
حليب الإبل منافس قوي في سوق الألبان؟ إليك أهم فوائده الصحية
إذا كنت من محبي منتجات الألبان وتبحثين عن بديل صحي، فقد حان الوقت لتغيير الأمور. إلى جانب حليب الشوفان واللوز وفول الصويا، هناك لاعب جديد في اللعبة: حليب الإبل. قد يبدو الأمر غير تقليدي بعض الشيء، لكن هذا المشروب الغريب يكتسب الاهتمام بفوائده الصحية المذهلة. على الرغم من أنه ليس الخيار المعتاد في الكثير من الدول، إلا أن الأبحاث الجديدة تكشف لماذا يمكن أن يكون حليب الإبل هو التبديل الصحي الذي كنت تنتظره.
فقد كشفت دراسة جديدة من جامعة إديث كوان في أستراليا أن حليب الإبل قد يوفر بعض الفوائد الصحية المذهلة، وخاصة لتعزيز جهاز المناعة لدينا.
حليب الإبل أم حليب البقر: أيهما أكثر صحة؟
قارنت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Food Chemistry بين حليب البقر وحليب الإبل، مع التركيز على البروتينات التي تلعب دورًا رئيسيًا في وظيفة المناعة والهضم. في حين يمثل حليب البقر أكثر من 81% من إنتاج الألبان العالمي، لا يشكل حليب الإبل سوى 0.4%. وعلى الرغم من حصته الصغيرة، فإن حليب الإبل مليء بالبروتينات الفريدة التي قد تقدم فوائد كبيرة لدعم المناعة وصحة الأمعاء.
وكشفت الدراسة أن حليب الإبل يحتوي على 1143 بروتينًا في كريمته، بينما يحتوي حليب البقر على 851 بروتينًا فقط. وكريمة حليب الإبل غنية بشكل خاص بالبروتينات والببتيدات النشطة بيولوجيًا، والتي يمكن أن تساعد في مكافحة البكتيريا الضارة وربما الحماية من بعض الأمراض. وبينما يؤكد الباحثون على الحاجة إلى المزيد من الاختبارات، فإنهم يشيرون إلى أن هذه الببتيدات النشطة بيولوجيًا يمكن أن تعزز صحة الأمعاء وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل.
وقال الباحث في الدراسة مانجايا جايامانا موهيتيج، وهو طالب دكتوراه في جامعة إديث كوان: “هذه الببتيدات النشطة بيولوجيًا يمكن أن تمنع بشكل انتقائي بعض مسببات الأمراض، مما يعزز بيئة معوية أكثر صحة ويقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.
فوائد حليب الإبل الصحية
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حساسية الألبان، فإن حليب الإبل يقدم بديلاً محتملاً، لأنه يفتقر إلى بيتا لاكتوجلوبولين. وهو البروتين الذي يسبب الحساسية في حليب الأبقار ويحتوي على كمية أقل من اللاكتوز. مما يجعله أسهل في الهضم. من حيث التركيب، يختلف حليب الإبل قليلاً عن حليب الأبقار. بينما يحتوي حليب الأبقار على 85-87 في المائة من الماء، و3.8-5.5 في المائة من الدهون، و2.9-3.5 في المائة من البروتين، يحتوي حليب الإبل على 87-90 في المائة من الماء، و2.15-4.90 في المائة من البروتين، و1.2-4.5 في المائة من الدهون، و3.5-4.5 في المائة من اللاكتوز.
ورغم أن إنتاج حليب الإبل يحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم، إلا أنه يكتسب اهتماماً متزايداً، وخاصة في أستراليا، حيث يجعل مناخها شبه الجاف منه خياراً قابلاً للتطبيق على نحو متزايد للنمو. ويقول موهيتيج: “يكتسب حليب الإبل اهتماماً عالمياً، وخاصة بسبب العوامل البيئية. فالمناطق القاحلة وشبه القاحلة صعبة لتربية الماشية التقليدية ولكنها مثالية للإبل”.
من يجب عليه التحول إلى حليب الإبل؟
ولكن هناك عقبات لابد من التغلب عليها. ففي حين يمكن للأبقار الحلوب أن تنتج. ما يصل إلى 28 لتراً من الحليب يومياً، فإن الإبل لا تنتج عادة سوى نحو خمسة لترات. ورغم أن مزارع الإبل تعمل بالفعل في أستراليا، فإن إنتاجها يظل محدوداً.
ومع ذلك، لم يحن الوقت بعد لكي يسارع الجميع إلى التحول إلى حليب الإبل. فهو لا يزال غير متاح على نطاق واسع في العديد من المناطق، ويميل إلى أن يكون أكثر تكلفة من حليب البقر العادي. ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن بدائل لمنتجات الألبان التقليدية. وخاصة أولئك الذين يعانون من حساسية الحليب، فإن حليب الإبل قد يكون خيارًا مثيرًا للاهتمام.
ورغم أن حليب الإبل قد لا يكون حتى الآن من العناصر الأساسية في المتاجر الكبرى. فإن هذا البحث يسلط الضوء على السبب وراء استحقاقه قدراً أعظم من الاهتمام، وليس مجرد كونه جديداً. فقد يساعد محتواه الفريد من البروتين وخصائصه المعززة للمناعة في تفسير سبب تقدير مختلف الثقافات لهذا المصدر غير التقليدي للألبان لقرون من الزمان.