
الذكاء الاصطناعي يقدم ثورة في مجال العناية بالبشرة عبر علاجات دقيقة ومخصصة
بإمكان هاتفك الذكي القيام بالكثير إلى جانب مساعدتك في إجراء المكالمات، والبقاء على اتصال افتراضي. ومتابعة أهدافك في اللياقة البدنية، وحتى تحليل بشرتك! لقد جعل الذكاء الاصطناعي هذا الواقع ممكنًا. كما يشهد قطاع العناية بالبشرة تحولًا جذريًا عالميًا مع سيل من التطبيقات التي تضيف لمسة من التكنولوجيا المتطورة إلى روتين الجمال الشخصي. من خلال تحليل البشرة المخصص، وتوصيات المنتجات، وأدوات التشخيص المتقدمة. ومع ذلك، يوصي الخبراء بحذر شديد عند اتباع هذا النهج.
ثورة الذكاء الاصطناعي
يمكّن الذكاء الاصطناعي الأفراد من فهم بشرتهم والعناية بها بشكل أفضل. بفضل قدرته على تحليل آلاف البيانات. بما في ذلك نوع البشرة، ومشاكلها، ونمط الحياة، وحتى العوامل البيئية، يساعد الذكاء الاصطناعي على ابتكار حلول مخصصة للعناية بالبشرة تحقق نتائج أكثر فعالية. هذا التحول التكنولوجي يجعل العناية بالبشرة أكثر ذكاءً وسهولةً في الوصول إليها، وأكثر تخصيصًا من أي وقت مضى، مما يغير نظرتنا للجمال والعناية بالذات.
أطلق غرانت كو تطبيق “الطبيب الرقمي” لتحليل العناية بالبشرة في الهند. وعن السبب، قال لموقع إتش تي لايف ستايل: “كثيرًا ما رأيت أصدقاءً وعائلةً يشعرون بالإحباط من منتجات العناية بالبشرة التي تبالغ في وعودها ولا تحقق النتائج المرجوة، مدفوعةً بالتسويق المبهرج أكثر من الفهم الحقيقي للبشرة. من أكثر الطرق فعاليةً لحل أي مشكلة البدء بتحليل السبب الجذري، ثم استهداف الحلول لتحقيق نتائج أفضل وأسرع”.
هذا بالضبط ما يقدمه تطبيقه. يقيس بشرتكِ، ويحللها بناءً على معايير مختلفة، مثل لون البشرة غير الموحد، ومشاكلها، وغيرها. ويقترح منتجات للعناية بالبشرة تناسب احتياجاتكِ.
تحليل البشرة
في “ديجيتال دكتور”، تعاونوا مع خبير التجميل الدكتور توشار أوبنيجا من عيادة ريجينيكس في نيودلهي. يقول أوبنيجا: “يعدّ تحليل البشرة المدعوم بالذكاء الاصطناعي خطوةً فعّالة في مجال العناية الشخصية بالبشرة. فعند دمجه مع تركيبات مثبتة علميًا، يضمن الدقة والأمان. معظم المنتجات التي نقترحها على مستخدمي التطبيق آمنة من الناحية الجلدية ومختبرة سريريًا، مما يجعل التجربة بأكملها ذكيةً وموثوقةً”.
ومع ذلك، وكما هو الحال مع كل أداة أو آلة، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي هذه لديها أيضًا بعض القيود، كما يقول خبراء الصناعة.
تصميم روتينات مخصصة
كذلك تقول الدكتورة شريفة تشاوس، أخصائية الأمراض الجلدية في عيادة الدكتورة شريفة للعناية بالبشرة في مومباي، لموقع إتش تي لايف ستايل: “تتمثل فوائد أدوات الذكاء الاصطناعي في مساعدتها على تصميم روتينات عناية مخصصة، وتوفير التكلفة، وتحسين البشرة. إلا أن لهذا الأمر جانبًا سلبيًا أيضًا. إذ غالبًا ما تكون هذه التطبيقات محدودة ولا يمكن الاعتماد عليها تمامًا. فالإضاءة غير الدقيقة، أو ضعف جودة الصورة، أو التحيز الخوارزمي قد يؤدي إلى توصيات خاطئة. وقد يعاني الشخص من مشاكل جلدية أكثر. كما قد يعاني بعض مستخدمي الذكاء الاصطناعي من تهيج الجلد إذا لم تكن المنتجات الموصى بها مناسبة لنوع بشرتهم، بل قد يعانون من حساسية قد تسلبهم راحة بالهم”.
