
دراسة تكشف عن تأثير عاطفة الوالدين على شخصية الطفل مدى الحياة
الطفولة جزءٌ محوريٌّ من حياة أي شخص، فهي تشكّل كيفية نموّ الأطفال ، بل إنها أساس شخصياتهم المستقبلية. وقد طرحت دراسة جديدة نشرت في مجلة “علم النفس الأمريكي” منظورًا جديدًا حول الجدل الدائر حول العلاقة بين الفطرة والتنشئة. فعندما يتلقى الأطفال المزيد من العناق والحنان من أمهاتهم بين سن الخامسة والعاشرة، يزداد احتمال أن يكونوا طيبي القلب، ومنفتحين، ومسؤولين. ولفهم مدى صحة ذلك، اختبر الباحثون هذه النتيجة على توأمين متطابقين، يتشاركان الحمض النووي بنسبة 100%.
حب الطفولة مهم
أجرى الباحثون تجارب على 2200 توأم متطابق في المملكة المتحدة. لا يتشارك التوأم المتطابق نفس الحمض النووي فحسب، بل ينشأون أيضًا في البيئة نفسها. الفرق الوحيد هو مقدار الحنان الذي يتلقونه من أمهاتهم.
أظهرت النتائج أن التوأم الذي تلقى حبًا أكبر وتعبيراتٍ عاطفية متكررة عبر العناق نشأ ليصبح أكثر تعاطفًا ورعايةً وتنظيمًا وموثوقية. تعكس هذه السمات سماتٍ شخصيةً رئيسيةً كالانفتاح والضمير واللطف. علاوةً على ذلك، وكما هو الحال في تأثير السلسلة، عندما يكون الشخص يتمتع بمستوى عالٍ من هذه السمات، فمن المرجح أن يحصل على وظائف أفضل ويبني علاقاتٍ أقوى. ترتبط هذه السمات بالنجاح في الحياة الواقعية، لذا فإن أفعال العناق البسيطة قد تشكل حياة الطفل بشكل أساسي أكثر مما تتصور.
مع ذلك، لم تشهد سماتٌ مثل الانبساط، الذي يشير إلى مدى اجتماعية الشخص، أو العصابية، التي تشير إلى مدى قلق الشخص أو استقراره العاطفي، تغيرًا يذكر. وهذا يشير إلى أن هذه الجوانب من الشخصية قد تتأثر بالجينات أكثر من التربية.
لماذا هذه الدراسة مهمة؟
يظهر هذا أن التربية تترك أثرًا دائمًا، يتجاوز الجينات. فحب الوالدين عنصرٌ أساسيٌّ في تشكيل شخصياتنا. وتلاحظ هذه الاختلافات أيضًا لدى التوائم المتطابقة، مما يجعل النتائج أكثر أهمية. إذ يشير إلى أن حتى الاختلافات الطفيفة في التربية، مثل عدد مرات احتضان الطفل. يمكن أن تؤثر على شخصيته على المدى الطويل.
قد يكون العناق بسيطًا، لكنه يمكن أن يلعب دورًا فعالًا في تشكيل مسار حياة الطفل. بدءًا من شخصيته، مما يؤثر لاحقًا على نجاحه في الحياة الواقعية.