من لا ينبغي له احتساء القهوة؟

يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الكافيين (أكثر من 400-600 ملغ يوميًا) إلى التداخل مع امتصاص الحديد، مما يؤدي إلى ترقق العظام، والشيخوخة المبكرة، وحتى القلق والأرق. حيث يمكن أن يكون احتساء القهوة باعتدال جزءًا من نظام غذائي صحي. ومع ذلك، لا ينبغي للجميع أن يستهلكوا القهوة. ويقترح الخبراء أن بعض الأشخاص الذين يعانون من القلق الشديد أو ارتفاع ضغط الدم يجب أن يتجنبوا تناول القهوة.

ولكن على الرغم من الادعاءات بأن القهوة (خاصة السوداء) يمكن أن تكون مفيدة لصحتك، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين يجب عليهم تجنب القهوة، لأنها قد تؤثر على صحتك. الآن، قبل الخوض في هذا الموضوع، دعونا ننهي النقاش الطويل: هل القهوة سيئة حقًا بالنسبة لك؟

المناقشة التي لا تنتهي

رغم أن القهوة غالبًا ما تساء معاملتها، إلا أن الخبراء يعتقدون أنها ليست سيئة كما يصوَّر عنها. في الواقع، يمكن أن يكون تناول القهوة باعتدال جزءًا من نظام غذائي صحي لمعظم الناس. حيث وجدت دراسة شملت أكثر من 40 ألف شخص بالغ أن شرب القهوة في الصباح كان مرتبطًا بانخفاض خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 16% وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 31% على مدى ما يقرب من عقد من الزمان مقارنة بغير شاربي القهوة.

كذلك تحتوي القهوة على مضادات الأكسدة مثل الأحماض الفينولية والفلافونويد. والتي قد تساعد في الحماية من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، وسرطان بطانة الرحم، ومرض باركنسون، وحتى الاكتئاب. كما أن القهوة معروفة بقدرتها على تعزيز الأداء ومستويات الطاقة وتحفيز الجهاز العصبي. لذا، إذا كنت تتناولين كوب قهوتك الصباحية، فقد يكون ذلك مفيدًا لك بالفعل.

من يجب عليه تجنب القهوة؟

ليس من الضروري أن يتناول الجميع القهوة. ينبغي على بعض الأشخاص الحد من تناولها أو تجنبها نظرًا لتأثيرها على الصحة. حيث يحذّر الأطباء من أنه قد يجد الأشخاص الذين يعانون من القلق أو الأرق أن الكافيين يزيد من تفاقم أعراضهم عن طريق زيادة الأرق والتدخل في النوم.

كذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أن يكونوا حذرين، حيث يمكن للقهوة أن تسبب ارتفاعًا مؤقتًا في مستويات ضغط الدم. كما ينصح النساء الحوامل بالحد من تناول الكافيين، لأن الإفراط في تناوله قد يؤثر على نمو الجنين.

بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو ضربات القلب غير المنتظمة من خفقان القلب بسبب الكافيين. كذلك يجب على الأشخاص الحساسين للكافيين أو المعرضين للصداع النصفي أن يفكروا أيضًا في تقليل تناول القهوة أو إزالتها من نظامهم الغذائي.

قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من ضعف صحة الأمعاء أو مشاكل في الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي ومرض التهاب الأمعاء أيضًا من عدم الراحة. وإذا كنت من الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر بعد تناول جرعة واحدة من الإسبريسو، فقد يكون من الأفضل التقليل من الكمية.

الآثار الجانبية للقهوة

على الرغم من أن القهوة قد تكون معززة للطاقة، إلا أنها قد تكون لها آثار جانبية، خاصة إذا كنت تستهلكها بشكل مفرط. كذلك فإن الإفراط في تناول الكافيين (أكثر من 400-600 ملغ يوميًا) يمكن أن يتداخل مع امتصاص الحديد، مما يؤدي إلى ترقق العظام، والشيخوخة المبكرة، وحتى القلق والأرق.

أيضًا الإفراط في تناول القهوة يمكن أن يؤدي إلى اضطراب النوم، والتسبب في خفقان القلب، وزيادة ارتداد الحمض.

مشكلة أخرى؟ الإدمان. إذا لم تستطع العمل بدون جرعتك اليومية، فقد تواجه أعراض انسحاب الكافيين، مثل الصداع والتعب والانفعال.

حيث إن حبة واحدة من قهوة أرابيكا تحتوي على حوالي 6 مليجرام من الكافيين، ويوصي الأطباء بأن لا تتجاوز الجرعة الواحدة من الكافيين 200 مليجرام وأن يصل الاستخدام اليومي إلى 400 مليجرام.

القهوة السوداء أم بالحليب.. أيهما أفضل؟

الآن، حتى بعد قراءة الآثار الجانبية، لا يمكنك التوقف عن احتساء القهوة، وتريد أن تعرف أيهما أفضل. حسنًا، يقترح الخبراء أنه لا توجد إجابة محددة على هذا السؤال.. كل هذا يتوقف على التفضيل الشخصي والأهداف الغذائية.

كما أن القهوة السوداء منخفضة السعرات الحرارية، وغنية بمضادات الأكسدة. وتمنح شعورًا أقوى بالكافيين. إذا كنت من محبي نكهة القهوة النقية غير المغشوشة وترغب في خيار واعٍ للسعرات الحرارية، فإن القهوة السوداء هي خيارك الأمثل.

من ناحية أخرى، تقدم قهوة الحليب قوامًا أكثر دسمًا وعناصر غذائية إضافية كالكالسيوم والبروتين. مما يجعلها خيارًا جيدًا لمن يحتاجون إلى تغذية إضافية. كما تقترح سواتي أن قهوة الحليب ألطف على المعدة. (إذا لم تكن تعاني من حساسية اللاكتوز، وهو ما يعاني منه معظمنا)، لأن الحليب يقلل من حموضة القهوة.

ومع ذلك، يحذر الأطباء من أن قهوة الحليب قد تكون عالية السعرات الحرارية. وقد لا تكون مناسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى إنقاص الوزن أو الأفراد الذين يعانون من اختلال التوازن الهرموني أو حساسية منتجات الألبان.

في نهاية المطاف، كلا الأمرين جيدان، طالما أنك لا تحول قهوتك إلى حلوى محملة بالسكر والكريمة المخفوقة.

أفضل وقت لاحتساء القهوة

التوقيت هو الأساس، حتى عند احتساء القهوة. وأفضل وقت لمعظم الناس لتناول القهوة هو بين الساعة 9:30 و11:30 صباحًا، عندما تبدأ مستويات الكورتيزول بالانخفاض. مما يسمح للكافيين بتوفير دفعة طاقة مستدامة دون الإفراط في تحفيز الجسم.

إذا كنتِ تتدربين في صالة الألعاب الرياضية، فإن احتساء القهوة قبل التمرين بـ 30-60 دقيقة يحسّن قدرتك على التحمل وأدائك. مع ذلك، قد يؤثر شرب القهوة في الصباح الباكر (مباشرةً بعد الاستيقاظ) على إنتاج الجسم الطبيعي للكورتيزول، مما يقلل من فعاليته.

وإليك نصيحة: تجنبي تناول القهوة بعد الساعة الثالثة ظهرًا. إلا إذا كنت تستمتعين بالتحديق في السقف في الليل، متسائلة عن سبب رفض النوم المجيء.