
هل تشعرين دائمًا بالتعلق في علاقاتك؟ تعرّفي على الأسباب وعلى طرق التعافي
أسلوب التعلق في العلاقة هو طريقة تفكيرك وسلوكك وتواصلك. كما تظهر هذه الأنماط في أنماط سلوكية وفكرية. كذلك يشكل أسلوب تعلقك طريقة حبك وتعاملك مع الخلافات.
وحتى عندما تسير الأمور على ما يرام في العلاقة، فإن الأشخاص الذين يعانون من نمط التعلق القلق يبحثون عن علامات تشير إلى أن هناك خطأ ما أو أنهم قد يتخلفون عن الركب.
أنماط التعلق
نمط التعلق القلق هو أحد أنماط التعلق الأربعة. أما الأنماط الثلاثة الأخرى فهي: التعلق الآمن، والانطوائي، والفوضوي. وكما يوحي الاسم، يتميز التعلق القلق بقلق مفرط نابع من الخوف من الهجر أو الرفض أو الهجران. وهذا بدوره يزيد من الحاجة إلى الإفراط في تحليل كل شيء، وقراءة ما بين السطور. ويسعى هؤلاء الأشخاص إلى طمأنة مستمرة من شركائهم. وقد تتراوح حاجتهم إلى التصديق بين البحث المستمر عن الطمأنينة بأسئلة افتراضية غريبة مثل “هل ما زلت تحبني لو كنت دودة؟”. وبين رد فعل سلبي في الجدال.
أحيانًا، قد يبدو الشخص ذو نمط التعلق القلق متشبثًا أو عاطفيًا للغاية. حتى تغيير نبرة الصوت أو تأخر الرد قد يثير قلقه، مما يدفعه إلى التفكير المفرط. لكن ما هي الأسباب وراء أسلوب التعلق القلق هذا وكيف يمكن للمرء أن يتعافى من هذه الدورة من الشك والضيق العاطفي.
أسباب نمط التعلق القلق
قد تجدين نفسك تشك في حب شريكك أو رغبته في البقاء معك حتى لو لم يكن هناك سبب للشك فيه. في أعماقك، تشعر بتهديد. التهديد أو الخوف الجذري هو الهجر. تنشأ جروح الهجر بسبب تجارب سابقة من الهجر العاطفي و/أو الجسدي من قِبل أشخاص كان من المفترض أن يعتنوا بك. إن إدراك أن قلقك/قلقك لا ينبع من أي حقائق أو أدلة هو الخطوة الأولى لمساعدة نفسك على التهدئة، وتهدئة طفلك الداخلي، وشفاء جروح الهجر.
تغذّي حوادث الرفض أو الهجر السابقة، ربما في الطفولة، هذا النمط من التعلق، كما أوضحت مدربة العلاقات. وهذا يجعل من تجربة الماضي المريرة نموذجًا يشكّل سلوكك في العلاقات لاحقًا، دائمًا على حافة توقّع الألم.
كيفية الشفاء؟
الشفاء مهم لك ولشريكك. قد يكون الشعور بالقلق مرهقًا، إذ يستنزفك القلق من التواجد والثقة بشريكك. وبالمثل، قد يصل شريكك إلى مرحلة يشعر فيها بالإرهاق من حاجتك الدائمة إلى الطمأنينة. قد تشعران بالتوتر والقلق في علاقتكما؛ حلقة مفرغة من انعدام الثقة، وشد وجذب مرهق لكليكما. لهذا السبب، الشفاء مهم جدًا.
إليك هذه الطرق الثلاث التي قد تساعدك على التحرر من نمط التعلق القلق هذا:
في اللحظة التي تشعرين فيها بالقلق أو الاضطراب، حدِّيده وسمِّيه. ثم تواصلي مع مشاعرك ولاحظيها.
اسألي نفسك: “ما المعنى الذي أضيفه إلى هذا الموقف الذي يجعلني أشعر بهذا الشعور؟”. و”كيف أعرف أن هذا الاعتقاد صحيح؟”.
قرري التعامل مع مشاعرك بنفسك من خلال تهدئة نفسك و/أو توصيل تجربتك إلى شريكك حتى يتمكن أيضًا من تقديم الوضوح والطمأنينة.