المرأة العصرية والراقية

نمط الحياة الأفضل للتعايش مع مرض السكري وارتفاع ضغط الدم

تتزايد في الوقت الحاضر العديد من أمراض نمط الحياة المزمنة. ومن أبرزها داء السكري وارتفاع ضغط الدم. حيث يعدّ كلٌّ منهما، بمفرده، عالي الخطورة، ولكن عند وجودهما معًا، قد يؤديان إلى العديد من الحالات الصحية والمضاعفات. يزيد هذان المرضان من خطر إجهاد العديد من الأعضاء، بدءًا من أمراض القلب ووصولًا إلى الفشل الكلوي.

فالتعايش بين ارتفاع ضغط الدم والسكري قد يؤدي إلى ظهور العديد من الحالات الصحية. هذا مع التركيز على الحاجة إلى الكشف المبكر والمراقبة المنتظمة لإدارة الأعراض بشكل أكثر فعالية.

وفي عصر تلقي فيه الأمراض غير المعدية بظلالها الثقيلة على الصحة العالمية، تبرز حالتان لانتشارهما الواسع وتأثيرهما العميق: ارتفاع ضغط الدم والسكري. وغالبًا ما يشار إليهما باسم “القاتلين الصامتين”، ويصبحان ثنائيًا خطيرًا للغاية عندما يتعايشان، مما يفاقم المخاطر الصحية بشكل كبير.

ماذا يحدث عندما يتعايش مرض السكري وارتفاع ضغط الدم؟

يصبح التعامل مع كليهما أمرًا بالغ الأهمية، إذ يسهمان معًا في زيادة خطر حدوث المضاعفات، مما يسبب ضغطًا على الأعضاء الحيوية كالقلب والكلى والعينين. ومن هذه المضاعفات التي قد تحدث عند وجود مرض السكري وارتفاع ضغط الدم معًا:

أمراض القلب والأوعية الدموية: النوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب.

أمراض الكلى: تؤدي إلى مرض الكلى المزمن وفي النهاية الفشل الكلوي، وغالبًا ما تتطلب غسيل الكلى أو زرعها.

مشاكل العين: اعتلال الشبكية (تلف الشبكية)، مما يؤدي إلى ضعف البصر والعمى.

تلف الأعصاب (اعتلال الأعصاب): يسبب الألم والخدر والضعف، وخاصة في الأطراف، ويزيد من خطر حدوث مضاعفات القدم وبتر الأطراف.

زيادة معدل الوفيات: كلتا الحالتين، وخاصة عندما تتعايشان، تزيدان بشكل كبير من خطر الوفاة المبكرة.

تلف الأوعية الدموية: يلحق ارتفاع سكر الدم المزمن لدى مرضى السكري، وارتفاع ضغط الدم المستمر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم، ضررًا بالأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، مما يجعلها متيبسة وأقل مرونة وأكثر عرضة لتراكم اللويحات (تصلب الشرايين). وهذا يسهم بشكل مباشر في ارتفاع ضغط الدم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

علامات تحذيرية لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم

من أكثر الجوانب المثيرة للقلق في ارتفاع ضغط الدم والسكري هو عدم ظهور أعراض واضحة في مراحلهما المبكرة. مما يجعل الفحص الدوري والوعي بالتغيرات الطفيفة في الجسم أمرًا بالغ الأهمية. كما يمكن أن يتطور داء السكري، وخاصةً النوع الثاني، تدريجيًا مع أعراض خفيفة غالبًا ما تمر دون أن تلاحظ. غالبًا ما يكون ارتفاع ضغط الدم بدون أعراض. ​​يعيش الكثير من الناس مع ارتفاع ضغط الدم لسنوات دون أن يدركوا ذلك. وعندما تظهر الأعراض، فإنها عادةً ما تكون غير محددة، وقد تخلط بينه وبين أمراض أخرى. ولكن من خلال بعض المؤشرات الشائعة، يمكن فهمها.

وهذه هي العلامات:

السكري:

زيادة العطش (كثرة الشرب): الشعور بالعطش المستمر، بغض النظر عن كمية السوائل التي تشربها.

