هل فوائد منتجات الصبار الأحمر حقيقية أم مجرد عملية احتيال؟

يكتسب الصبار الأحمر الصومالي، المعروف أيضًا باسم الصبار الأحمر الصومالي أو جل الصبار الأحمر، اهتمامًا متزايدًا باعتباره بديلًا أفضل من جل الصبار. ومع ذلك، يبدو أن الخبراء يختلفون في الرأي.

فعلى مر السنين، إذا كان هناك منتج واحد وكان عنصرًا أساسيًا في كل حقيبة مكياج تقريبًا (سواء كنت من عشاق الجمال أم لا)، فلا بد أن يكون جل الصبار. يُعرف الصبار بخصائصه المرطبة والمضادة للالتهابات. ويوافق عليه خبراء الطب التقليدي. كما قد ترك بصمة كبيرة في صناعة التجميل.

ولكن ماذا لو أخبرناك أن هناك نباتًا قريبًا من الصبار، يوجد في درجات اللون الأحمر، ويُقال إنه يتمتع بخصائص “شفائية” أكبر بـ “22 مرة” من الصبار الأصلي. وهو نبات أصلي في الصحاري الأفريقية؟ يبدو هذا جذابًا، أليس كذلك؟.

حسنًا، هذه هي الطريقة التي تسوق بها العديد من العلامات التجارية لمستحضرات التجميل ما يطلقون عليه “الصبار الأحمر”. ومع ذلك، فإن المعلومات المحيطة بهذا المكون ليست صحيحة إلا بنسبة النصف. نعم، يوجد نوع من الصبار الأحمر، موطنه الأصلي الصومال في القرن الأفريقي، ولكن لم يتم اكتشافه إلا في عام 2019. ووفقًا لأطباء الجلدية، فإن المنتجات التي يتم بيعها تحت اسم “الصبار الأحمر” قد تكون عملية احتيال محتملة.

التمويه المكشوف

ولكي نفهم لماذا يعتقد الخبراء أن منتجات الصبار الأحمر قد تكون عملية احتيال، يتعين علينا أن ننظر إلى كيفية اكتشافها. فاليوم، تقوم العديد من العلامات التجارية بتسويق “الصبار الأحمر” باعتباره نسخة متفوقة من الصبار الأخضر المتوفر عادة.

في الواقع، يؤيد العديد من المشاهير هذه العلامات التجارية، وتتوفر منتجاتها على منصات مثل أنستغرام وتيكتوك. وتتراوح هذه المنتجات من كريمات العيون إلى جل الصبار الأحمر.

الآن، لنعد إلى قصتنا حول كيفية اكتشاف الصبار الأحمر. تشير المجلات العلمية إلى أن الصبار الأحمر الصومالي له أوراق حمراء اللون وأن النسغ (المادة اللزجة الموجودة داخل الصبار) كان “مختبئًا على مرأى من الجميع” في منطقة لا تشتهر عادةً بالتنوع البيولوجي العالي.

كذلك كان السكان المحليون يدركون منذ فترة طويلة أن هذا النوع مختلف عن غيره من أنواع الصبار، وكانوا يطلقون عليه اسم “Dacar cas”  أو “الصبار الأحمر”. ومع ذلك، لم يتم تصنيفه كنوع مميز إلا من قبل أحد خبراء البيئة وعالم النبات في عام 2019، مما يجعله فريدًا من بين أكثر من 600 نوع من الصبار.

أيضًا يحتوي هذا الصبار الصومالي الأحمر على عصارة صفراء تتحول إلى لون أحمر جميل. وندرته تجعل استيراده مكلفًا للغاية. علاوة على ذلك، لم تكن هناك دراسات جوهرية حول فوائده. لذلك دعينا نناقش هذا الأمر بالتفصيل.

هل الصبار الأحمر عبارة عن عملية احتيال؟

يقول بعض الأطباء إنهم لم يصادفوا أبدًا الصبار الأحمر، ولم يتم اكتشافه إلا مؤخرًا. والادعاءات بأن له فوائد أفضل من الصبار مستحيلة تمامًا. نظرًا لأنه تم اكتشافه مؤخرًا، لم يكن هناك وقت كافٍ لإجراء دراسات موسعة لإثبات فعاليته.

كما أن افتراض أن الصبار الأحمر المباع في أسواق مستحضرات التجميل أفضل من الصبار العادي هو افتراض مضلل. لا توجد دراسة علمية تدعم هذه الادعاءات.

