المرأة العصرية والراقية

من دافع للعمل إلى عائق للإنتاجية بسبب الهوس

 

قد يشكل الهوس ضمن حدوده الطبيعية لأي إنسان دافعًا قويًا لتحقيق النجاح والتميز والتفوق على أقرانه، لأنه يمنح بطبيعته الشغف والطاقة والإصرار؛ لتحقيق ما تصبو إليه النفس.

طبعا إن تجاوز الحد قد يؤدي إلى نتائج عكسية، تؤثر سلبًا على العمل والإنتاجية, ورغم أن الشخص في حالة الهوس قد يبدو أكثر نشاطًا ومتحمسًا في المراحل المبكرة من الهوس، ويشعر بأنه قادر على إنجاز الكثير من الأعمال بكفاءة عالية، إلا أنه مع تطور الحالة، تبدأ المشاكل بالظهور.

ما أعراض الهوس؟
ما أعراض الهوس؟

هو حالة تتميز بمشاعر السعادة المفرطة، دون سبب واضح، وهذا ما يدفع هذا الشخص إلى زيادة النشاط والطاقة بشكل غير معتاد، حيث يصبح مندفعاً للقيام بعدد كبير من الأنشطة دون الشعور بالتعب, ومن هنا تبدأ أفكاره بالتسارع بشكل ملحوظ، ما يجعل التركيز أمراً صعباً، وغالباً يتحدث بسرعة مفرطة وبطريقة غير مرتبة، فيبدو كلامه متلاحقًا وغير مترابط, وأيضا تقل حاجته إلى النوم بشكل ملحوظ، إلى جانب ذلك، يصبح الشخص سريع الغضب وسهل الاستثارة، حيث يتفاعل مع المواقف اليومية بحساسية مفرطة، ما قد يؤثر في حياته اليومية، وعلاقاته الشخصية مع الآخرين.

 

ومن الجدير بالذكر فقد يؤثر الهوس بشكل كبير على الإنتاجية في العمل، من خلال عدة جوانب, فيؤدي تتابع الأفكار السريع إلى التشتت، وصعوبة التركيز على مهمة واحدة، ما يجعل إنجاز المهام بشكل فعال أمراً صعباً.

وفي بعض الأحيان يشعر بنشاط مفرط وعدم الحاجة للنوم، إلا أن هذا النشاط الزائد يؤدي إلى الإرهاق العقلي والجسدي، ما يسبب استنزافاً للطاقة على المدى الطويل، ويقلل القدرة على الاستمرار في العمل، وبالتالي التراجع في مهامه.

 

وعلاوة على ذلك، قد تؤثر التصرفات المتهورة أو عدم القدرة على التواصل بفاعلية مع الزملاء والعملاء على العلاقات المهنية، ما يؤثر في بيئة العمل بشكل عام.

ويمكن أن يعاني الشخص التشويش بين عدة مهام دون إتمام أيٍّ منها بشكل كامل، ما يؤدي إلى نقص في الإنتاجية, ويصبح تأثير الهوس خطيراً على العمل؛ عندما يؤدي إلى فقدان السيطرة على المهام أو اتخاذ قرارات تؤثر بشكل سلبي على المهنة.

وربما يصبح الوضع أكثر تعقيداً؛ إذا كان يسبب تدهور العلاقات مع الزملاء أو العملاء، أو أدى إلى غياب متكرر عن العمل بسبب الإرهاق أو نوبات الهوس.

 

يمكنك أيضا قراءة