تناول الطعام الصحي مكلف، كيف يمكننا جعله متاحًا؟

توصلت دراسة حديثة أجريت على مدى عامين إلى أن الطعام الصحي أو سلة من الأطعمة الصحية تكلف أكثر من ضعف تكلفة الخيارات الأقل صحية. وأنه غالبًا ما تكون تكلفة الطعام الصحي أعلى من الخيارات غير الصحية، ومع تحليل أسعار بعض احتياجاتنا اليومية يكون هناك فرق كبير في السعر والتكلفة.

في عالم اليوم، يُعتقد غالبًا أن خسارة الوزن والحفاظ على اللياقة البدنية أمران مكلفان للغاية. فعضوية الصالة الرياضية، والطعام الصحي، والوجبات الخفيفة الصحية، والبقالة العضوية، ومكملات البروتين، وغير ذلك الكثير قد تستنزف جيوبنا بسرعة.

ونتيجة لهذا، يشعر بعض الناس بالذنب إزاء إنفاقهم الكثير من المال، ومع ذلك يستمرون في ذلك، في حين يختار آخرون بدائل أرخص ولكنها غالبًا ما تكون “غير صحية”. وإذا كنت تشعرين أيضًا أنه كلما حاولت تناول طعام صحي، كلما اضطررت إلى إنفاق المزيد، فأنت لست وحدك.

دراسة مقارنة

إذا بحثت عن هذا السؤال على الإنترنت، فستجد العديد من مستخدمي Reddit لديهم نفس الاهتمام. كما يشاركون تجاربهم حول كيفية تكلفة العناصر “الصحية” في كثير من الأحيان أكثر من الطعام العادي.

وبتحليل بسيط لسلة من الأطعمة الصحية تحتوي على 1000 سعر حراري يوميًا، وتكلف أكثر من ضعف تكلفة الخيارات الأقل صحية. وهذا يعني أنه إذا كنت تريدين الحصول على 1000 سعر حراري يوميًا من الأطعمة الصحية مثل الفاكهة والخضراوات، فسوف يكلفك ذلك أكثر من نفس الكمية من السعرات الحرارية من الخيارات الأقل صحية، مثل الوجبات الجاهزة واللحوم المصنعة. والآن، من أجل الكشف الكامل، على الرغم من أن هذه الدراسة تقارن أسعار المواد الغذائية في المملكة المتحدة، فإن الوضع في الهند لا يختلف.

تجربة شخصية

لنأخذ مثالاً يومياً. كم مرة ذهبت إلى سلسلة مطاعم للوجبات السريعة وطلبت برجر مفضل لديك؟ الآن، إذا كنت من المهتمين بالصحة مثلي، فمن المحتمل أنك طلبت منهم استبدال خبز الدقيق المكرر العادي بخبز القمح. ولكن بالطبع، فإن تحويل البرجر غير الصحي إلى أكثر صحة قليلاً له ثمن عليك أن تدفع مبلغاً إضافياً. في النهاية، إما أن ينتهي بك الأمر إلى دفع المزيد أو تقرر تجنب خبز القمح تمامًا. ولكن لماذا يوجد فرق في السعر؟.

السعي للحصول على الطعام الصحي

إن تناول الطعام الصحي مهم، لكن مثل هذه المنتجات غالبا ما تباع بأسعار أعلى. ولاستكشاف هذا الأمر بشكل أكبر، يمكن استخدام تطبيقات تابعة لجهات خارجية لمقارنة أسعار الإصدارات “غير الصحية” و”الصحية” من العناصر المتوفرة بسهولة مثل الأرز والخبز والفواكه والعصائر على منصات الانترنت. ومن خلال اختيار المواد الغذائية من نفس العلامة التجارية كلما أمكن ذلك، ستكون النتائج صادمة، على أقل تقدير.

1. الأرز البني مقابل الأرز الأبيض

إذا بدأنا بعنصر أساسي موجود في كل منزل تقريبًا “الأرز”، وقارنا بين الخيارين المتاحين: البني والأبيض. في الأساس، يختلف الأرز البني والأرز الأبيض من حيث القيمة الغذائية والملمس والطعم. يُعتبر الأرز البني بشكل عام أكثر صحة لأنه أقل معالجة ويحتفظ بمزيد من العناصر الغذائية. ومع ذلك، إذا اخترت الأرز البني، فإن 1 كجم سيكلفك حوالي عشرة دولارات، في حين أن نفس الكمية من الأرز البسمتي الأبيض ستكلفك عُشر ذلك، بدولار واحد. وهذا يُظهر ارتفاعًا هائلاً بنسبة 1000 في المائة في السعر للخيارين من نفس العلامة التجارية. ويصبح بنص دولار للأرز الأبيض العادي.

