المرأة العصرية والراقية

روبرتا كالاريزي: قمة عالمٌ هادف تجسيد لرؤية سعودية تُلهم قادة الغد

في قلب التحولات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية، تبرز مبادرات عالمية ومحلية تتبنى مفاهيم القيادة الواعية والتغيير الهادف، ومن أبرزها “قمة عالمٌ هادف” التي تعود في نسختها الثانية لتجمع أكثر من 150 من قادة الشركات العائلية ورواد الأعمال وصنّاع التغيير من المملكة والعالم. برؤية واضحة تقودها روبرتا كالاريزي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة “غاية” ومبتكرة “عالمٌ هادف”، تسعى هذه القمة إلى إرساء نموذج جديد من التعاون الاستراتيجي بين الأجيال، وتعزيز الاقتصاد المرتكز على التأثير طويل الأمد، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.

وفي حوار مع موقع مجلة “هي” الإلكتروني، تحدثت كالاريزي حول أهداف القمة، وتوجهاتها المستقبلية، والدروس التي تقدمها للجيل الجديد من القادة، لاسيما النساء، في طريقهن نحو بناء إرث مهني وشخصي مستدام.

روبرتا كالاريزي: قمة عالمٌ هادف تجسيد لرؤية سعودية تُلهم قادة الغد

ما هي رؤيتكِ لقمة “عالمٌ هادف” في المملكة العربية السعودية 2025؟

تُعدّ المؤسسات العائلية محور الازدهار الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، حيث تلعب دورًا محوريًا في دفع عجلة التنمية المستدامة، وإحداث تأثير اجتماعي، وتبني التطورات التكنولوجية لدفع عجلة الابتكار. في النسخة الثانية من القمة، أردنا الاستفادة من زخم التقدم الاقتصادي المتسارع في المملكة العربية السعودية، وإظهار للعالم مدى أهمية الشركات العائلية وربحيتها في مسيرة تحول البلاد نحو التحول إلى قوة عالمية للتقدم القائم على الأهداف. من خلال توفير ملتقى فريد لأكثر من 150 من قادة الشركات العائلية والمؤسسات ورواد الأعمال وصنّاع التغيير المحليين والعالميين، تُتاح للشخصيات الرئيسية فرصة استكشاف فرص الاستثمار الاستراتيجي، وتعزيز التعاون العابر للحدود، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر شمولاً وازدهاراً للبشرية. وقد أكد الدكتور عائذ المبارك، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للمنشآت العائلية، الشريك الداعم للحدث، على أهمية تمكين الشركات العائلية من القيادة المؤثرة عبر الأجيال، والدور الحيوي الذي تضطلع به في تعزيز الازدهار الاقتصادي على المدى الطويل.

روبرتا كالاريزي: قمة عالمٌ هادف تجسيد لرؤية سعودية تُلهم قادة الغد

ما الذي تأملون أن يستفيده أكثر من 150 متحدثاً ومشاركاً من قمة هذا العام؟

نُضفي اتساعاً وعمقاً على المناقشات حول الاستثمار الاستراتيجي، والنمو المستدام، والقيادة التحويلية، إلى جانب مواضيع أساسية للمجتمع المعاصر، مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، والانتقال بين الأجيال، والتعليم والجغرافيا السياسية.

 

تضمنت جلساتنا الملهمة شخصيات بارزة في قطاعاتها، مثل حسام رضوان، الرئيس التنفيذي لمجموعة محمد يوسف ناغي، ورمزي أبو خضرة، رئيس مجلس إدارة UBS السعودية، إلى جانب شخصيات عالمية، منها بولور-إردين باتسنجل، المستشارة الاستراتيجية في سبيس إكس؛ وستيسي لوسون، رئيسة صندوق إيغرين للطاقة؛ والبروفيسور دي كاي من جمعية المستقبل.

 

إلى جانب دور المؤسسات العائلية المحوري في بناء الازدهار الاقتصادي، سنسلط الضوء على كيفية تجاوزها للربح – فهي ركيزة للإرث والتعليم والاستقرار طويل الأمد. في نهاية المطاف، أريد من قادة أعمالنا أن يغادروا القمة وقد استلهموا من تجاربهم وكوّنوا علاقات متينة، ليتمكنوا من مواءمة أهدافهم مع الربح، وإحداث التغيير في قطاعاتهم.

