هل يمكن لمشروب الوقاية من الشمس أن يحل محل كريم الوقاية المعتاد؟

واقي الشمس القابل للشرب أو مشروب الوقاية من الشمس هو مكمل غذائي فموي مصمم لتوفير الحماية الداخلية من الشمس من خلال مساعدة الجسم على مكافحة أضرار الأشعة فوق البنفسجية من الداخل.

حيث يعد واقي الشمس ضروريًا للوقاية من حروق الشمس وسرطان الجلد. وفي الآونة الأخيرة، اكتسبت واقيات الشمس القابلة للشرب أو مشروب الوقاية من الشمس اهتمامًا في سوق التجميل. ومع ذلك، يقول الخبراء إنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن واقي الشمس الموضعي.

من بين جميع منتجات العناية بالبشرة المتوفرة في السوق، إذا كان هناك منتج خضع لدراسات سريرية مكثفة لإثبات فعاليته، فهو واقي الشمس. مشروب الوقاية من الشمس لأهميته البالغة في روتين العناية بالبشرة أهمية بالغة؛ فهو لا يحمي بشرتكِ من حروق الشمس فحسب، بل يلعب أيضًا دورًا هامًا في الوقاية من سرطان الجلد.

ومع ذلك، ورغم كل الأدلة، لا يزال هناك من يتجاهل أهمية واقي الشمس. وغالبًا ما ينتهي بهم الأمر إلى الترويج لمنتجات بديلة تدّعي توفير الحماية من الشمس بشكل أو بآخر مثل مشروب الوقاية من الشمس.

انتبهي للتركّاية

أحد هذه المنتجات، رغم أنه لا يعد صراحةً باستبدال واقي الشمس (كما هو مذكور في الشروط والأحكام في بعض المواقع الإلكترونية)، يسوّق على أنه “واقي شمس صالح للشرب”. قد يضلّل هذا النوع من التسويق المستهلكين بسهولة ويدفعهم للاعتقاد بأنه أي مشروب الوقاية من الشمس بديل مناسب لواقي الشمس الموضعي، ولكنه ليس كذلك.

الآن، على الرغم من أن واقي الشمس القابل للشرب ليس مفهومًا جديدًا. إلا أنه يتمتع بتاريخ مثير للاهتمام في الولايات المتحدة يتضمن دعوى قضائية (سنتطرق إلى هذا لاحقًا). ولكنه يدخل السوق العالمي بنفس الاسم ولكن بمكونات مختلفة.

ما قمنا بتحليله هو أن هذه المنتجات مثل مشروب الوقاية من الشمس تحتوي على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة والفيتامينات التي قد توفر بعض وسائل الحماية من تأثيرات الشمس. ولكنها لا تستطيع حماية جسمك من الأشعة فوق البنفسجية، بغض النظر عن الادعاء.

دعونا نتعمق في هذا الأمر بشكل أعمق، ولكن قبل ذلك، سألنا الخبراء عن ما يعتقدون أنه واقي من الشمس صالح للشرب.

ولكن ما هي واقيات الشمس القابلة للشرب؟

كما يوحي الاسم، مشروب الوقاية من الشمس، إنه واقي شمس يمكنك تناوله مباشرةً من العبوة. أمزح فقط. لا تثير اشمئزازك بعد.

حسنًا، بعيدًا عن النكات، فإن مشروب الوقاية من الشمس أو واقي الشمس القابل للشرب هو مكمل غذائي مصمم لتوفير الحماية الداخلية من الشمس من خلال مساعدة الجسم على مكافحة أضرار الأشعة فوق البنفسجية من الداخل.

تتوفر واقيات الشمس هذه بنوعين: أقراص تسمى واقيات الشمس الفموية، ومكوناتها ليست طبيعية تمامًا، وأخرى متوفرة في أكياس، وتحتوي على مكونات طبيعية بالكامل، وتسوّق عادةً كواقيات شمس صالحة للشرب. ونحن هنا نتحدث عن النوع الأخير.

