
التبرع بالدم شريان حياة
كلَّ عام وتحديداً يوم 14 يونيو يحتفي العالم باليوم العالمي للتبرع بالدم, لأن الدم يعتبر العنصر الحيوي الوحيد الذي لا يمكن تصنيعه في المختبرات، بل يهبه إنسان لإنقاذ آخر.
إلا أن هناك مفاهيم خاطئة لا تزال تسيطر على أذهان البعض، وتمنعهم من اتخاذ هذه الخطوة النبيلة.
الدم لا يُصنع
![الدم لا يُصنع]()
الدم مادة لا يمكن تصنيعها؛ فرغم التقدم العلمي الهائل، لا يوجد بديل له؛ فالتبرع به هو الوسيلة الوحيدة لتأمينه للمرضى, ويؤكد اختصاصي أمراض الدم أن التبرع لا يرتبط فقط بحالات الطوارئ الناتجة عن الحوادث، بل يشمل أيضاً مرضى يعانون أمراضاً دموية مزمنة.
التبرع ليس خطيراً
التبرع بالدم يُحفّز نخاع العظم لإنتاج خلايا دم جديدة، ما يعيد النشاط والحيوية إلى جسم المتبرع؛ فكثيرون من المتبرعين يشعرون بنشاط بعد يومين فقط من التبرع.
إجراء بسيط.. وآمن
يُسحب الدم من وريد اليد بواسطة إبرة، ويُجمع في كيس سعته 500 ملل، موضوع على ميزان هزاز؛ لضمان مزج الدم مع مادة مانعة للتخثر، ومنع تجمّعه أثناء السحب.
وتيرة التبرع
الجسم يحتاج إلى نحو شهر لتعويض الدم المتبرَّع به، إلا أن أنظمة التبرع المعتمدة تأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على صحة المتبرِّع؛ لذلك يُسمح للرجال بالتبرع بالدم كل ثلاثة أشهر، وللنساء كل أربعة أشهر.
التكنولوجيا تُحدث فرقًا
![التكنولوجيا تُحدث فرقًا]()
أصبح بالإمكان التبرع بأجزاء محددة من مكونات الدم، مثل: الصفائح الدموية، والبلازما، من خلال جهاز خاص يُعرف باسم «أفريسيز» (Apheresis). ويشرح اختصاصي أمراض الدم أن هذا الجهاز يعمل على فصل مكونات الدم داخل الجهاز نفسه، حيث يقوم بأخذ ما يحتاجه فقط (كالكريات الحمراء، أو البلازما، أو الصفائح)، ويُعيد بقية مكونات الدم إلى جسم المتبرع.
زمر الدم
يتوزع على أربع زمر رئيسية: (A ،B ،AB، وO)، ويُضاف إليها العامل الريزوسي (Rh)، الذي يكون إما إيجابياً أو سلبياً، ما يرفع عددها إلى ثماني مجموعات دموية. ويوضح أن الزمرة الأهم والأكثر طلباً هي (O سالب)، ويُطلق على حاملها لقب «المتبرع العام»؛ لأن دَمه يُمكن أن يُعطى لأي مريض من أي زمرة دموية، خاصة في الحالات الطارئة أو الحرجة، التي لا يتوفر فيها وقت لإجراء فحوص توافق الزمر.
مدة التخزين
كريات الدم الحمراء، المكون الرئيسي الذي يُنقل في حالات فقر الدم أو النزيف، يمكن تخزينها لمدة أقصاها 42 يوماً (6 أسابيع) في برادات خاصة تراوح حرارتها بين 4 و6 درجات مئوية. أما الصفائح الدموية، فهي أكثر حساسية، ولا تُخزن لأكثر من 7 أيام فقط. ويتم حفظها على رجّاجات خاصة داخل بنك الدم في درجة حرارة الغرفة، لمنع تخثرها أو فقدان فاعليتها. في المقابل، تتمتع البلازما بعمر أطول، إذ تُجمد في درجات منخفضة جداً، ما يسمح بتخزينها لمدد طويلة دون تاريخ صلاحية محدد.
مَنْ الذي بإمكانه التبرع بالدم، وما الشروط الصحية للتبرع؟
أي شخص بين 18، و65 عاماً، ويزن أكثر من 50 كغم، يمكنه التبرع بالدم، بشرط أن يكون بصحة جيدة، ولا يعاني أمراضاً معدية، أو التهابات نشطة. أما النساء الحوامل، فرغم أن تبرعهن ممكن طبياً، إلا أن المعايير المتبعة لا تسمح لهن بالتبرع، خلال فترة الحمل.