المرأة العصرية والراقية

قرنٌ من النفوذ والقوة: فانتوم تحتفل بمئة عام من الريادة

 

“تتجاوز فانتوم حدود السيارات العادية لتتربّع على عرش السيارة الأكثر فخامةً من رولز-رويس على مدى 100 عام. فقد تحولت إلى ظاهرة ثقافية تعكس روح عصرها وتؤثّر على الاتجاهات العالمية السائدة. وأرسَت، منذ إطلاقها، معايير القوة والرُقي على الساحة العالمية، فغدَت رمزاً للنجاح والتميّز. وبعيداً عن مكانتها المرموقة، منحت صاحبها وسيلة للتعبير عن شخصيته الفريدة، لتتحوّل على يد فريق بيسبوك إلى عملٍ فني حي. سطّرت سيارات فانتوم محطات مفصلية عبر التاريخ، فتألقت في أبرز اللحظات التي تحتفي بالثقافة الموسيقية والسياسية والفنية وغيرها من المجالات اللامعة. ومن قلب هذه الحكايات الآسرة والمحطات الاستثنائية، استمد مصممونا الإلهام للكشف عن إمكانيات فانتوم المبهرة وارتباطها الدائم بالتميّز.”

كريس براونريدج، الرئيس التنفيذي لشركة رولز-رويس موتور كارز

 

قرنٌ من النفوذ والقوة: فانتوم تحتفل بمئة عام من الريادة

 

تتمتّع فانتوم بمرتبة متفوقة في عالم الرفاهية. فمنذ إطلاقها عام 1925، ترسّخت مكانتها بصفتها رمزاً جليّاً للنجاح والتميّز. وعبر ثمانية أجيال متعاقبة، رافقت ملوكاً ورؤساء وزعماء وفنانين وروّاداً في بعضٍ من أهمّ محطات التاريخ الحديث. اشتهرت فانتوم بتصميمها الكلاسيكي الذي يفيض أناقةً، فأصبحت التعبير الأسمى عن مفاهيم النفوذ والذوق الرفيع والأسلوب الشخصي المتفرد.

احتفاءً بمرور مئة عامٍ على إطلاق سيارة فانتوم، ابتكر مصممو الدار أعمالاً فنية جديدة إجلالاً لإرث فانتوم الثقافي. واستقى الفريق الإلهام من السيارة التي صُمّمت عام 1910 للفنان تشارلز سايكس، مُبتكِر مجسّم روح السعادة، لرسم لوحات زيتية تُصوّر فانتوم في مواقع مختلفة تعكس أنماط حياة العملاء الفريدة والعوالم الآسرة التي احتضنتها فانتوم على مدى قرنٍ.

 

بهذه المناسبة المميزة، تسترجع رولز-رويس بعضاً من أروع القصص التي نقشها اسم فانتوم في ذاكرة العالم، مُستكشفةً فصلاً ملهماً من مجدٍ لا يزول.

 

فانتوم… رمزٌ للنفوذ

عُرف المارشال برنارد لو مونتغمري، أحد أبرز القادة الميدانيين في الحرب العالمية الثانية، بلقب “الجنرال الإسبارطي” لأسلوب حياته الصارم. ولكنه لم يساوم على تجربة الركوب المريحة في سيارته الخاصة. وإدراكاً منه لأهمية المظهر الذي يرمز إلى النفوذ والقوة، اقتنى مونتي سيارتَين من طراز فانتوم III، في إشارة إلى الثبوت والصلابة والموثوقية، مؤكّداً لجنوده أنه سيقف إلى جانبهم في أحلك اللحظات.

 

خلال الأيام التي سبقت عملية الإنزال في نورماندي في يونيو 1944، اصطحب وينستون تشرشل والجنرال أيزنهاور والملك جورج السادس على متن إحدى السيارتَين إلى اجتماعات التخطيط في مقر القيادة العليا لقوات الحلفاء في هامبشاير. وبعد الحرب، نقل رؤساء حكومات كندا وأستراليا ونيوزيلندا على متن سيارة فانتوم الأخرى.

 

فانتوم… معيارٌ للملوكية

صحيح أنّ سيارتَي فانتوم رافقتا مونتغمري في محطاتٍ حاسمةً من تاريخ العالم الحديث، إلا أنّ سيارات أخرى من الطراز نفسه حجزت مكانتها في القصور الملكية، ولاسيما في سوق بريطانيا العظمى، موطن رولز-رويس.