كذلك تضيف: “الاعتماد المفرط على التحليلات الافتراضية قد يؤخر الحصول على رعاية طبية فورية من الخبراء في الحالات الخطيرة. كما تعدّ الخصوصية مصدر قلق، إذ تجمع التطبيقات بيانات حساسة عن الوجه. لذا، من الأفضل عدم الاعتماد على التطبيقات. مع أن الذكاء الاصطناعي في العناية بالبشرة يعدّ تقدمًا واعدًا، إلا أنه لا ينبغي استبداله بنصائح أطباء الجلدية”.
تقول الدكتورة رينكي كابور، طبيبة جلدية أخرى، والمؤسسة المشاركة والمديرة لعيادات التجميل: “مع أن التطبيقات والمنصات القائمة على الذكاء الاصطناعي قد تكون نقطة انطلاق مفيدة، إلا أنها لا تغني عن استشارة طبيب الجلدية المختص. كما قد تكون مشاكل البشرة معقدة، وغالبًا ما ترتبط بمشاكل صحية أو هرمونية أعمق، قد لا تتمكن التكنولوجيا وحدها من اكتشافها. كذلك يتمتع طبيب الجلدية المدرّب بخبرة طبية وتجربة وفهم شامل قد لا تتمكن الآلات من تقليده”.
كيف يعمل الذكاء الاصـطناعي على تحويل العناية بالبشرة:
توصيات العناية بالبشرة الشخصية
لقد تغير واقع العناية بالبشرة بشكل كبير الآن. لم يعد منتج واحد يناسب جميع أنواع البشرة هو السائد. كما يستخدم الذكاء الاصـطناعي بيانات مثل عمرك، ونوع بشرتك، ومشاكلك، ونمط حياتك، وحتى المناخ، لاقتراح روتين ومنتجات مخصصة. تحلل العديد من التطبيقات صورك الشخصية وتطرح بعض الأسئلة لتوصي بنظام مثالي.
تحليل الجلد المدعوم بالذكاء الاصـطناعي
تستطيع الأجهزة والتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصـطناعي تحليل حالات البشرة، مثل حب الشباب والتجاعيد والبقع الداكنة ومستويات الترطيب، بدقة مذهلة، بمجرد استخدام كاميرا الهاتف الذكي. تعد تطبيقات، مثل Pers Active Lab، أول تطبيق في السوق الهندية يدمج الذكاء الاصـطناعي في تحليلات العناية بالبشرة. يقيس التطبيق حالة بشرتك ويقترح منتجات للعناية بالبشرة تناسب مشاكلها واهتماماتها. كما تساعد هذه التطبيقات أطباء الجلدية على اكتشاف أمراض الجلد ومراقبتها مبكرًا.
التجارب الافتراضية والواقع المعزز AR
كما هو الحال في العناية بالبشرة، يحدث الذكاء الاصـطناعي تغييرًا جذريًا في طريقة وضع المكياج. كذلك يتيح لك دمج الذكاء الاصـطناعي والواقع المعزز رؤية مظهر أو تأثير منتج معين على بشرتك قبل شرائه. كما يشمل ذلك أيضًا اختبار درجات مختلفة من كريم الأساس أو أحمر الشفاه على لون بشرتك. أو معرفة مدى تحسن بشرتك بعد استخدام سيروم معين.
تطوير المنتجات بشكل أكثر ذكاءً
يساعد الذكاء الاصـطناعي العلامات التجارية على تحليل ملايين المكونات والمراجعات والبيانات السريرية لتطوير تركيبات أفضل بشكل أسرع وبأقل قدر من التجارب والأخطاء. كما يتنبأ بكيفية تفاعل المكونات.
رصد وتتبع التقدم
يمكن لأدوات الذكاء الاصـطناعي تتبع التغييرات في بشرتك بمرور الوقت، ومقارنة صورك وتقديم النصائح مع تحسن بشرتك (أو تفاعلها سلبًا مع المنتجات)
مستقبل الذكاء الاصطناعي في العناية بالبشرة
يستمر الذكاء الاصـطناعي في التطور، مع إمكانية التنبؤ بأنماط الشيخوخة، وتصميم منتجات مخصصة بالكامل. وحتى التكامل مع أجهزة الاستشعار القابلة للارتداء لمراقبة صحة الجلد في الوقت الفعلي.
مع أن تطبيقات العناية بالبشرة هذه تخبركِ بالكثير عن مشاكل بشرتكِ، إلا أن هناك أمورًا أخرى يجب عليكِ الاهتمام بها لعلاجها. النوم الكافي، واتباع نظام غذائي صحي ومغذٍّ، والحفاظ على ترطيب الجسم، ليست سوى بعض منها.