المرأة العصرية والراقية

ارتفاع مقلق في النوبات القلبية بين المدخنين الشباب.. الأسباب والوقاية

عادةً ما ينظر إلى أمراض القلب على أنها مصدر قلق في مراحل لاحقة من الحياة، وهو أمرٌ يصيبك في الستينيات أو ما بعدها. لكن الواقع يتغير بسرعة. إذ يعاني عدد متزايد من البالغين دون سن الأربعين من النوبات القلبية. كما لا يزال التدخين، أحد أكثر مسببات هذه الأمراض إثارةً للقلق. والذي يغفل عنه الكثيرون، شائعًا بشكل مفاجئ.

ففي السنوات الأخيرة، شهدنا ارتفاعًا مقلقًا في عدد الشباب، وخاصة الرجال، الذين يعانون من نوبات قلبية قبل بلوغهم الأربعين. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الكثير منهم لا يعانون من عوامل الخطر التقليدية مثل داء السكري أو ارتفاع الكوليسترول. ما هو القاسم المشترك بينهم جميعًا؟ التدخين. السجائر، وسيجارة البيدي، والآن حتى أجهزة التدخين الإلكتروني، تلحق الضرر الخطير وتلسريع بقلوب الشباب في وقت أبكر بكثير مما كنا نتوقع.

علاوة على ذلك، نشهد دخول مرضى تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عامًا إلى غرف الطوارئ بسبب نوبات قلبية حادة. وفي كثير من الحالات، لا تستطيع أجسامهم التعامل مع هذا الحدث المفاجئ. لم تعد هذه المشكلة تصيب كبار السن، بل أصبحت تصيب طلاب الجامعات، وموظفي الشركات، ورواد الصالات الرياضية، وحتى المدخنين في المناسبات الاجتماعية.

كيف يؤثر التدخين على القلب

عندما يدخن شخص ما، تلحق المواد الكيميائية الموجودة في التبغ، مثل النيكوتين وأول أكسيد الكربون، الضرر بالبطانة الداخلية للأوعية الدموية. تساعد هذه البطانة، التي تسمى البطانة الغشائية، في الحفاظ على سلاسة الشرايين ووظائفها بشكل جيد. ولكن عندما تصاب بالتهيج والالتهاب، فإنها تؤدي إلى تراكم اللويحات. وهي مزيج من الدهون والكوليسترول ومواد أخرى.

ومع مرور الوقت، يمكن لهذه اللويحة أن تسد الشرايين التي تحمل الدم إلى القلب. وعندما ينقطع إمداد الدم فجأةً، تحدث نوبة قلبية (تعرف أيضًا باسم احتشاء عضلة القلب). ويمكن أن تتشكل هذه الانسدادات أسرع بكثير لدى المدخنين الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا. كما أن شرايينهم غالبًا ما تكون أصغر حجمًا وأكثر حساسية، مما يجعلها أكثر عرضة للتشنج المفاجئ أو تكوين جلطة دموية (كتلة دموية)، مما يوقف تدفق الدم ويسبب نوبة قلبية.

لماذا لا يحمي الشباب قلوبهم؟

يعتقد العديد من المدخنين الشباب أنهم أصغر من أن يقلقوا بشأن أمراض القلب. لكن العمر ليس درعًا واقيًا من تلف القلب . في الواقع، تميل النوبات القلبية لدى الشباب إلى أن تكون مفاجئة وشدة أكثر لأن أجسامهم لم تطوّر مسارات دموية بديلة تسمى الأوعية الدموية الجانبية لحماية القلب في حالة الانسداد. وهذا يصعّب التعافي بشكل كبير.

علاوة على ذلك، يزداد هذا الخطر سوءًا بسبب عادات نمط الحياة غير الصحية الشائعة بين شباب اليوم، والنظام الغذائي السيئ، والتوتر الشديد، وقلة النوم، وقلة التمارين الرياضية، والإفراط في شرب الكحوليات، وكل ذلك يضع ضغطًا إضافيًا على القلب.

كما يعتقد الكثيرون أن التدخين الإلكتروني أو الشيشة أكثر أمانًا من السجائر. لكن التدخين الإلكتروني يطلق مواد كيميائية ضارة، مثل النيكوتين، تلحق الضرر بالأوعية الدموية وتزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات وتشنجات الشرايين. يمكن للشيشة أن تعرّض رئتيك وقلبك لدخان وسموم أكثر من السجائر، مما يعرّض قلبك لخطر جسيم.

علامات التحذير المبكرة التي يجب الانتباه إليها

إذا كنت تدخن حتى في المناسبات الاجتماعية، فلا تتجاهل هذه العلامات التحذيرية:

التعب أو ضيق التنفس أثناء المشي أو ممارسة الرياضة

عدم الراحة في الصدر أو الشعور بالثقل

ضربات قلب غير منتظمة أو سريعة

ألم في الكتف أو الظهر أو الفك

حتى الأعراض البسيطة قد تشير إلى مشكلة. لا تنتظر، بل افحصها.

كيفية حماية قلبك

أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية هي الإقلاع عن التدخين. حتى لو كنت تدخن منذ سنوات، فإن الإقلاع عنه مفيد. ففي غضون أسابيع، يتحسن ضغط دمك ومعدل ضربات قلبك. وفي غضون أشهر، تبدأ شرايينك بالشفاء. وبعد بضع سنوات، ينخفض ​​خطر إصابتك بالنوبات القلبية إلى مستوى يكاد يكون مماثلاً لخطر غير المدخن.

ولحماية قلبك، وخاصةً إذا كنت مدخنًا أو لديك تاريخ عائلي لأمراض القلب، اتبع نمط حياة صحي. فحوصات القلب الدورية ومراقبة المؤشرات الرئيسية مثل ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم ضرورية.

أيضًا اجعل النشاط البدني جزءًا من روتينك اليومي، واستهدف ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل، خمسة أيام في الأسبوع. تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالفواكه الطازجة والخضراوات والحبوب الكاملة والدهون الصحية. قلل من تناول الأطعمة المقلية والمعلبة.

كما يجب إدارة التوتر، وذلك عبرممارسات تمارين الاسترخاء والتأمل، أو حتى تمارين التنفس البسيطة، تحدث فرقًا كبيرًا”. واعلم أن النوبات القلبية لا تحدد عمرك. إذا كنت تدخّن، فإن قلبك معرّض للخطر، سواءً كان عمرك ١٩ أو ٣٩ عامًا. سواءً كان ذلك لتخفيف التوتر، أو ضغط الأقران، أو الإدمان، فإن الأمر لا يستحق التضحية بصحة قلبك.

يمكنك أيضا قراءة