 

في العام 1948، وبعد زواجه من صاحبة السمو الملكي الأميرة إليزابيث، كلّف دوق إدنبرة فريق رولز-رويس بتصميم سيارة فانتوم لاستخدامهما المشترك. فابتكر سيارة Maharajah of Nabha ، أولى سيارات فانتوم IV التي لا تزال تُستخدم حتى اليوم. وقد أتَت هذه السيارة ثمرة العلاقة المتينة التي لطالما جمعت الدار بالعائلة الملكية.

 

وعقب ذلك، طلبت العائلة البريطانية الملكية سيارة فانتوم IV ثانية، فضلاً عن اثنتَين من سيارة فانتوم V واثنتَين من سيارة فانتوم VI لخدمة جلالتها. ولا بُد من الإشارة إلى سيارة فانتوم VI اليوبيل الفضّي التي أهدتها الدار لجلالة الملكة إليزابيث الثانية عام 1977 احتفالاً بمرور 25 عاماً على اعتلائها العرش. وقد استُخدمت لاحقاً لنقل العروس في حفل زفاف دوق ودوقة كامبريدج في وستمنستر آبي عام 2011.

 

في ركنٍ آخر من أركان العالم، أدت سيارة فانتوم V دوراً تاريخياً في ولادة أمةٍ حديثة. ففي العام 1966، استلم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأب المؤسس لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، طيّب الله ثراه، سيارة فانتوم V لترافقه في حفل تنصيبه حاكماً لأبوظبي. ثم نقلت عام 1971 أول سفير بريطاني في البلاد إلى مراسم تأسيس الاتحاد.

 

ومن جهته، اقتنى الدبلوماسيّون البريطانيون حول العالم سيارة فانتوم كرمزٍ للقوة والنفوذ. فمن طوكيو إلى واشنطن ونيو دلهي، نقلت هذه السيارات دبلوماسيي المملكة بثقةٍ ووقار. وفي هذا السياق، صرّح السفير البريطاني السابق في باريس، السير جون فريتويل، لصحيفة ذا تايمز، خلال إحدى المقابلات: “لا شكّ في أنّ سيارة رولز-رويس سهّلت زيارتي لقصر الإليزيه. فقد أدرك الحراس على الفور أنّ السفير البريطاني على متنها.”

سواء على الساحة العالمية أو في السوق البريطانية، فرضت سيارة فانتوم حضورها المهيب. فقد بلغ طول سيارة فانتوم V التي أُطلقت عام 1959 نحو 5.8 أمتار. ويروّج بعض المؤرخين، على الرغم من عدم وجود أي وثائق رسمية، لأنّ هذه الأبعاد دفعت المسؤولين إلى تعديل المسافة الدنيا بين عدادات المواقف في بريطانيا لاستيعابها.

 

جون لينون: سيارة فانتوم لأحد أعضاء فرقة ذا بيتلز

لم تُخَصَّص كل سيارات فانتوم V حصراً للقصور الملكية أو الاستقبالات الدبلوماسية. ففي ديسمبر 1964، احتفل جون لينون بنجاح ألبوم A Hard Day’s Night  لفرقة ذا بيتلز عبر تكليف الدار بتصميم سيارة فانتوم V خاصة به، طالباً بأن تكون سوداء بالكامل من الداخل والخارج (إلا أن شبكة بانثيون ومجسم روح السعادة احتفظا ببريقهما الفضي الأنيق بإلحاحٍ من فريق رولز-رويس).

وكانت هذه السيارة من أوائل السيارات المزودة بنوافذ معتمة في بريطانيا. فقد شرح لمجلة رولينج ستون في مقابلة له عام 1965: “حتى ولو كان الضوء ساطعاً في الخارج عند عودتي إلى دياري، تظل المقصورة غارقة في الظلمة. فما عليّ سوى أن أغلق النوافذ لأشعر أنني ما زلت في النادي الليلي.”

 

ولكنّ السيارة لم تحافظ على إطلالتها هذه. ففي صيف 1967، قبل إطلاق ألبوم Sgt. Pepper’s Lonely Hearts Club Band ، اكتست فانتوم برداءٍ من اللون الأصفر الحيوي، وتزيّنت بزخارف زهرية ورموز الأبراج، فأصبحت لوحة فنية تعكس أجواء صيف الحب في ذلك العام. وقد زعم لينون بعدها أنّ سيدةً إنجليزيةً غاضبةً هاجمت السيارة بمظلّتها، صارخةً: “كيف تجرؤ على تشويه سيارة رولز-رويس بهذه الطريقة؟!” وساهمت هذه الحادثة في تخليد حكاية السيارة في صفحات التاريخ.