وتسوّق هذه المكملات عادةً كبديل أو مكمّل لواقيات الشمس الموضعية التقليدية. كذلك تحتوي على مضادات أكسدة، ومستخلصات نباتية، وأحيانًا مركبات ترشّح الأشعة فوق البنفسجية، والتي يزعم أنها تحيّد الجذور الحرة وتقلّل من تلف الجلد الناتج عن التعرض لأشعة الشمس.

كما إن هذه المنتجات تحتوي عادةً على مزيج من مضادات الأكسدة التي تعمل من الداخل على تقليل الآثار السلبية للأشعة فوق البنفسجية على البشرة.

ماذا يمكن أن يفعل واقي الشمس القابل للشرب؟

على الرغم من أن هذه المكملات الغذائية لا تمنع الأشعة فوق البنفسجية من الوصول إلى بشرتك مثل واقيات الشمس الموضعية. إلا أنها تحتوي على مكونات تساعد في تخفيف الضرر الناجم عن التعرض لأشعة الشمس.

وعلى عكس واقيات الشمس الموضعية التي تخلق حاجزًا فيزيائيًا أو كيميائيًا على الجلد، تعمل واقيات الشمس القابلة للشرب على المستوى الخلوي من خلال تعزيز آليات دفاع الجسم ضد الأشعة فوق البنفسجية.

هل يعمل حقا؟

على الرغم من أن مكملات الوقاية من الشمس القابلة للشرب قد توفر درجة معينة من الحماية، إلا أنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن واقيات الشمس التقليدية. كما تشير الدراسات السريرية إلى أن بعض مضادات الأكسدة والمركبات المشتقة من النباتات يمكن أن تساعد في التخفيف من تلف الجلد الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية، لكنها لا توفر نفس مستوى الحماية المباشرة مثل الكريمات أو المستحضرات التي تحتوي على عامل حماية من الشمس. كذلك فإن كريمات الوقاية من الشمس القابلة للشرب لا تمنع الأشعة فوق البنفسجية من الوصول إلى بشرتنا.

إنها لا تمنع الاسمرار أو حروق الشمس أو سرطان الجلد كما يفعل واقي الشمس واسع الطيف. لذا، إذا كنتِ تعتمدين فقط على واقي الشمس القابل للشرب، فأنتِ تتركين بشرتكِ دون حماية.

بالإضافة إلى ذلك فإنه لفهم فوائد واقي الشمس القابل للشرب، يمكننا اعتباره نظامًا غذائيًا صحيًا لبشرتك، أي أن تناول الطعام الصحي يحسّن صحة بشرتك، لكن هذا لا يعني الاستغناء عن المرطب أو واقي الشمس. فأنتِ لا تزالين بحاجة إلى طبقة الحماية الخارجية.

الآن، لفهم فعالية منتج ما، علينا النظر إلى مكوناته. لذا، لمعرفة فعاليته، قمنا بتحليل بعض ماركات واقيات الشمس الشهيرة القابلة للشرب. وهنا ما وجدناه:

مكونات مشروب الوقاية من الشمس

تحتوي معظم واقيات الشمس القابلة للشرب على مضادات أكسدة وفيتامينات ومستخلصات نباتية تساعد على مكافحة أضرار الجذور الحرة الناتجة عن الشمس. إليك شرحها:

بوليبوديوم ليوكوتوموس: مستخلص من السرخس يتميز بقدرته على تقليل أضرار أشعة الشمس والالتهابات. أوصي به غالبًا للمرضى الذين يعانون من فرط تصبغ الجلد.

أستازانتين: مضاد أكسدة قوي موجود في الطحالب، يحمي خلايا الجلد من الإجهاد التأكسدي. كما أنه يساعد في مكافحة الشيخوخة.

الليكوبين: يوجد هذا المضاد للأكسدة في الطماطم، وقد ثبت أنه يوفر حماية خفيفة من الأشعة فوق البنفسجية بمرور الوقت.

فيتامين C وE يعملان معًا لإصلاح أضرار أشعة الشمس وتعزيز عملية الشفاء الطبيعية للبشرة.

بيتا كاروتين: أحد أشكال فيتامين أ الذي يعمل على تقوية دفاعات الجلد ضد الأشعة فوق البنفسجية.