2. الخبز البني مقابل الخبز الأبيض مقابل الخبز المخمر

بالنسبة للخيار الثاني، اخترنا الخبز، وهو أيضًا من المواد الغذائية الأساسية في المنزل، خاصة إذا كان جدولك مزدحمًا. عندما يتعلق الأمر باختيار الخبز، فهناك الكثير من الخيارات، ولكن ثلاثة من أكثرها شيوعًا هي الخبز البني والخبز الأبيض وخبز العجين المخمر.

لكل نوع من الخبز قوامه وطعمه وقيمته الغذائية الخاصة. وأكثر أنواع الخبز صحة هنا هو خبز العجين المخمر، لأنه يمر بعملية تخمير، مما يسهل هضمه ويحسن امتصاص العناصر الغذائية. ثم يأتي الخبز البني، ثم الأبيض بسبب وجود الدقيق المكرر والطبيعة المعالجة للغاية.

وبالنسبة لنفس العلامة التجارية والكمية (350-400 جرام)، سيتعين عليك دفع سنتين مقابل الخبز الأبيض، وخمسة سنتات مقابل الخبز البني، وعشر سنتات مقابل خبز العجين المخمر.

3. خيارات الوجبات الخفيفة

من بين الأطعمة التي نستهلكها، يبدو أن أصعب ما يمكننا الإقلاع عنه هو عادات تناول الوجبات الخفيفة. وتناول الوجبات الخفيفة حتى من قبل الفئران ليس صحيًا. ولكن اليوم في السوق توجد خيارات مختلفة يمكن اعتبارها وجبات خفيفة أكثر صحة. لهذا، قارنا بين الشاورما، أو الفلافل، وهي ليست طبيعية فحسب، بل إنها تكتسب شعبية أيضًا بسبب محتواها الغذائي العالي من البروتين والكربوهيدرات والمغنيسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والحديد والزنك. دعونا نقارن أسعاره بخيارات الوجبات الخفيفة الأخرى المتاحة بسهولة.

في مقابل هذا، سيكلفك طبق فتة شاورما حوالي أربعة دولارات، في حين تباع وجبة الإندومي بعشرين سنتًا وهي وجبة خفيفة شهيرة بعيدة كل البعد عن كونها صحية.

4. بروتين الزبادي مقابل اللبن الرائب

يعتبر اللبن الرائب من المواد الغذائية الأساسية في العديد من الأسر العربية، وهو معروف بقوامه الكريمي وفوائده الحيوية. يتم تصنيعه عن طريق تخمير الحليب بالبكتيريا الطبيعية، مما يساعد على تحسين الهضم وصحة الأمعاء. ولكن إذا كنت تريدين المزيد من البروتين والقيمة الغذائية من اللبن الرائب، فيجب أن يكون البروتين أو الزبادي هو الخيار الأمثل لك. ولكن كم يكلف أكثر من اللبن الرائب العادي؟ ألق نظرة:

ستكلفك عبوة من اللبن الزبادي الغني بالبروتين تزن 400-450 جرامًا حوالي خمسة دولارات. في حين أن اللبن الزبادي العادي أكثر بأسعار معقولة، حيث يبلغ سعر التجزئة دولار فقط.

4. عصائر الفاكهة مقابل الفاكهة الحقيقية

بعد رؤية هذه الفروق الكبيرة في الأسعار، إذا كنت تتعرقين وتفكرين في إرواء عطشك بخيار أكثر صحة، فكوني مستعدة. فلن يكون رصيدك المصرفي سعيدًا للغاية.

بالنسبة لعصائر الفاكهة، وجدنا فرقًا واضحًا بين تلك التي تحتوي على نسبة عالية من السكر وتلك التي يُقال إنها أكثر صحة. علاوة على ذلك، يبدو أن الفاكهة أغلى بكثير.

ولنأخذ الرمان على سبيل المثال. ففي محلات العصير يبلغ سعر كوب عصير المانجو المتوسط 300 ملم نصف دولار. وعلى النقيض من ذلك، يبلغ سعر لتر واحد من عصير المانجو المعبأ يبلغ سعر النسخة المصنعة المحلاة نصف ربع دولار.

