكتور بورس هذه النصائح:

  1. 30 دقيقة من التمارين الرياضية كل يوم
  2. عادات النوم المنتظمة (7-8 ساعات)
  3. تقليل الأطعمة المصنعة والملح والكافيين
  4. الترطيب
  5. اليقظة الذهنية، واليوغا، أو التأمل
  6. المتابعة الدورية، خاصة إذا كان هناك عامل وراثي.
يمكنك أيضا قراءة