
هل تشعرين بالوحدة؟ بحيلة بسيطة يمكنك تحويل مشاعرك إلى سعادة
هل تشعرين بالوحدة؟. أو هل وجدت نفسك وحيدة يومًا وشعرت بالوحدة أو هل استمتعت باللحظة الهادئة كفرصة لإعادة شحن طاقتك؟. وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة Cognition and Emotion ، فإن الطريقة التي تدركين بها الوحدة؛ سواء كانت “وقتًا خاصًا بك” أو “عزلة”، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحتك العاطفية.
قوة الكلمات في تشكيل التجارب
إن قضاء الوقت بمفردك تجربة عالمية، ولكن ما إذا كان الشعور بالتمكين أو الوحدة يعتمد إلى حد كبير على كيفية تأطيرنا له. وفي حين أن العزلة قد تكون فرصة للتأمل الذاتي أو الاسترخاء أو الإبداع، إلا أنها قد تكون أيضًا معزولة وغير مرغوب فيها إذا تم إدراكها بشكل سلبي.
سعى الباحثان ميكايلا رودريجيز وسكوت دبليو كامبل، اللذان قادا الدراسة الجديدة، إلى فهم كيفية تأثير اللغة على تجاربنا الانفرادية. ومن خلال فحص المصطلحات المختلفة المستخدمة لوصف الوقت الذي نقضيه بمفردنا، اكتشفا أن الكلمات تحمل ثقلاً نفسياً، وتشكل شعورنا تجاه كوننا بمفردنا.
“الوقت الخاص” مقابل “العزلة”: قصة عن عقليتين
في الجزء الأول من دراستهم، طلب الباحثون من 500 بالغ أمريكي تقييم تسميات مختلفة للوقت المنفرد – “وقتي الخاص”، “وقتي الخاص”، “العزلة”، “أن أكون وحيدًا” و”العزلة”. وكانت النتائج مذهلة: كان “وقتي الخاص” هو المصطلح الأكثر تقييمًا إيجابيًا، ويرتبط بالعناية الذاتية والاسترخاء والمتعة.
وعلى النقيض من ذلك، كان لكلمة “العزلة” الدلالات الأكثر سلبية، والتي ارتبطت غالبًا بالوحدة والاستبعاد الاجتماعي. وقد اعتُبرت مصطلحات مثل “العزلة” و”الوقت الذي يقضيه المرء بمفرده” مصطلحات محايدة إلى إيجابية بعض الشيء، في حين كان مصطلح “البقاء بمفردك” يميل إلى السلبية بعض الشيء.
العلم وراء التحول
لاختبار التأثيرات الواقعية للإطار اللغوي، أجرى الباحثون دراسة ثانية حيث أمضى 176 طالبًا جامعيًا 30 دقيقة في عزلة. كذلك قيل لنصفهم إنهم يستمتعون “بوقتهم الخاص” بينما أُبلغ النصف الآخر أنهم في “عزلة”.
أفاد أولئك الذين اعتقدوا أنهم يقضون “وقتاً خاصاً بهم” أنهم شعروا بسعادة أكبر واسترخاء أكبر، في حين عانى أولئك في مجموعة “العزلة” من انخفاض في المشاعر الإيجابية. ومن المثير للاهتمام أن كلتا المجموعتين أظهرتا انخفاضاً في المشاعر السلبية بعد جلسة العزلة، لكن الانخفاض كان أكثر أهمية في حالة “الوقت الخاص”.
بالإضافة إلى ذلك، طورت المجموعة التي قضت “وقتها الخاص” معتقدات أكثر إيجابية حول البقاء بمفردها. في حين ظل أولئك في مجموعة “العزلة” دون تغيير.
كيفية تحويل وقتك الذي تقضيه بمفردك إلى فرصة
وقد سلطت الدراسة الضوء على قوة الكلمات في تشكيل تجاربنا النفسية. فببساطة، من خلال إعادة صياغة الوقت الذي نقضيه بمفردنا على أنه “وقت خاص بنا” بدلاً من “العزلة”، يمكنك حين تتشعرين بالوحدة:
عززي مزاجك وزيدي من مشاعرك الإيجابية
قومي بتطوير علاقة صحية مع العزلة
اشعري بمزيد من التحكم في وقتك بمفردك
ركزي على رعاية الذات والنمو الشخصي بدلاً من التوتر أو الشعور بالوحدة.
في المرة القادمة التي تجدين نفسك فيها بمفردك أو تتشعرين بالوحدة. حاولي أن تتقبلي الأمر كفرصة للعناية بنفسك وليس كظرف غير مرغوب فيه. سواء كان ذلك من خلال القراءة أو تدوين المذكرات أو مجرد الاسترخاء. فإن تغيير طريقة تفكيرك يمكن أن يحول العزلة إلى أداة قوية للرفاهية العاطفية.
كما إن هذا البحث بمثابة تذكير بالتأثير الذي تخلفه اللغة على حالتنا العقلية. فمن خلال تغيير طريقة تصنيفنا لتجاربنا، يمكننا إعادة صياغة العزلة لتصبح شيئًا ممتعًا ومجددًا. لذا في المرة القادمة التي تجدين فيها نفسك في لحظة هدوء، تذكري: إنها ليست عزلة.. إنها وقت خاص بك تستحقينه بجدارة.