
دور التغذية في العناية بالبشرة: لماذا ما تأكله مهم لبشرة صحية ومشرقة؟
ينبع الجمال الطبيعي من الداخل، وتلعب الأطعمة الكاملة والغنية بالعناصر الغذائية، مثل اللوز، دورًا أساسيًا في تغذية الجسم من الداخل إلى الخارج. ووفقًا لتقارير تتحدث عن رؤى السوق المستقبلية، من المتوقع أن يتجاوز قطاع العناية بالبشرة في الدول العربية، الذي بلغت قيمته حوالي 3 مليارات دولار أمريكي عام 2024، 7 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 15.78%.
يعزى هذا التوسع السريع إلى تزايد وعي المستهلكين. بالإضافة إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي. علاوة على تفضيل المنتجات الطبيعية، وزيادة الدخل المتاح.
مع تزايد استثمار المستهلكين في روتين العناية بالبشرة، بدءًا من الأنظمة المعقدة المكونة من 10 خطوات إلى أحدث المنتجات الرائجة، يظل السؤال الحقيقي هو: هل نتعامل مع صحة البشرة بالطريقة الصحيحة؟
دور التغذية في صحة الجلد
مع أن منتجات العناية بالبشرة تبشر ببشرة متألقة، إلا أن تأثيرها غالبًا ما يكون سطحيًا. لطالما ركزت المرأة العربية على الحلول الخارجية، لكن أساس البشرة الصحية الحقيقية يبدأ من الداخل. بدلًا من الاعتماد فقط على العلاجات الموضعية، لمَ لا نغذي البشرة من الداخل إلى الخارج؟ وكما يقول المثل، أنتِ ما تأكلينه. تغيير بسيط في نظامكِ الغذائي، مثل تناول حفنة من اللوز يوميًا، يمكن أن يعزز ترطيب البشرة، ويحسن مرونتها، ويوفر التغذية الأساسية للصحة العامة.
كذلك تدعم الأدلة العلمية بقوة العلاقة بين النظام الغذائي وصحة البشرة. وقد بحثت دراسةٌ قادها الدكتور سيفاماني في جامعة كاليفورنيا، ديفيس، في كيفية تأثير تناول اللوز على شيخوخة البشرة. ووجدت الدراسة التجريبية العشوائية المحكمة أن النساء بعد انقطاع الطمث ذوات البشرة الحساسة للشمس (من النوع الأول أو الثاني على مقياس فيتزباتريك)، واللواتي تناولن حصتين من اللوز يوميًا لمدة ستة أشهر، شهدن انخفاضًا بنسبة 16% في شدة التجاعيد وتحسنًا بنسبة 20% في لون البشرة (يقاس بانخفاض كثافة الصبغة)، مقارنةً بمجموعة ضابطة تناولت وجبة خفيفة خالية من المكسرات بنفس السعرات الحرارية.
تعزز دراسة أخرى هذه الحقيقة، إذ تكشف أن تناول اللوز يزيد من مقاومة الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 20% لدى الشابات الآسيويات والأفريقيات ذوات البشرة الحساسة للشمس (الأنواع الثانية والثالثة والرابعة على مقياس فيتزباتريك). وقد أظهرت المشاركات اللواتي تناولن 42 غرامًا من اللوز يوميًا لمدة 12 أسبوعًا مقاومة أكبر بكثير للأشعة فوق البنفسجية مقارنةً بمن تناولن وجبة خفيفة من الكربوهيدرات ذات السعرات الحرارية المتساوية.
لماذا يستحق اللوز مكانًا في نظامك الغذائي
إن دور التغذية في صحة البشرة يتماشى مع الأبحاث الحديثة والطب التقليدي القديم. وقد أثبتت العادات الصحة التقليدية المتوارثة عبر الأجيال فوائد اللوز في الحصول على بشرة صحية ومشرقة.
كما يصنف اللوز ضمن فئة معززات إشراقة البشرة، ويحسّن لونها، ويقدّم فوائد وقائية. وهذه المعرفة القديمة مدعومة الآن بالعلم، الذي يظهر كيف يعمل اللوز من الداخل إلى الخارج على تغذية البشرة وحمايتها.
إن التركيبة الغذائية للوز، الغني بالبروتين والدهون الصحية غير المشبعة وفيتامين هـ (ألفا توكوفيرول)، تجعله حليفًا قويًا للبشرة. كما أن “اللوز، بنسبته المئوية، هو أكثر أنواع المكسرات احتواءً على فيتامين هـ. وهو مضاد أكسدة قوي يساعد على حماية البشرة من أضرار الجذور الحرة الناتجة عن التلوث والأشعة فوق البنفسجية وغيرها من العوامل البيئية المسببة للإجهاد.
كم وكيف ولماذا؟
توفّر حصةٌ من اللوز، وزنها 30 غرامًا، حوالي 7.7 ملغ من فيتامين هـ، وهو ما يلبّي 77% من الكمية الغذائية الموصى بها. بالإضافة إلى فيتامين هـ، يحتوي اللوز على 15 عنصرًا غذائيًا أساسيًا تفيد البشرة. كما يساعد الزنك على شفاء البشرة، وتعزّز فيتامينات ب، مثل الريبوفلافين والنياسين، لون البشرة الموحّد. ويقي حمض اللينوليك من الجفاف، ويعزّز النحاس تصبّغ البشرة والشعر. إضافةً إلى ذلك، تساعد 6 غرامات من البروتين في الحصة الواحدة على إنتاج الكولاجين. ما يحافظ على نضارة البشرة وشبابها.
كما إن اللوز لا يحسّن صحة البشرة فحسب، بل يدعم أيضًا الصحة العامة. كذلك بفضل غناه بالدهون الصحية وفيتامين هـ والألياف ومضادات الأكسدة، يساعد اللوز على تحسين صحة القلب، والتحكم في الوزن، وضبط مستوى السكر في الدم.