كثرة التبول (التبول اللاإرادي): الحاجة إلى دخول الحمام أكثر من المعتاد، خاصةً ليلاً. هذه محاولة من جسمك للتخلص من السكر الزائد.

زيادة الجوع (الشراهة في تناول الطعام): الشعور بالجوع حتى بعد تناول الطعام، لأن خلاياك لا تستخدم الجلوكوز بشكل فعال للحصول على الطاقة.

فقدان الوزن غير المبرر: على الرغم من تناول المزيد من الطعام، فقد تفقد وزنك حيث يبدأ جسمك في حرق الدهون والعضلات للحصول على الطاقة.

التعب والضعف: الشعور بالتعب الشديد ونقص الطاقة، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة.

عدم وضوح الرؤية: يمكن أن يؤثر ارتفاع نسبة السكر في الدم على الأوعية الدموية الصغيرة في العين، مما يؤدي إلى تغييرات مؤقتة في الرؤية.

القروح البطيئة الشفاء أو العدوى المتكررة: يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى ضعف قدرة الجسم على الشفاء ومحاربة العدوى (على سبيل المثال، عدوى المسالك البولية، عدوى الخميرة، عدوى الجلد).

وخز أو خدر في اليدين أو القدمين (اعتلال الأعصاب): يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى تلف الأعصاب.

بقع الجلد الداكنة (Acanthosis Nigricans): يمكن أن تشير البقع الداكنة المخملية على الجلد، والتي غالبًا ما تكون حول الرقبة أو الإبطين أو الفخذ، إلى مقاومة الأنسولين.

ارتفاع ضغط الدم:

الصداع المتكرر: خاصة في الصباح، أو الصداع غير المعتاد بالنسبة لك.

الدوخة أو الدوار: الشعور بعدم الثبات أو الإغماء.

نزيف الأنف: على الرغم من أن نزيف الأنف شائع أو متكرر أو غير مبرر، إلا أنه يمكن أن يكون علامة.

عدم وضوح الرؤية: نتيجة تلف الأوعية الدموية الصغيرة في العين.

التعب أو الارتباك: التعب غير المبرر أو الضبابية العقلية.

ألم الصدر: عدم الراحة في الصدر مع ضيق في التنفس

الإحساس بالنبض: في الرقبة أو الأذنين.

نمط حياة صحي يساعد على الوقاية والإدارة بشكل أفضل

عادات أساسية في نمط الحياة للمساعدة في إدارة هذه الحالة:

نظام غذائي متوازن: ركّزي على الأطعمة الكاملة غير المصنّعة. قلّلي من الدهون المشبعة والمتحولة، والسكريات المضافة، والصوديوم. اتبعي منهجيات غذائية مثل حمية داش (النهج الغذائية للحد من ارتفاع ضغط الدم)، التي تركّز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون ومنتجات الألبان قليلة الدسم.

النشاط البدني المنتظم: حاولي ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط الهوائي متوسط ​​الشدة أو 75 دقيقة من النشاط الهوائي عالي الشدة أسبوعيًا، إلى جانب ممارسة أنشطة تقوية العضلات مرتين أسبوعيًا على الأقل.

الحفاظ على وزن صحي: إن فقدان حتى كمية صغيرة من الوزن يمكن أن يحسن بشكل كبير من ضغط الدم والتحكم في نسبة السكر في الدم.

 عدم تناول الكحول: فتناول الكحول يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وسكر الدم وهو غير متناسب مع نمط الحياة الصحي.

الإقلاع عن التدخين: يزيد التدخين بشكل كبير من خطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية في كلتا الحالتين. تجنبي التبغ بجميع أشكاله، بما في ذلك الغوتكا، والسعوط، ومعجون الأسنان، والتدخين، والسيجار، وأجهزة التدخين الإلكتروني، وما إلى ذلك.

إدارة التوتر: مارسي تقنيات تقليل التوتر مثل التأمل أو اليوغا أو قضاء الوقت في الطبيعة.

النوم الكافي والعميق: النوم ضروري لضمان راحة الجسم وتجديد كافة خلايا الجسم، بالإضافة إلى الأعضاء.

يمكنك أيضا قراءة