
الإفراط في الاهتمام بالعلاقة العاطفية أمر مرهق وخاطئ.. كيف نتعامل معه؟
الاستغلال المفرط هو إفراط شخص ما في مشاركة معلوماته الشخصية بسرعة كبيرة. وقد أثار هذا المصطلح ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، خصوصًا لدى أولئك الأشخاص غير الملتزمين بالعلاقة العاطفية.
تخيلي أنك في موعدك الأول مع شخص ما، وبينما أنت لا تزالين تلتهمين قطعة البيتزا، تجدينه غارقًا في صدمة نفسية. بعد دقائق من تبادل المجاملات البسيطة والحديث عن العمل وأفلامك المفضلة واختيار ما ستطلبه، تجدين شريكك يشرح لك مشاكل طفولته، وحبيبته السابقة السامة، وخوفه الوجودي الذي يسهره طوال الليل.
حسنًا، هذا ما يسمى “التضليل الإعلامي”. وهو عندما يفرط شخص ما في مشاركة معلوماته الشخصية بسرعة كبيرة. وقد أثار هذا المصطلح ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا. ويحذر الخبراء من أنه اتجاه سام في العلاقات، ويجب التعامل معه بذكاء.
لماذا يستخدم الناس الأضواء الكاشفة؟
قد يلجأ الشخص إلى التلميح المفرط لأسباب عديدة: قد يكون ذلك بدافع الشعور بالذنب، أو رغبةً في تسريع العلاقة، أو ببساطة رغبةً في التعاطف. ومع ذلك، غالبًا ما يترك هذا الشخص يشعر بالإرهاق والارتباك.
الإضاءة الكاشفة
الإفراط في التعبير عن المشاعر في العلاقة العاطفية هو عندما يفرط أحد الشريكين في مشاركة مشاعره العميقة أو صراعاته الشخصية في وقت مبكر جدًا. فبدلًا من خلق جو من الألفة، قد يبدو الأمر مرهقًا. مع أن الشعور بالضعف مهم، إلا أن التخلص من المشاعر غير المصفّاة في وقت مبكر لا يعادل الارتباط العاطفي الحقيقي.
بعض الأسباب المحتملة التي تدفع الناس إلى استخدام الأضواء الكاشفة هي:
قد يكونون قد ارتكبوا أخطاء في علاقات سابقة أو يشعرون بعدم استحقاق الحب، مما يدفعهم إلى الإفراط في المشاركة بسبب الشعور بالذنب.
يعتقد البعض أن الصراحة الشديدة منذ البداية ستخلق أساسًا أقوى للعلاقة.
يمكن أن تكون طريقة “تحذير” شريكهم من عيوبهم أو اختبار ما إذا كان سيتم قبولهم على الرغم منها.
يعتبر البعض هذا الأمر محاولة لتقديم أنفسهم الخام وغير المفلترة في المقدمة.
قد يعتقدون أن الضعف الشديد سوف يسرع العلاقة الحميمة ويخلق رابطة فورية.
قد يكون التلميح الكاشف صرخة استغاثة غير مقصودة. ولكن قد يكون من الصعب تمييز النوايا الحقيقية لشريكك، إذ من المحتمل أيضًا أنه يفعل ذلك عمدًا.
على أي حال، يلقي هذا التلميح بضغط لا داعي له على الطرف الآخر. قد يبدو الموقف معقّدًا. قد ترغب في داخلك أن تطلب من الطرف الآخر التوقف وتحذيرهم من مشاركة معلومات أكثر من اللازم، ولكن في الوقت نفسه، لا تريد أن تبدو غير مبالٍ (خاصةً عندما يفصح عن صعوبات حياته وصدماته).
التعامل مع الإضاءة الكاشفة
إن هذا التشويش في الحدود هو أكبر عيب في الإضاءة الكاشفة.
قد يشعر الشريك المتلقي بأنه ملزم بلعب دور المعالج النفسي بدلًا من أن يكون مساويًا له في الحب. كما يمكن أن يكون ذلك مؤشرًا على التبعية العاطفية، حيث يسعى أحد الطرفين إلى الحصول على التأييد بدلًا من بناء الثقة المتبادلة مع مرور الوقت.
من الأفضل أن يستشعر الزوجان ديناميكية العلاقة أولًا، ثم يتشاركانها تدريجيًا مع تطور العلاقة. فالتخلي عن كل شيء دفعةً واحدة ليس حميمية حقيقية.
إذا وجدت نفسك يومًا مع شريك (أو شريك محتمل) يظهر لك اهتمامًا مفرطًا، فهناك طرق للتعامل مع الموقف ووضع حدود. حتى لو كان تخليهم عن صدماتهم وسيلةً لاختبار ولائك أو لقياس رد فعلك تجاه نقاط ضعفهم، فمن المهم تذكيرهم بأهمية الحدود – خاصةً عندما تكون العلاقة لا تزال في مراحلها الأولى.
إن الاعتراف بمشاعرهم، سواءً شئت أم أبيت، هو أول ما يجب فعله. لا تريد أن تكون وقحًا أو تعمّق صدمتهم. تقول روه: “أقترح الاعتراف بمشاعر شخص ما لأنها قد تكون نابعة من موقف معين. إنهم يشاركونك أمورًا عميقة، ومن المهم أن تقرّ بذلك”.
لكن..
مع أهمية الإقرار بمشاعرهم، من المهم أيضًا أن تعطي نفسك الأولوية في العلاقة العاطفية. فتخليهم عن صدماتهم قد يؤثر عليك سلبًا، ويلحق الضرر بصحتك النفسية. ماذا لو كنتَ تعاني أيضًا من مشاكل شخصية ولا تملك الوقت الكافي للاهتمام بمشاكلهم؟.
كذلك تذكري أنك بحاجة لوضع حدود. فإذا أصبح الأمر مرهقًا، قولي لهم: “أعلم أنه من المهم أن تشاركوني هذا الأمر، لكنني لا أعتقد أنني قادر على فهمه بشكل أفضل حاليًا”. لذا، فإن وضع حدود سيحميك حقًا إذا رأيت أحدهم يبالغ في استغلالك.
أيضًا حاولي تقييم نواياهم، وافهمي أنهم قد يبالغون في مشاركة مشاعرهم. هل يبحثون عن التقدير، أم يحاولون تسريع العلاقة الحميمة، أم ببساطة يعانون من صعوبة في وضع حدود؟. حيث إن فهم دوافعهم يساعدك على الاستجابة بشكل مناسب.
كذلك إذا أصبح استخدام الإضاءة الكاشفة نمطًا، فيجب أن تفكر في اتخاذ طريق مباشر.
إذا لاحظتَ نمطًا هنا، كأن تعتقدي أنهم كانوا يشاركون كثيرًا خلال اليومين الماضيين وأن حدودك لا تجدي نفعًا، فاطلبي منهم أن ينغمسوا في التأمل الذاتي. كذلك اطلبي منهم التحدث في أماكن آمنة قبل أن يصارحوك. كما يمكنكَ اقتراح عليهم تجربة كتابة مذكراتهم والتحدث إلى صديقهم المقرّب.
في بداية العلاقة، ليس من الضروري معرفة كل تفاصيل ماضي الشخص. كما أن حماية نفسك عاطفيًا لا تقل أهمية عن دعمه.