المرأة العصرية والراقية

هل تستطيع الموسيقى تغيير الذكريات؟ تعرفي على قوة أغانيك المفضلة

هل تعرفين ذلك الشعور عندما تبدأ أغنية ما في العزف، فتغمرك الذكريات على الفور؟. ربما تكون الأغنية التي كنت تعزفها دائمًا أثناء الاستعداد لقضاء ليلة كبيرة في الخارج أو تلك التي تذكرك برحلة برية عفوية مع الأصدقاء. كذلك يعتقد معظمنا أن هذه اللحظات الموسيقية هي لقطات واضحة لا يمكن تغييرها من الماضي. كما تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الموسيقى لا تعيد الذكريات فحسب؛ بل قد تغير في الواقع الطريقة التي نتذكر بها تلك الذكريات.

العلاقة بين الموسيقى والدماغ

عندما تستمعين إلى الموسيقى، لا تقوم أذناك فقط بالعمل. بل إن مراكز العواطف والذاكرة في دماغك. مثل الحُصين الذي يساعد في تخزين واسترجاع الذكريات، واللوزة الدماغية. وهي مركز معالجة العواطف، تضيء أيضًا. وهذا يفسر لماذا لا تظل بعض الأغاني عالقة في ذهنك فحسب، بل تشعر بارتباطها العميق بلحظات عاطفية في حياتك.

نحن نعلم بالفعل أن الموسيقى لديها القدرة على إثارة المشاعر واستعادة الذكريات. ولكن ماذا لو تجاوزت ذلك؟. هل يمكن للموسيقى أن تغير بالفعل مشاعرنا تجاه تلك الذكريات؟. يؤدي هذا السؤال إلى مفهوم إعادة تنشيط الذاكرة لذا الفكرة التي مفادها أنه في كل مرة تتذكر فيها ذكرى، تصبح مرنة مؤقتًا، مما يفتح الباب أمام مشاعر أو تفاصيل جديدة لتنسج في التجربة الأصلية.

هل يمكن للموسيقى أن تغير طريقة تذكيرك؟

فقد وجد ييرين رين، بالتعاون مع ثاكري براون والباحثتين صوفيا مهدي زاده وجريس ليزلي من جامعة كولورادو بولدر، أن الموسيقى قادرة على إعادة تشكيل الذكريات. فالمشاركون الذين استمعوا إلى موسيقى عاطفية أثناء تذكر قصص محايدة تذكروا فيما بعد تلك القصص بنغمات عاطفية تتناسب مع الموسيقى.

وقد كشفت فحوصات الدماغ عن نشاط متزايد في اللوزة الدماغية والحُصين، وهما المنطقتان الرئيسيتان للذاكرة العاطفية أثناء عمليات التذكر. كما أظهرت الدراسة وجود روابط قوية بين هذه المناطق والمعالجة الحسية البصرية. مما يشير إلى أن الموسيقى يمكن أن تغرس المشاعر في الصور الذهنية التي نشكلها أثناء التذكر.

قوة الموسيقى في إعادة صياغة الذكريات

تشير الأبحاث إلى أن الموسيقى تعمل كمحفز عاطفي، حيث تتشابك مع الذكريات وتعيد تشكيل نبرتها العاطفية بشكل خفي. وهذا يسلط الضوء على المرونة المدهشة للذكريات، والتي يمكن أن تتأثر بإشارات سمعية خارجية أثناء التذكر.

كذلك فإن هذه النتائج لها تداعيات مثيرة. فبالنسبة للأفراد الذين يعانون من الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة. حيث تسيطر الذكريات السلبية، فإن الموسيقى المناسبة قد تساعد في إعادة صياغة تلك الذكريات بشكل إيجابي، مما يقلل من ثقلها العاطفي بمرور الوقت. وهذا يفتح الباب أمام التدخلات القائمة على الموسيقى لعلاج الصحة العقلية.

في الحياة اليومية، يؤكد ذلك على قوة الموسيقى التي تختارها. فالموسيقى التي يتم تشغيلها أثناء تذكرك أو قيامك بأمور يومك قد تشكل كيفية تذكرك لتلك اللحظات في المستقبل. لذا، في المرة القادمة التي تضغط فيها على زر التشغيل لقائمة التشغيل المفضلة لديك، تذكر أنك لا تؤثر على حالتك المزاجية فحسب، بل على ذكرياتك المستقبلية أيضًا.

يمكنك أيضا قراءة