المرأة العصرية والراقية

هل يمكن تحويش النوم كالنقود؟ إليكم ما يقوله الخبراء

يعد بنك النوم استراتيجية استباقية حيث يقوم الفرد عمدًا بزيادة مدة الـنوم في الأيام التي تسبق فترة معروفة من الحرمان من الـنوم.

العمل في مناوبة ليلية، أو السهر طوال الليل لامتحان صباح اليوم التالي، أو ركوب رحلة جوية قبل اجتماع عمل، كلها مواقف تخلّ بدورة نومنا. يا ليتنا نستطيع تعويض ما فاتنا من نوم والاستفادة منه لاحقًا! أو ربما هناك طريقة.

وقد أدخل مفهوم بنك النوم، وهي استراتيجية تبدو وكأنها خيال علمي ولكنها في الواقع متجذرة في الحقائق العلمية.

الآن، بعض الأسئلة الحاسمة: ما هو بالضبط “بنوك النـوم”، وهل يمكن أن يساعدنا الحصول على بضع ساعات إضافية من النوم قبل أسبوع أو يوم حافل على أداء وظائفنا بشكل أفضل عند قلة النوم؟.

ما هو بنك النوم؟

أقرب تفسير لكيفية عمل هذا هو فكرة تحضير جسمك مسبقًا. على سبيل المثال، عند السفر، من الأمور الإلزامية القليلة شحن هاتفك بالكامل ليدوم طوال اليوم. هذه هي بالضبط طريقة “بنك النـوم”.

بنوك النـوم باعتبارها “استراتيجية استباقية حيث يقوم الفرد عمدًا بزيادة مدة النوم في الأيام التي تسبق فترة معروفة من الحرمان من النـوم.

والأمر يشبه التخطيط المالي. فكما يوحي مصطلح “الادخار”، فإنّ ادخار النـوم هو عملية ادخار أو تخزين النـوم الإضافي تحسبًا لحرمانٍ من النـوم في المستقبل.

ونعم، العلم يؤيد ذلك. لكن هل من الممكن فعلا النـوم أكثر قبل النـوم أقل؟

ما زلت غير مقتنع بالفكرة وتتساءل كيف يمكن تحقيقها؟. حسنًا، لقد دعمت الأبحاث فكرة بنوك النـوم ، ويعتقد الأطباء أن تحقيقها ممكن جدًا.

هناك دراسة بارزة أجريت عام ٢٠٠٩، حيث أظهر المشاركون الذين ناموا ١٠ ساعات ليلاً لمدة أسبوع، قبل أن يقيدوا بثلاث ساعات فقط، أداءً أفضل بكثير في المهام المعرفية مقارنةً بمن ناموا سبع ساعات كالمعتاد. وقد حافظوا على يقظة أعلى وأداء أفضل.

وهناك طريقتان لتحقيق ذلك. إما زيادة ساعات النـوم ليلاً لبضع ساعات، أو أخذ قيلولة منتظمة خلال النهار. الخيار الأول أصعب إذا كنت معتادًا على جدول نوم ثابت، ولكن تحسين عادات النـوم، مثل استخدام ستائر معتمة، ودرجات حرارة الغرفة الباردة، وتقليل وقت استخدام الشاشات، يمكن أن يساعد.

يمكنك المحاولة، ولكن..

الآن نعلم أن بنوك النوم تساعد حقًا في الأيام التي يتعين عليك فيها السهر طوال الليل لأي سبب من الأسباب. ولكن هل يمكن أن يكون للاعتماد عليها تأثير سلبي؟.

إن بنوك النـوم تجدي نفعًا كنظام دعم قصير المدى، خاصةً لمن يعانون من جداول نوم غير متوقعة. ومع ذلك، هناك تحذير: الإفراط في الاعتماد على النوم قد يؤثر سلبًا على الساعة البيولوجية. فالإفراط في بنوك النوم قد يسبب اضطرابًا في الساعة البيولوجية، ويجعل التكيف مع جدول نوم جديد أكثر صعوبة، ومن المفارقات أنه قد يؤدي إلى المزيد من مشاكل النوم.

وإذا استمر هذا الإدمان لفترة طويلة، فقد يصاب الشخص بمشاكل معرفية. يحذر الدكتور ميتال من استخدامه كحلٍّ طويل الأمد، كما إنه ليس حلاًّ لمشكلة الحرمان المزمن من النـوم. إذا كنتَ تقلل من النـوم باستمرار ظنًّا منك أنك ستعوض ما فاتك لاحقًا، فقد تواجه مخاطر معرفية وصحية.

إذن، ما هي الطريقة الصحيحة للقيام بذلك؟

إذا كنت تعلم أنك على وشك أن تواجه أسبوعًا صعبًا أو تضطر إلى قضاء أسبوع من نوبات العمل الشاقة، فإليك استراتيجية بنك النـوم المدعومة من الخبراء:

ابدأ مبكرًا: استهدف الحصول على ساعة أو ساعتين إضافيتين من النـوم كل ليلة لمدة 3 إلى 7 أيام قبل ذلك.

القيلولة بحكمة: يمكن أن تساعد القيلولة القصيرة والمحددة الوقت (20-30 دقيقة) أيضًا في بناء الاحتياطيات.

أعطِ الأولوية لصحّة النـوم: حافظ على غرفة مظلمة وباردة وهادئة. تجنّب الكافيين والشاشات قبل الـنوم.

استخدمه باعتدال: يعمل بنك النـوم بشكل أفضل كحاجز احتياطي في حالة الطوارئ، وليس كخطة دائمة.

كذلك استخدمه كشبكة أمان، وليس كمنصة قفز. يفضل استخدام بنوك النـوم من حين لآخر، عندما تعلم أنك ستعاني من قلة النوم، وليس للتعويض عن روتين نوم سيئ باستمرار.

يمكنك أيضا قراءة