
روتين العناية بالبشرة “رجل الكهف” الرائج، هل هو صحي؟
هل يعتبر هذا الحد الأدنى مبالغًا فيه؟ لقد اجتاح روتين العناية بالبشرة المعتاد على نمط حياة رجل الكهف الإنترنت، حيث لا يعنى أحدٌ ببشرته. ولكن، هل هو صحيٌّ حقًا؟
لكن أطباء الجلد ليسوا سعداء بهذا الاتجاه
ليس من المبالغة القول إن هناك ألف طريقة للحفاظ على شباب بشرتنا وصحتها. سواءً باتباع روتين العناية بالبشرة الزجاجي الكوري أو بعض العلاجات الهندية التقليدية. ولعل هذا هو السبب الذي يدفع الكثيرات منا إلى البحث عن النظام المناسب.
لنكن صريحين، لقد جربنا تركيبات متنوعة: كريمات باهظة الثمن، تونر، مخاط الحلزون، وغيرها للتخلص من تلك البثور العنيدة، والبشرة الدهنية، والجفاف، وغيرها. وعندما لا يجدي أي منها نفعًا، نصبح في مأزق. أجل، إنه أمر محبط. واجهت فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا، وهي من مستخدمي تيك توك، معضلةً مماثلة، ووجدت طريقةً جذريةً نوعًا ما للتعامل مع مشاكل بشرتها.
في عالمنا الرقمي، حيث نستيقظ على صيحات جديدة وأفكار فيروسية (أو بالأحرى غريبة) كل يومين، إليكِ روتين عناية بالبشرة أصبح حديث الساعة (بفضل تلك الشابة ذات الاثنين والعشرين عامًا). إنه روتين لا يتطلب أي شيء. لا صابون، لا كريم، لا سيروم. لا شيء. لا شيء!
روتين منتظم
الروتين هو عدم اتباع أي روتين. أوه، وهل ذكرنا؟ لا ماء أيضًا. هذا ما يعرف الآن على الإنترنت باسم “نظام العناية بالبشرة الكهفي” الشهير.
حول روتين العناية بالبشرة في عصر الكهف
في الأيام العادية، يميل الناس إلى رشّ وجوههم بالماء واتباع روتين تنظيف اعتيادي باستخدام القليل من المنظف أو غسول الوجه، خاصةً بعد الخروج. لكن هذا الروتين يلغي كل ذلك: لا تقشير، لا ترطيب، ولا ماء. ولهذا السبب يسمى روتين الكهف، وهو عودة إلى نمط حياة الناس، حيث كانوا يفتقرون حتى إلى أبسط وسائل العناية بالبشرة.
العناية بالبشرة على طريقة رجل الكهف
تيا زاخر، منشئة محتوى على تيك توك، اشتهرت بين عشية وضحاها بفضل التزامها بروتين العناية بالبشرة الذي اعتاد عليه البشر. بدأت زاخر بتصوير فيديوهات تشرح فيها كيف كانت تفرط في الاهتمام ببشرتها، مجرّبةً العديد من المنتجات دون جدوى. كانت معتادة على خدش بشرتها، مما أدى إلى التهابها وحب الشباب وغيرها. لذلك، في محاولةٍ منها لإعادة بناء حاجز بشرتها، اختارت التوقف عن فعل أي شيء على الإطلاق.
كذلك قالت لصحيفة يو إس إيه توداي: “لماذا لا أتخلى عن كل شيء وأتركه جانبًا لأرى ما تستطيع بشرتي فعله بشكل طبيعي. وأعيد ضبط هذه الدورة بشكل طبيعي؟”. جربت زاخر المنتج أولًا لمدة أسبوعين تقريبًا، وظهرت عليها بشرة ذات ملمس خشن ومتقشر، لم تعجبها، فغسلتها. في مارس، قررت تجربته مرة أخرى، وأجرت بحثًا، لكنها لم تستشر طبيبة جلدية.
لاحقًا، كشفت أنها عانت من حالة تسمى “فرط التقرن”، حيث لم يتساقط جلدها الميت تمامًا. مما منحها ذلك الملمس الخشن. ومع ذلك، لا تزال تؤكد أن بشرتها بخير، ولا تقلق بشأن العدوى البكتيرية.
الاستسلام أم لا – نصيحة الخبراء
هل تتجنب شرب الماء لأيام، أو أسابيع، أو حتى أشهر؟ هذا يعني أن نظافتك الشخصية ستفقد بريقها. وهل بشرتك مستعدة لذلك؟ للإجابة على هذا السؤال الجوهري المتعلق بالنظافة الشخصية. ولفهم مدى صحة هذا الروتين، تواصلنا مع خبراء، ومعظمهم لا يرتاحون لهذه الفكرة.
من منظور الأمراض الجلدية والنظافة، لا ينصح بهذا النهج. التنظيف المنتظم. على الأقل بالماء العادي أو بمنظف لطيف، ضروري لإزالة التراكم اليومي للعرق والملوثات البيئية والبكتيريا. حتى تجاهل النظافة الأساسية قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى والالتهابات.
كذلك لا يعتبر هذا النظام آمنًا أو مناسبًا للبشرة الهندية، التي تكون بشكل عام أكثر عرضة للتصبغ وحب الشباب والأضرار البيئية بسبب ارتفاع مستويات الميلانين والتعرض الأكبر للأشعة فوق البنفسجية والتلوث.
كما لى أن غياب حتى منظف لطيف أو منتج مرطب يمكن أن يضعف مرونة البشرة مع مرور الوقت. ووفقًا للدكتورة غوبتا، فإن إصلاح حاجز البشرة لا يتطلب التخلي عن النظافة تمامًا. بدلًا من ذلك، يوصي أطباء الجلدية باتباع روتين لطيف لإصلاح حاجز البشرة، يشمل:
منظفات غير مزيلة للزيوت
مرطبات خالية من العطور
واقيات الشمس
بالإضافة إلى ذلك، فإن دمج نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية. مثل تناول حفنة من اللوز، الذي يحتوي على نسبة عالية من فيتامين E، والدهون الصحية الأخرى، ومضادات الأكسدة، يمكن أن يدعم صحة الجلد من الداخل.
بينما يتخبط الإنترنت في حيرة بين اتباع الصيحات الجديدة كليًا من أجل العناية بالبشرة. إلا أنه يسلّط الضوء على حقيقة أن لا شيء يناسب الجميع، حتى في مجال العناية بالبشرة. مجرد شيوعها لا يعني أنها النهاية. قد تنجح مع البعض وقد لا تنجح مع آخرين. وبينما نواصل البحث عن أفضل حيل العناية بالبشرة، فإن الاستماع إلى بشرتنا هو الأساس.