الرجال يتلقون دعمًا عاطفيًا أقل مع تقدمهم في السن

وفقًا لنتائج دراسة جديدة؛ يشعر الرجال أنهم لا يحتاجون إلى مشاركة مشاعرهم، أو أنهم يتلقون دعمًا عاطفيًا أقل مع تقدمهم في السن. وهو ما يؤدي إلى انكماش الشبكات العاطفية بشكل كبير.

الدعم العاطفي يعني أن هناك من يساندك. إنه الراحة والرعاية والتعاطف الذي قد يحتاجه المرء للتغلب على الأوقات الصعبة. كما إن الدعم العاطفي هو ذلك الوجود المطمئن الذي يجعلك تشعر بالفهم وأقل وحدة. سواء كان شخصًا يستمع إليك ببساطة ليسمح لك بالتنفيس أو يقدم لك النصيحة. وهذا النوع من الدعم له مصادر مختلفة.. من الأصدقاء والزملاء إلى العائلة. إنهم شبكة الدعم العاطفي. كما إن الدعم العاطفي ضروري لمن تلجأ إليه لتشعر بالفهم ودعم مشاعرك الساحقة.

ومع ذلك، مع تقدم الرجال في السن، تتراجع شبكات الدعم العاطفي لديهم، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Psychology & Aging. حيث كان هناك انخفاض بنسبة 50 بالمائة في شبكات الدعم العاطفي بين سن 30 و90 عامًا.

انخفاض الدعم العاطفي

كشفت الدراسة أنه طوال مرحلة البلوغ ، يعاني الرجال من انخفاض مستمر في شبكات الدعم العاطفي أو أنهم يتلقون دعمًا عاطفيًا أقل مع تقدمهم في السن. ففي سن الثلاثين، يكون لدى الرجال شخصان يمكنهم اللجوء إليهما للحصول على الراحة والنصيحة. وبحلول سن التسعين، انخفض هذا العدد إلى شخص واحد فقط. يسلط هذا الانخفاض بنسبة 50٪ في مقدمي الدعم الضوء على اتجاه شائع مفاده أنه مع تقدم الناس في السن، يميلون إلى الاعتماد بشكل أقل على الآخرين للحصول على الدعم العاطفي.

علاوة على ذلك، تحدثت الدراسة أيضًا عن الأحداث الحياتية مثل الزواج والتقاعد، والتي أثرت على حجم شبكات الدعم العاطفي. على سبيل المثال، عندما تزوج الشخص، أصبحت شبكات الدعم أصغر، حيث أصبح اعتماده على الزوج أكبر بكثير.

تجربة الحياة المبكرة

تلعب تجارب الحياة المبكرة مثل الطفولة أيضًا دورًا رئيسيًا في تشكيل شبكات الدعم العاطفي في وقت لاحق من الحياة. ووجدت الدراسة أن الرجال الذين نشأوا في بيئات عائلية داعمة ودافئة، مع علاقات داعمة مع والديهم، كانوا أكثر عرضة لامتلاك شبكات دعم عاطفية أكبر أو يتلقون دعمًا عاطفيًا أقل مع تقدمهم في السن كبالغين. على الرغم من أن دخل الوالدين ومستوياتهم التعليمية لم تؤثر على حجم الشبكة العاطفية. كذلك عندما يرون أفراد الأسرة المحبين يدعمون بعضهم البعض عاطفياً، فإنهم يطورون قدرة صحية على فهم المشاعر وأكثر عرضة لمشاركتها مع شبكتهم العاطفية.

لذلك تظهر الدراسة أن التفاعلات العائلية يمكن أن تعزز كيفية التواصل والاعتماد على الناس في وقت لاحق من الحياة. كما أن ظاهرة أن الرجال يتلقون دعمًا عاطفيًا أقل مع تقدمهم في السن تحتاج للكثير من النظر والبحث.