المرأة العصرية والراقية

انخفاض فيتامين د أحد علامات التعب خلال الصيف

قد يصاحب الصيف شعورٌ بانخفاض مستويات الطاقة. قد تبدو الأيام طويلةً ومرهقة، وحتى بعد نومٍ هانئ، يستمر الشعور بالإرهاق المستمر. غالبًا ما يصاحب هذا التعب آلامٌ في الجسم، وسرعة انفعال، وتقلباتٌ ملحوظة في المزاج. وبينما قد نعزي هذه الأعراض إلى الطقس، إلا أن أحد الأسباب الرئيسية، والذي عادةً ما يتم تجاهله، قد يكون انخفاض مستويات فيتامين د.

يلعب فيتامين د دورًا حيويًا في وظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك صحة العظام، وقوة العضلات، والاستجابة المناعية، والصحة النفسية. وعلى عكس معظم الفيتامينات الأخرى، التي نحصل عليها بشكل أساسي من الطعام، ينتج أجسامنا فيتامين د عندما يتعرض جلدنا لأشعة الشمس، وخاصةً الأشعة فوق البنفسجية ب. وخلال موسم الأمطار، عندما تقل الأنشطة الخارجية وتكون السماء غالبًا غائمة، ينخفض تعرضنا لأشعة الشمس بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في مستويات فيتامين د لدى الكثيرين، كما ورد في مجلة التغذية.

تسع علامات تشير إلى نقص فيتامين د

لا تظهر مستويات فيتامين د المنخفضة دائمًا كأعراض واضحة. بل قد تظهر بشكل مبهم، مما يسهل تجاهلها. تخبر الدكتورة سيري م. كاماث، استشارية الطب الباطني في مستشفى جلين إيجلز بي جي إس، كينجيري، بنغالورو، موقع هيلث شوتس بعشر علامات لانخفاض فيتامين د قد تسهم في الشعور بالتعب خلال موسم الرياح الموسمية:

  1. التعب المستمر

يعد الشعور بالتعب طوال اليوم، رغم الحصول على قسط كافٍ من الراحة، من الأعراض الشائعة لانخفاض مستويات فيتامين د. كما يمكن أن يؤثر هذا التعب المستمر بشكل كبير على أنشطتك اليومية، مما يجعل حتى المهام البسيطة تبدو أكثر صعوبة.

  1. آلام عضلية غير مبررة

هل تعاني من ألم عضلي لا تجد له تفسيرًا واضحًا؟. قد يكون نقص فيتامين د هو السبب. كما يمكن أن يؤدي نقصه إلى ضعف العضلات وآلام غير واضحة، مما يسبب عدم راحة أثناء ممارسة الأنشطة الاعتيادية.

  1. ثقل الجسم العام

قد ينجم الشعور العام بثقل الجسم، والذي يوصف أحيانًا بنقص الطاقة اللازمة للحركة، عن نقص فيتامين د. كذلك قد ينظر إلى هذا الشعور على أنه خمول موسمي، ولكنه يستحق الاهتمام.

  1. تغيرات في المزاج

إذا لاحظتَ زيادةً في سرعة الانفعال أو الشعور بالحزن، فقد يكون انخفاض مستويات فيتامين د عاملًا مساهمًا. كذلك تشير العديد من الدراسات المنشورة في مجلة Springer Nature إلى وجود صلة بين نقص فيتامين د واضطرابات المزاج، بما في ذلك الاكتئاب والقلق. كما قد تشير التقلبات المزاجية الشديدة دون سبب واضح إلى وجود نقص. أيضًا إذا وجدتَ نفسك تشعر باكتئاب أو سرعة انفعال غير طبيعيين، ففكّر في احتمال إصابتك بانخفاض مستويات فيتامين د.

  1. صعوبة التركيز

قد يرتبط ضعف التركيز أو التشوش الذهني بانخفاض مستويات فيتامين د، مما يؤثر بشكل كبير على الإنتاجية وصفاء الذهن بشكل عام.

