
الشموع المعطرة قد تشكل خطراً على الصحة
د الشموع المعطرة من الطرق المفضلة لإشعالها في جنبات المنزل، خاصة في الأوقات المسائية، حيث يجتمع بها الأزواج بعد يوم طويل من العمل، والمهمات الاجتماعية والعملية خارج المنزل.
طبعا بالقدر الذي تضفي فيه الشموع المعطرة رائحة وجاذبية على أركان المنزل، لأشكالها الجميلة والمحببة، ولأنها تعطي انطباعاً بالراحة والألفة بين الأزواج، إلا أن تحذيراً صحياً، تحذر فيه من خطورة إشعال الشموع المعطرة في الغرف المغلقة، حيث تطلق هذه الشموع جزيئات متناهية الصغر، تتفاعل مع مادة «الأوزون» الموجودة في الجو، وتؤدي إلى حدوث مشاكل صحية.
وقد أكد باحثو جمعية الكيمياء الأميركية إلى أن الجزيئات التي تطلقها الشموع المعطرة المتعددة الألوان، بسبب ذوبان السطح الخارجي للشمع، تؤدي بالضرورة إلى انبعاث تركيزات عالية من مركبات عضوية متطايرة، تتكون من مواد هيدروكربونية يمكن أن تتفاعل مع مواد كيميائية أخرى في الهواء، لتكوين جزيئات متناهية الصغر، تترتب عليها مضار صحية في حالة استنشاقها.
وهنا يؤدي تشكيل استنشاق هذه الجزيئات خطورة على الصحة لأنها صغيرة، بما يكفي للمرور عبر أنسجة الجهاز التنفسي، ودخول مجرى الدم، خاصة أن حجمها يراوح بين واحد و100 نانومتر، وأن تركيزها يوازي تركيز الجزيئات، التي تنبعث عن إضاءة الشموع التقليدية غير العطرية.
وقد أكدت صحيفة (الصن البريطانية) عن أخصائي الصحة العامة في جامعة سيملفيس المجرية، تاماس بانديكس، قوله : الشموع المعطرة قد تزيد حدوث مشاكل صحية سيئة، إذا تم ربط استخدام العطور بالصداع النصفي، وتهيج العينين والحلق، وزيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
كما أكد بانديكس أن الشموع المعطرة والعطور المنزلية، لا تنتج سوى كمية صغيرة من الجزيئات والأبخرة في المرة الواحدة، إلا أنها تتراكم كلما زاد استخدامنا لها، ويعد هذا التأثير التراكمي من أسباب التعرض المستمر للمواد الكيميائية، الأمر الذي يؤدي إلى مخاطر صحية محتملة لهذه المنتجات، كون معظمها مصنوعاً من شمع البارافين.
ومن أكثر الأمراض شيوعاً مرض الربو، وقد يصل الأمر إلى سرطان الرئة في حالات معينة، كون الجزيئات التي تحتويها هذه الشموع قد تكون ضارة بشكل خاص لمن يعانون أمراضاً تنفسية.
والأهم أن يتجنب المصابون بأمراض تنفسية أو الربو أو الحساسية من الجو، إشعال هذه الشموع، حفاظاً على صحتهم.