على الرغم من أن كل هذه المكونات قد تساعد في تعزيز صحة بشرتنا، ومساعدة بشرتنا على التعافي بشكل أسرع من التعرض لأشعة الشمس وتقليل فرص الضرر على المدى الطويل، إلا أنها لا تعمل على الفور؛ حيث يتراكم التأثير بمرور الوقت.

ويؤكد أطباء الجلدية أن كريمات الوقاية من الشمس عن طريق الفم يمكن استخدامها كطبقة إضافية من الحماية من الشمس وليس كإجراء وقائي أساسي.

للحصول على حماية كاملة من الشمس، تذكري أن استخدام واقيات الشمس الموضعية، والملابس الواقية، واتباع سلوكيات الوقاية من الشمس (مثل البقاء في الظل وارتداء القبعات) أمور بالغة الأهمية. لذا، حتى لو كنت تفكر في إضافة واقي شمس قابل للشرب إلى روتينك، ينصح الخبراء باستشارة الخبراء أولًا.

الحالة الغريبة لأول “واقي شمس صالح للشرب” في العالم

عندما أعلن الدكتور بن جونسون، وهو طبيب تجميل سابق (تم إلغاء ترخيصه) ورائد أعمال في مجال العناية بالبشرة، عن إطلاق “واقي شمس قابل للشرب”، أصيب عالم العناية بالبشرة بالدهشة.

ويسوّق هذا المنتج، الذي يعادل الأشعة فوق البنفسجية ويتوافق مع علامته التجارية “أوزموسيس للعناية بالبشرة”، تحت اسم “الماء المحايد للأشعة فوق البنفسجية” UV Neutraliser Harmonized Water، ويزعم أنه يحمي المستخدمين من أشعة UVA وUVB لمدة تصل إلى ثلاث ساعات بمجرد إضافة بضع قطرات من الماء. هل هذا ادعاء جريء؟ بالتأكيد. هل هو مدعوم بأبحاث علمية محكمة؟ همم… ليس تمامًا.

مع ازدياد شهرة المنتج، ازدادت الشكوك حوله. زعمت الشركة أن الماء يحتوي على ترددات اهتزازية تلغي، بطريقة ما، تأثير الأشعة فوق البنفسجية. هذا صحيح، لا يحتوي على مواد كيميائية، ولا عامل حماية من الشمس، بل مجرد ماء “متجانس” مع ما يسمى بالذهب عيار 24 قيراطًا. إذا كنت تتساءل عن معنى “الماء المتجانس”، فأنت لست وحدك. وفقًا للشركة، فهو في الأساس نوع من الماء ذي تردد أو اهتزاز أعلى، أيًا كان.

مشروب الوقاية من الشمس

ولكن ليس بعد ذلك بوقت قصير، في مارس/آذار 2017، رفع المدعي العام في ولاية أيوا دعوى قضائية بتهمة الاحتيال الاستهلاكي ضد شركات جونسون (نعم، كان لديه شركتان تبيعان أشياء مثل المياه المتجانسة لعلاج لدغات البعوض)، زاعما أن وعود المنتج لم تكن غير مبررة فحسب، بل كانت أيضا خطيرة محتملة.

كما أشارت الدعوى القضائية إلى أن الاعتماد على مثل هذا المنتج قد يمنح المستهلكين شعورًا زائفًا بالأمان. مما يدفعهم إلى التخلي عن وسائل الحماية من الشمس المجرّبة. وفي ظلّ ضغوط قانونية متزايدة، توصلت شركة جونسون إلى تسوية مع المدعي العام لولاية أيوا في أكتوبر/تشرين الأول 2017 مقابل 70 ألف دولار أمريكي، لكنها لم تقرّ بأيّ مخالفات.

الآن، على الرغم من أنه ليس لدينا أي علامة تجارية مثل واقي الشمس القابل للشرب أو مشروب الوقاية من الشمس من ماركة دكتور جونسون. فإن هذه القضية بمثابة تحذير لنا، لإلقاء نظرة على قائمة المكونات قبل الوصول إلى مثل هذه المنتجات. والالتزام بدلاً من ذلك بمنتجات الخبراء الموثوقة.