 

من هوليوود إلى العالمية: فانتوم على شاشات السينما

دخلت فانتوم إلى عالم هوليوود أيضاً. فقد اقتنى جاك وورنر، أحد رواد السينما والشريك المؤسس لاستوديو وارنر براذرز، سيارة فانتوم، وتبعته كوكبة من النجوم من أمثال فريد أستير وغريتا غاربو وماري بيكفورد. وفي العام 1964، ظهرت فانتوم III في فيلم غولدفينغر، حين استخدمها الشرير لتهريب السبائك الذهبية، في أول إطلالة من أصل 12 إطلالة لسيارات رولز-رويس في سلسلة أفلام جيمس بوند الأيقونية. واحتفاءً بذكرى مرور ستين عاماً على إصدار الفيلم في 2024، أطلقت رولز-رويس سيارة فانتوم غولدفينغر الفريدة من نوعها من طراز فانتوم VIII، حيث صمّمها فريق بيسبوك لتحاكي هيكل السيارة الأصلية باللونَين الأسود والأصفر مع تفاصيل مستوحاة من أحداث الفيلم.

 

وفي العام 1964 أيضاً، أضاء فيلم The Yellow Rolls-Royce شاشات السينما، وظهرت فيه سيارة فانتوم II من طراز 1931 مع مجموعة من ألمع النجوم، مثل ريكس هاريسون، وإنغريد برغمان، وشيرلي ماكلين، وعمر الشريف، وجورج سي. سكوت، وآلان دلون، وجان مورو. كما فازت Forget Domani  بجائزة غولدن غلوب، قبل أن يتم تسجيلها بصوت كلٍّ من بيري كومو وفرانك سيناترا الذي امتلك بدوره سيارة من سيارات رولز-رويس.

 

 سيارة الملك: فانتوم للنجم إلفيس

جذبت سيارة فانتوم أبرز نجوم الثقافة الشعبية، فيما ازدادت شهرتهم العالمية. فقد اقتنى “الملك” إلفيس بريسلي، سيارة فانتوم V عام 1963، وطلب من فريق بيسبوك إضافة ميكروفون مدمج ولوازم كتابة تنسحب من مسند المقعد الخلفي. وعندما تسبّبت دجاجات والدته بخدوش على طلاء Midnight Blue اللامع، أعاد طلاءها بلون  Silver الساحر الذي أخفى العيوب ببراعة. وفي العام 1968، تبرّع إلفيس بهذه التحفة لجمعية خيرية، مما شكّل مصدر إلهام لأغنية Elvis’ Rolls-Royce لليونارد كوهين وفرقة Was (Not Was).

 

فصلٌ جديد من التميّز

مع بداية الألفية الثالثة، شهدت فانتوم VII ولادة جيلٍ جديدٍ من رواد الأعمال العصاميين والمشاهير العالميين الذين تحرروا من قيود الفخامة التقليدية. فقد أرادوا وسيلةً تعبر عن شخصياتهم بقدر ما تحتفي بإنجازاتهم، ووجدوا في فانتوم الفرصة المثالية لتحقيق رغبتهم.

استثمر عددٌ كبيرٌ من الروّاد الذين جمعوا ثرواتهم في مجالات جديدة في سيارة فانتوم، ثم شاركوا تجربتهم مع العالم عبر شاشات التلفزيون ومنصات فيسبوك وإنستغرام ويوتيوب.

 

فيما ترسّخت مكانة فانتوم المرموقة، أصبحت علامة بارزة في حفلات الجوائز والمناسبات الكبرى، حيث توصِل صاحبها إلى السجادة الحمراء بلمسة من الرُقي والأناقة. ففي حفل اختتام أولمبياد لندن عام 2012، ظهرت ثلاث نسخٍ خاصةٍ من فانتوم دروبهيد كوبيه لتختتم الفعالية بطريقة توازي فخامة المناسبة، وبُثّت مباشرةً إلى ملايين المشاهدين، فارتقت فانتوم إلى مصاف النجومية واكتسبت شهرة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

فانتوم اليوم

لا تزال فانتوم، في جيلها الثامن، التعبير الأسمى عن الهيبة والغاية. فسواء عُرضت في مؤسسات ثقافية مثل معرض ساتشي وصالة سيربينتاين، أو استُخدمت كوسيلة إبداعية مشتركة مع علامات مثل هيرميس وإيريس فان هيربن، تواصل هذه القطعة عكس ثقافة العالم من حولها والمساهمة في رسم ملامحه. ويأتي كلّ طلب جديد لسيارة من تصميم بيسبوك، أرقى وأكثر تفصيلاً من سابقه، ليسطّر فصلاً جديداً في ملحمةٍ استثنائية عنوانها القوة والثقافة والنفوذ والتفرّد.

 

يمكنك أيضا قراءة