المرأة العصرية والراقية

العود من قلب الطبيعة إلى قارورة عطر

 

هنا في مزارع الأخشاب العطرية، نغوص في عمق الحكاية، فالعود ليس مكوناً عطرياً فقط، بل كائنٌ حيّ، يتنفس عبر السنين، ويحمل بين أليافه تاريخًا من التقاليد، والمهارة، والشغف , ففي جولة مفعمة بالروائح الندية مع عطور «أجمل»، الشركة الرائدة عالمياً في صناعة العطور، نعيش تجربة استثنائية، ونكتشف ملامح العود، من جذوره العميقة، إلى تحوله إلى نفحات آسرة. ومن هذه الجولة الحصرية، التي انطلقت من قلب المزارع الغنّاء في «هوغاي» بالهند مهد العود وأسراره , لم تكن مجرد رحلة استكشافية، بل كانت احتفاءً بتراث زاخر، يمتد عبر الزمن.

 

أولا _ تاريخ العود
أولا _ تاريخ العود

في كل خطوةٍ بين هذه الأشجار، تخفت الأصوات، وكأن الطبيعة تستعد؛ لتخبرنا بسرها الدفين. وتشير الأدلة التاريخية إلى أن العود جاء من جنوب شرق آسيا، خاصة الهند وكمبوديا وإندونيسيا.

وتُعد أشجار «الأكويلاريا»، المشهورة باسم خشب «الأغار»، من الأشجار التي تعود أصولها إلى الهند، خاصة منطقة «آسام». والعود أحد أسماء الخشب في اللغة العربية، ويُستخرج من شجرة «الأغار» فقط، التي تنتمي إلى فصيلة «الأكويلاريا» دائمة الخضرة. وتُعرف شجرة «الأكويلاريا»، أو شجرة «الأغار»، بأنها كنزٌ عطري نادر، لكن ما يجعلها استثنائية الطريقة التي تُخرج بها العطر من أعماق جرحٍ في جذعها؛ فعندما تُصاب هذه الشجرة بفطرٍ معين، تفرز صمغاً عطرياً كآليةٍ دفاعية، لكن ما يبدو كجُرح، يتحول – عبر الزمن – إلى أحد أغلى المكونات العطرية، وأشدها ندرة.

 

ثانيا _ مهارة.. ودقة
ثانيا _ مهارة.. ودقة

لتضمن اختيار أفضل أنواع الخشب الغني بالصمغ، دون الإخلال بالنظام البيئي, فالحرفيون، هنا، لا يعملون وفق قوالب جامدة، بل وفق إحساسهم العميق بالعود, وبأيديهم التي التصقت بهذه المهنة منذ الصغر، يفرزون الأخشاب، ويقطعون الأجزاء غير المنتجة للصمغ، ويحتفظون بأكثرها غنًى بالرائحة، فالمشهد أشبه بعازفين ماهرين يعزفون على أوتار الطبيعة؛ ليتحول كل جزءٍ من الخشب إلى نغمةٍ عطريةٍ، ستُعزف – لاحقًا – على بشرة من يرتديها.

 

ثالثا _ ثراء العود
ثانيا _ مهارة.. ودقة

الأوعية النحاسية القديمة، المليئة برقائق الخشب المنقوعة، تُغلق بإحكام، ثم تُسخّن ببطءٍ شديدٍ لمدة ثلاثين يومًا. وتتسلل الحرارة برفق، كأنها تُقنع الخشب بالتخلي عن أسراره؛ فيطلق الصمغ زيته الثمين. وتبدأ أولى قطرات العود بالتساقط، كثيفةً، ثمينةً، حاملةً في عمقها قرونًا من التاريخ، ورائحةً خالدةً. وتعمل طريقة الاستخراج البطيئة هذه على تعزيز عمق العود ودخانه وثرائه، فيصبح أكثر العطور رواجاً في العالم.

 

رابعا _ صناعة العطور

تجتمع الطالبات ليغرسن الأشجار كرمزٍ للاستدامة, وتسلط التفاعلات الجذابة في مبنى مدرسة «أجمل» الحديثة, الضوء على تركيز «المؤسسة» على التعليم، وتنمية المهارات، وتشكيل الأجيال القادمة من خلال فرص التعلم الجيدة.

وفي مستشفى «حاجي عبد المجيد التذكاري» (HAMM)، تمتد يد العون؛ لضمان وصول الدعم الطبي الأساسي إلى المجتمعات المحرومة. وكذلك توفر معاهد تنمية المهارات للمسؤولية الاجتماعية للشركات، في «أجمل»، برامج التدريب المهني للأفراد على المهارات ذات الصلة بالصناعة، ما يقدم مسارات لسبل العيش المستدامة؛ فالعود، هنا، ثقافة كاملة من العطاء والالتزام.

 

خامسا _  تفانٍ.. وشغف

الرحلة إلى «آسام» ليست مجرد زيارةٍ إلى مزارع العود، بل دعوة للغوص في قصةٍ أكبر، قصة أرضٍ تمنح من روحها للبشر، وحرفيين يصوغون الزمن بمهارةٍ لا تُقدّر، فتعكس التفاني والشغف في كل مراحل تاريخ «عطور أجمل»، التي تعد رمزاً للأصالة والحرفية والفن.

 

يمكنك أيضا قراءة