المرأة العصرية والراقية

بطن الكورتيزول ووجه الكور تيزول: فك رموز مصطلحات صحية معاصرة

يتحدث عدد كبير من المؤثرين في مجال الصحة على الإنترنت عن “بطن الكورتيزول” و”وجه الكور تيزول”، مدّعين أن هذه الظاهرة ناتجة عن الإفراط في إفراز هرمون التوتر الرئيسي في الجسم. كما يقدمون استراتيجيات وقائية تتراوح بين العلمية والقصصية، إلى جانب صور توضيحية قبل وبعد قادرة على إقناع حتى أشدّ المتشككين. لا عجب أن وسومًا مثل #CortisolBelly و#HormoneBalance و#NervousSystemRegulation رائجة على وسائل التواصل الاجتماعي، مع ارتفاع كبير في عمليات البحث عن هذه المصطلحات على جوجل، وخاصة في الدول الغربية.

إعادة تسمية ثقافة النظام الغذائي

ويحذر خبراء الصحة من أن هذا الاتجاه يعيد صياغة ثقافة النظام الغذائي باعتبارها “رعاية ذاتية” و”شفاء هرموني”. فـ”الكورتيزول” مصطلح شائع يستخدم للترويج للمنتجات أو الحميات الغذائية، والتي عادةً ما لا تستند إلى أدلة علمية موثوقة. النهج الأكثر توازناً هو إدارة التوتر من خلال عادات صحية كالنوم وممارسة الرياضة والاسترخاء. كما أن هذه التوجهات قد تزيد من احتمالية تركيز الأفراد على مظهرهم الخارجي بدلاً من الاهتمام بالصحة العامة. يعد الكورتيزول أساسياً لاستجابة الجسم للتوتر، وتنظيم سكر الدم، ومكافحة العدوى.

علاوة على ذلك، فإن مثل هذه الاتجاهات غالباً ما تؤدي إلى إضفاء طابع مرضي على الاختلافات الطبيعية في الجسم، مما يؤدي إلى الشعور بالخجل أو عدم الكفاءة أو الفشل إذا لم “يصلح” الشخص جسده. كما قد تنجذب النساء اللواتي يواجهن ضغوطاً مجتمعية وقلة الصبر للحصول على نتائج طويلة الأمد إلى هذه الحلول السريعة حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة الكتاب المقدس في العصر الحديث للحصول على نصائح الصحة والعافية.

علامات الكورتيزول في الوجه والبطن

يزعم المؤثرون أن هرمون الكورتيزول، الذي يفرزه الجسم أثناء مواقف القتال أو الهروب، يمكن أن يتسبب في تراكم الدهون في منطقة البطن ويؤدي أيضًا إلى ظهور “وجه القمر” الذي يتميز بانتفاخ الوجه.

العلم يأخذ المقعد الخلفي

مع أن التوتر المزمن وارتفاع مستويات الكورتيزول قد يسهمان في زيادة الوزن. وخاصةً حول البطن والوجه، إلا أن المصطلح نفسه قد يكون مضلِّلاً بعض الشيء. فهو يبسِّط عمليةً معقَّدةً بشكلٍ مبالَغ فيه. هناك عوامل عديدة تؤثِّر على توزيع الدهون، بما في ذلك العوامل الوراثية، ونمط الحياة، والنوم، والهرمونات، والنظام الغذائي. كما نَّ إطلاق مصطلح “بطن أو وجه معرَّض للكورتيزول” قد يوحي بأنَّ الكورتيزول هو السبب الوحيد، وهو أمرٌ غير دقيقٍ طبيًا. من المهم اعتبار هذا المصطلح مختصرًا، وليس شرحًا وافيًا.

خطوات واقعية لإدارة التوتر

ممارسة الرياضة بانتظام، والنوم، والتأمل، أو حتى التحدث مع شخص ما. كلها عوامل تساعد على خفض مستويات الكورتيزول بشكل طبيعي. تناول وجبات متوازنة تحتوي على مزيج من البروتين والدهون الصحية والألياف يدعم استقرار الطاقة والمزاج. بدلًا من محاولة التحكم في الوزن بشكل صارم، ركز على شعور جسمك وما يساعده على العمل بشكل جيد. فهذه استراتيجية أفضل على المدى الطويل. كذلك أضيفي تمارين التنفس والتأمل لتقليل التوتر.

يمكنك أيضا قراءة