ويوجد العديد من أنواع الصبار. الصبار (المتوفر على نطاق واسع) هو نوع من النباتات العصارية من جنس الصبار. لدينا الآن العديد من الدراسات العلمية التي تثبت فوائده، ولكن لا توجد مثل هذه الأبحاث حول الصـبار الأحمر. بعض أنواع الصبار لها خصائص تجفيف بدلاً من الترطيب، لذلك من الخطأ افتراض أن الصبار الأحمر سيكون أفضل أو له نفس فوائد الصبار.

رأي آخر

هذا فيما يتفق بعض الأطباء مع أن منتجات الصـبار الأحمر التي تباع في الأسواق قد تكون عبارة عن عملية احتيال من شركات مستحضرات التجميل.. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أنها باهظة الثمن للغاية بحيث لا يمكن بيعها بالأسعار المعلن عنها. ومع ذلك، فإن الصـبار الأحمر قد يكون له بعض الفوائد بسبب لونه الأحمر.

ودعونا نتحدث عن التكلفة أولاً.. حيث يُباع الصبار الأحمر بحوالي 800 دولار للكيلوغرام. وإذا كانت الشركة تبيع الأمبول 100 جرام من “الصبار الأحمر” مقابل 20 دولار، فمن المستحيل أن تقدم المنتج الحقيقي ولابد أنه مخلوط أو غير أصلي.

وفي العديد من الدول العربية الآسيوية والإفريقية، قد تجد نبات الصـبار الأحمر، وهو نبات الصبار التقليدي الذي يتحول لونه إلى اللون النحاسي المحمر بسبب التعرض المفرط لأشعة الشمس. ويوضح بعض العلماء أن هذه النباتات لها نفس خصائص الصبار العادي ولا تحتوي على أي شيء “غير عادي” أو إضافي.

الأحمر يكسب

أما بالنسبة للفوائد المحتملة، فإن الفواكه والخضروات ذات اللون الأحمر غنية بشكل عام بمضادات الأكسدة مثل الليكوبين وفيتامين سي، والتي تحمي البشرة من الشيخوخة والأضرار الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية. كما أنها تعزز إنتاج الكولاجين، مما يحافظ على تماسك البشرة ويقلل من التجاعيد.

علاوة على ذلك تتمتع هذه الأطعمة بخصائص مضادة للالتهابات تساعد في تقليل حب الشباب والاحمرار والتهيج. وبالمثل، هناك فرصة جيدة أن يقدم الصبار الأحمر هذه الفوائد بسبب لونه. ولكن مرة أخرى، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.

وبتحليل المنتجات التي تدعي أنها تحتوي على “الصـبار الأحمر” يظهر مصطلح “مستخلص الصبار الأحمر” في نهاية قائمة المكونات. مما يشير إلى أنه ليس المكون الأساسي، والعديد من هذه المنتجات قد تحتوي على تلوين أحمر صناعي. وفي الوقت الحاضر، يقوم الناس بتسويق أي شيء على أنه خاص.

التزمي بالأصل

يقترح الخبراء الالتزام باستخدام الصـبار الأخضر الأصلي، والذي يحتوي على بيانات علمية تثبت فوائده، مثل:

التئام الحروق : تشير الأبحاث السريرية إلى أن التطبيق الموضعي لهلام الصبار يمكن أن يسرع من التئام الحروق ويقلل الألم الناتج عنها.

حالات الجلد : تشير الأبحاث أيضًا إلى أن الصبار الموضعي قد يساعد في علاج الهربس البسيط والحزاز المسطح والصدفية.

تأثيرات مرطبة ومضادة للتجاعيد : أظهرت الدراسة نفسها أيضًا أن جل الصبار الفموي يزيد من إنتاج الكولاجين ويحسن مرونة الجلد لدى الإناث فوق سن 45 عامًا.

التئام الجروح بشكل عام : يحتوي الصبار على أحماض تعمل على تعزيز التئام الجروح في أنسجة الجلد والقرحة.

الاستجابات المضادة للالتهابات: يعزز الصبار الاستجابات المضادة للالتهابات في الجسم، مما يقلل التورم الناتج عن الإصابات ويعزز التعافي من العدوى.

التهاب المفاصل وآلام المفاصل : تشير دراسة أجريت عام 2010 أيضًا إلى أن تناول الصبار يوميًا يمكن أن يساعد في منع التهاب المفاصل المساعد. والتسبب في تراجعه وقد يؤدي أيضًا إلى تحسين صحة الجهاز الهضمي.