  1. ضعف الاستجابة المناعية

قد تشير نزلات البرد أو العدوى المتكررة إلى ضعف في جهاز المناعة، والذي قد يكون مرتبطًا بانخفاض مستويات فيـتامين د. يلعب هذا الفيتامين دورًا حيويًا في وظيفة المناعة، وقد يؤدي نقصه إلى زيادة قابلية الإصابة بالأمراض.

  1. ألم أو ضعف العظام

فيـتامين د ضروري لامتصاص الكالسيوم؛ ونقصه قد يؤدي إلى ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور. كذلك إذا لاحظتَ ألمًا مزمنًا في العظام، فقد يكون الوقت مناسبًا لتقييم مستويات فيـتامين د لديك.

  1. اضطرابات النوم

قد تكون صعوبة النوم أو البقاء نائمًا علامةً على انخفاض مستويات فيـتامين د. أيضًأ يعدّ النوم المنعش ضروريًا للصحة العامة، ويلعب هذا الفيتامين دورًا حيويًا في تنظيم أنماط النوم.

  1. زيادة الحساسية للألم

قد يزيد نقص فيتامـين د من حساسية الألم. إذا لاحظتَ زيادةً في حساسية الألم خلال أشهر المطر، فقيّم مستويات فـيتامـين د لديك، فقد يحدث ذلك فرقًا كبيرًا في راحتك.

من هم المعرضون لخطر انخفاض فيتامـين د؟

بعض الفئات من الناس أكثر عرضة لنقص فيتـامين د. فالأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم في الأماكن المغلقة، سواءً بسبب قيود العمل أو السن أو نمط الحياة، معرضون للخطر بشكل خاص. كما يحتاج أصحاب البشرة الداكنة إلى مزيد من ضوء الشمس لإنتاج مستويات كافية من فيتـامين د، مما يزيد من خطر نقصه لديهم. علاوة على ذلك، مع التقدم في السن، تفقد بشرتنا قدرتها على تصنيع فيتـامين د بكفاءة، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة لنقصه، وفقًا لبحث نشر في مجلة سبرينغر نيتشر.

تشخيص نقص فيـتامين د

هل تعاني من أيٍّ من الأعراض المذكورة أعلاه؟ في هذه الحالة، ينصح باستشارة طبيبك حول مستويات فيـتامين د لديك. كما أن أبسط طريقة للتشخيص هي فحص دم روتيني. إذا كانت مستويات فيتامـين د لديك أقل من المعدل الطبيعي، فقد يوصي طبيبك بالمكملات الغذائية المناسبة.

تختلف جرعة فيتامـين د حسب مستوى فيتامين د لديك. في بعض الحالات، قد تحتاج إلى مكملات غذائية أسبوعية أو شهرية لاستعادة التوازن. من الضروري استشارة الطبيب للإشراف الطبي، لأن نقصه أو زيادته قد يكون لهما عواقب صحية وخيمة. مع أن المصادر الغذائية مثل الحليب المدعم والبيض والأسماك الدهنية قد تساعد في تحسين مستويات فيتامـين د لديك، إلا أنها عادةً لا تكفي لتصحيح نقص حاد.

أفضل وقت للحصول على فيتـامين د

مع انقشاع الغيوم وانتهاء موسم الأمطار، تصبح الفرصة مثالية لزيادة تعرضك لأشعة الشمس تدريجيًا. استهدف فقط 15 إلى 20 دقيقة من أشعة الشمس المباشرة على ذراعيك ووجهك عدة مرات أسبوعيًا، ويفضل قبل الساعة 11 صباحًا. يمكن أن يكون هذا التعديل البسيط خطوة مهمة نحو الحفاظ على مستويات كافية من فيـتامين د.

ومع ذلك، بالنسبة لمن يعانون من نقص فيتـامين د، قد لا يكفي ضوء الشمس وحده. في كثير من الأحيان، يمكن أن يؤدي تصحيح بسيط إلى تحسن ملحوظ في مستويات الطاقة والصحة العامة. لا يقتصر الأمر على تحسين جودة الحياة اليومية فحسب، بل إن معالجة نقص فيتـامين د يمكن أن تحمي أيضًا صحة العظام ووظائف المناعة على المدى الطويل.

يمكنك أيضا قراءة