
هل تنفعلين أثناء المناقشة؟ دراسة تكشف السبب الحقيقي وراء النقاش الحاد
بغض النظر عن معتقداتهم الدينية أو ميولهم السياسية، ينخرط بعض الناس بكثافة في المناقشة، ويتابعون بنشاط كل مستجدات اللحظة الأخيرة، بينما قد لا ينخرط آخرون بنفس القدر من الحماس. ربما لاحظتم هذا في النقاش الحاد، حيث يتجادل بعض الناس بشراسة حول معتقداتهم السياسية، بينما يهز آخرون رؤوسهم أو يوافقون على الاختلاف، غير مكترثين بذلك. فما الذي يحدث هذا الاختلاف في كيفية تفاعل الناس مع معتقداتهم؟ يبدو أن الدماغ قد يكون هو الجواب.
كشفت دراسة نشرت في مجلة “برين” أن مناطق معينة في الدماغ تؤثر على مستوى المشاركة السياسية. يتعلق الأمر أكثر بشدّة معتقداتك، وليس بالأيديولوجية نفسها لتفسير المناقشة الحادة.
ماذا قالت الدراسة؟
أجرى الباحثون فحصًا على 123 من قدامى المحاربين الأمريكيين الذين تعرضوا لإصابات دماغية خلال حرب فيتنام. وتمكنوا من تحديد نمطٍ تحدد فيه مناطق الدماغ المتضررة مدى النشاط السياسي للشخص. لم يكن لهذا علاقةٌ بالأيديولوجية، بل بمدى إيمان الشخص بها وتفاعله معها.
باستخدام تقنية متقدمة لرسم خرائط الدماغ، وجد الباحثون أنه عند تضرر المناطق المتصلة بالقشرة الجبهية الأمامية الظهرانية اليسرى والجزء الأمامي الخلفي من الفص الجبهي، يزداد احتمال انخراط الأفراد في النشاط السياسي. من ناحية أخرى، عندما يحدث الضرر في اللوزة الدماغية والفص الصدغي الأمامي، لاحظ الباحثون انخفاضًا في المشاركة السياسية.
ماذا يعني هذا؟
كذلك ركزت هذه الدراسة بشكل خاص على السلوك السياسي، ومدى تفاعل الناس مع الأخبار، ومشاركتهم في النقاشات، ومساهمتهم في المناظرات. وبينما من البديهي أن بيئتنا تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل معتقداتنا السياسية، كشفت هذه الدراسة أن بنية أدمغتنا تؤثر أيضًا على مدى انخراطنا في السياسة. بمعنى آخر، للدماغ تأثير كبير في مدى “سياسيتك” ومدى جهرها، بغض النظر عن أيديولوجيتك السياسية. فشدة آرائك ناتجة عن دماغك.