المرأة العصرية والراقية

اسمرار الإبطين: هل هو مشكلة صحية أم جمالية

قبل أن تلجئي إلى استخدام “كريم تبييض” آخر، اسألي نفسك: هل هذه مشكلة جلدية أم إشارة من الداخل؟. فقد يكون اللون الداكن تحت الإبطين أو اسمرار الإبطين علامة مبكرة على مقاومة الأنسولين أو متلازمة تكيس المبايض. وغالبًا ما تتجاهل كريمات تفتيح البشرة السبب الجذري وقد تكون ضارة. فالاحتكاك والهرمونات والسمنة هي الأسباب الرئيسية، وليس النظافة.

غالبًا ما تسوّق لنا البقع الداكنة تحت الإبطين والركبتين وثنيات الرقبة وداخل الفخذين على أنها عيوب جمالية. لكن في الواقع، قد تكون هذه البقع علامات تحذير مبكرة لاضطرابات أيضية أو غدد صماء كامنة.

العلم وراء اسمرار البشرة

غالبًا ما يعزى اسمرار الجلد في طيات الجلد، مثل الإبطين أو الفخذ أو الرقبة، إلى حالة تسمى “الشواك الأسود” (AN). هذه ليست مشكلة جلدية، بل هي إشارة جهازية. يرتبط “الشواك الأسود” عادةً بما يلي:

مقاومة الأنسولين

متلازمة تكيس المبايض (PCOS)

بدانة

مرض السكري من النوع الثاني

اضطرابات الغدة الدرقية

وفقًا لدراسة أجريت عام 2019 ونشرت في مجلة الأمراض الجلدية السريرية والتجميلية، يعاني ما يصل إلى 74٪ من المصابين بداء الشواك الأسود من مقاومة الأنسولين. يحدث الاسمرار عندما تحفز مستويات الأنسولين المرتفعة خلايا الجلد (الخلايا الكيراتينية) على النمو بسرعة أكبر وإنتاج صبغة إضافية (الميلانين).

الهرمونات والاحتكاك والميلانين: الجناة الحقيقيون

ليس الأمر متعلقًا بالتراب، ولا بسوء النظافة، بل بعلم الأحياء. كما أن الاحتكاك الناتج عن الملابس الضيقة أو الحلاقة المتكررة قد يزيد من تفاقم اسمرار البشرة، إذ يسبب التهابًا مزمنًا خفيف الدرجة. كذلك اختلال التوازن الهرموني، وخاصةً الناتج عن حالات مثل متلازمة تكيس المبايض، قد يزيد من إنتاج الميلانين. كما السمنة تضيف طيات جلدية وترفع مستويات الأنسولين، وكلاهما يسرّعان من ظهور التصبغات.

السرد الخطير لصناعة التجميل

على الرغم من ارتباطها الواضح بالمشكلات الصحية، لا تزال العديد من علامات التجميل تسوّق اسمرار الإبطين كعيب تجميلي. وقدّر تقرير سوقي صادر عن شركة ستاتيستا عام 2021 أن قيمة صناعة تفتيح البشرة العالمية تزيد عن 8.3 مليار دولار، مع ازدياد شعبية كريمات الإبطين والمناطق الحساسة في آسيا وأفريقيا.

وتحتوي العديد من كريمات تفتيح البشرة أو كريمات تفتيح الإبطين على مكونات ضارة مثل الهيدروكينون أو الزئبق أو جرعات عالية من الستيرويدات. كذلك قد تقدّم نتائج مؤقتة، لكنها قد تلحق الضرر بحاجز البشرة أو تسبب تصبغًا ارتداديًا. والأسوأ من ذلك، أنها تشتت الانتباه عن المشكلة الحقيقية التي قد تكون داخلية.

متى يجب عليك زيارة الطبيب بدلاً من طبيب الأمراض الجلدية

إذا كنتِ تعانين من بقع داكنة في أكثر من منطقة (تحت الإبط، الفخذ، الرقبة، مفاصل الأصابع)، وخاصةً إذا كنتِ تعانين أيضًا من عدم انتظام الدورة الشهرية، أو التعب، أو زيادة الوزن المفاجئة، فاستشيري طبيبًا، وليس فقط خبيرًا في العناية بالبشرة.

فحوصات:

سكر الدم / HbA1c

وظيفة الغدة الدرقية

التحاليل الهرمونية (متلازمة تكيس المبايض/الأندروجينات)

ما الذي يساعد فعليا؟

معالجة مقاومة الأنسولين من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة والأدوية (مثل الميتفورمين)

إدارة الوزن

التحول إلى منتجات النظافة اللطيفة وغير الاحتكاكية

الرتينويدات البصرية أو حمض الأزيليك، تحت وصفة طبية

دعونا نتوقف عن تعنيف الذات

بشرتكِ رسول أمين، وليست مخطئة. حان الوقت لنتوقف عن لوم أنفسنا أو أجسامنا على التغيرات الطبيعية أو العرضية. إننا نهدر الكثير من الوقت والمال على كريمات الإبط. ونتمنى لو أخبرني أحدهم أن جسدي يطلب المساعدة.

يمكنك أيضا قراءة