روبرتا كالاريزي: قمة عالمٌ هادف تجسيد لرؤية سعودية تُلهم قادة الغد

خصصتِ جلسات لرائدات الأعمال وقادة الأعمال خلال القمة، ما نصيحتكِ للشابات اللواتي يبدأن مسيرتهن المهنية؟

نحن بحاجة إلى ضمان مستقبل متنوع وشامل لمجتمعنا ليزدهر، ولإعادة تعريف دور المرأة في بعض قطاعات الأعمال، وخاصةً في المملكة العربية السعودية، ومنحها الثقة وفرصة النجاح.

 

وجود نماذج ملهمة مثل صاحبة السمو الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود، مؤسسة أسبوع الموضة السعودي، وصاحبة السمو الأميرة فهدة بندر عبد الله آل سعود التي حوّلت شغفها بالسفر إلى مشروع مزدهر – “ذا ترافلينغ بانثر” – واللتان تشرفنا باستقبالهما خلال القمة، يُجسّد تفانيهما وخبرتهما العملية هذه الفلسفة.

 

أما النصيحة الأهم التي أقدمها لأي شخص فهي: المعرفة قوة. افهم مجالك وما يبدو عليه المشهد التنافسي. وأحط نفسك بأشخاص خبراء في مجالاتهم ويمتلكون مهارات تكمل مهاراتك.

روبرتا كالاريزي: قمة عالمٌ هادف تجسيد لرؤية سعودية تُلهم قادة الغد

كيف ترين أن “عالم هادف – المملكة العربية السعودية 2025” يتناسب مع التطور الاقتصادي الأوسع للمملكة العربية السعودية؟

تهدف رؤية السعودية 2030 إلى بناء اقتصاد مزدهر يتيح للجميع فرصة النجاح، ومؤتمر قمة عالم هادف يعكس هذه الرؤية. المؤسسات العائلية تمثل حجر الأساس في الاقتصاد السعودي، إذ أن أكثر من 95% من الشركات في المملكة مملوكة لعائلات وتُساهم بـ 66% من الناتج المحلي الإجمالي للقطاع الخاص. كما أنها جهة توظيف رئيسية حيث تشغّل 48% من القوى العاملة في المملكة.  تُتيح هذه القمة للشركات فرصةً لبناء علاقاتٍ لتحقيق نجاحٍ أكبر وفتح آفاقٍ جديدةٍ للنمو في الأسواق العالمية.

 

بالنظر إلى المستقبل، ما الذي يُخبئه المستقبل لـ”غاية” و”عالمٌ هادفٌ”؟

أسستُ “عالمٌ هادفٌ” قبل ثلاث سنوات لإلهام القادة للقيادة الهادفة وبناء اقتصادٍ عالميٍّ مؤثرٍ لا يُهمل فيه أحد. عُقدت قمتنا الأولى عام 2023 إيمانًا منّا بأن القيادة الهادفة يُمكن أن تُشكّل حافزًا للتغيير العالمي.

 

وأؤمن إيماناً راسخاً بأن قادة الأعمال العائلية بحاجة إلى مساحة لطرح نقاشات شاملة تغطي مواضيع متنوعة تدور حول الاقتصاد العالمي، وتطوير القيادة الداخلية، وتطور المؤسسات، والاستماع إلى قصص أبطال يقودون بالتأثير، كي يجدوا الإلهام للنجاح.

 

وتعليقا على المؤتمر كان لصاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت بندر عبد الله آل سعود، مؤسسة “ذا ترافلينغ بانثر” تصريح قالت فيه: “”يشرفني أن أكون بين صانعي التغيير الذين يسعون إلى تشكيل مستقبل أكثر هدفاً لمملكتنا والعالم. يجسد مؤتمر “عالم ذو هدف” القيم التي نعتز بها: التعاون، والرؤية، والشجاعة لإحداث تأثير حقيقي”.