لماذا كل هذا الاختلاف؟

وتستمر الأمثلة على هذا النحو. ففي الأسواق اليوم، تبدو الخيارات الصحية أكثر تكلفة، ولكن من الناحية الفنية، لا ينبغي أن تكون كذلك. ويقول خبراء التغذية إن الأطعمة المغذية قد تكلف ما يصل إلى ثلاثة أمثال الخيارات غير الصحية مثل الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة. ويتأثر التفاوت في التكلفة بقضايا سلسلة التوريد، وتغير المناخ، وتسويق الأطعمة الجاهزة على حساب البدائل الصحية.

وغالبًا ما يواجه أصحاب الدخل المنخفض حواجز في الوصول إلى الأطعمة الصحية وخدمات الرعاية الصحية. مما يؤدي إلى الاعتماد على خيارات أرخص وأقل تغذية. مما يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة المخاطر الصحية والتكاليف المرتبطة بها.

ومع ذلك، يبدو أن الخبراء يعتقدون أن إعطاء الأولوية للصحة يمكن أن يؤدي إلى فوائد مالية طويلة الأجل. ويقول خبراء التغذية إن الحفاظ على الصحة على الرغم من أنه يتطلب نفقات، إلا أنه استثمار يستحق العناء مقارنة بتكلفة العلاجات الطبية والاستشفاء الناتجة عن سوء الصحة. كما أن الأطعمة المصنعة المحملة بالسكر أقل تكلفة على الجيب من الحصول على الفواكه والخضروات الطازجة والأطعمة غير المصنعة، بفضل صناعة الأغذية التي تمكنت بنجاح من التسلل إلى حياتنا وأذواقنا وأكثر من ذلك.

كذلك يسلط الخبراء الضوء على كيفية تفاقم تكاليف اللياقة البدنية والعافية، بما في ذلك عضوية الصالة الرياضية والفحوصات الطبية والأثاث المريح، للأعباء المالية. كما أن الرعاية الصحية الوقائية، على الرغم من فعاليتها من حيث التكلفة على المدى الطويل، لها تكلفة مالية أولية. ومع ذلك، فإن إعطاء الأولوية للصحة على المدى الطويل من شأنه أن يقلل من فرص الإصابة بالأمراض المزمنة، مما يوفر المال على العلاجات الطبية ويحسن نوعية الحياة بشكل عام.

هل هناك حلول وبدائل عملية فعلية؟

الخبر السار هو أن تناول الطعام الصحي بميزانية محدودة أمر ممكن، ولكن الأمر يتطلب القليل من التخطيط. وعلينا التركيز على أهمية الاستفادة من المنتجات المحلية التي يمكن تحمل تكلفتها. وهنا يأتي دور الدخن الذي نزرعه تقليديًا، وأنواع الأرز والعدس والبقوليات. فلا يتعين على المرء شراء الكينوا أو خبز العجين المخمر، وما إلى ذلك، والتي تكلف أكثر بكثير مقارنة بالمنتجات المحلية.

أيضًا علينا الأخذ بخيارات اللياقة البدنية التي تناسب الميزانية. مع الإشارة إلى أن تمارين الجري والقرفصاء والضغط مجانية، ولا يحتاج المرء إلى عضوية في صالة الألعاب الرياضية لأن التمرين في الهواء الطلق في الحدائق مجاني. ومع ذلك، تحذر من أنه على الرغم من وجود بدائل مجانية للحفاظ على اللياقة البدنية، إلا أنها تتطلب المزيد من الوقت والاتساق.

نصائح العملية لنظام غذائي صحي وبأسعار معقولة:

مصادر البروتين بأسعار معقولة: يوفر العدس والحمص والفاصوليا والبيض والتوفو والبانير والزبادي والفول السوداني العناصر الغذائية الأساسية وهي أرخص نسبيًا.

الكربوهيدرات المعقدة: خبز القمح الكامل، والشوفان، والبطاطا الحلوة، والدخن الغني بالألياف توفر طاقة طويلة الأمد.

الدهون الصحية: تعمل الزيوت مثل زيت الخردل أو زيت الفول السوداني على ضمان صحة القلب والبشرة.

الفواكه والخضروات الموسمية: قومي بشراء المنتجات في موسمها، مما يقلل التكاليف بشكل كبير مع تعظيم الفوائد الغذائية.

بالإضافة إلى ذلك، علينا التركيز على أهمية الترطيب وصحة الأمعاء. كما يساعد الترطيب الكافي في الهضم والامتصاص والاستيعاب والإخراج بشكل مثالي.