التنمر تهديد صامت للإنتاجية والسعادة معا

 

يعد التنمر الوظيفي الناعم من أخطر الظواهر السلبية المنتشرة في بيئة العمل, وهذا النوع يمثل امتدادًا لظاهرة التنمر، التي تبدأ في مراحل مبكرة من العمر، وتظهر بكثرة في المدارس، خلال مرحلة المراهقة، إلا أنها تتراجع تدريجيًا عند الانتقال إلى الجامعة.

ومن هنا تُعرِّف الدكتورة مرام الاستشارية النفسية والتربوية، «التنمر الوظيفي الناعم» بأنه الأذى المقصود، الذي يقوم به شخص أو مجموعة من الأشخاص تجاه شخص آخر أضعف، وهذا واحدٌ من المسميات الحديثة للاضطهاد الوظيفي.

 

أولا : ما أسباب «التنمر الوظيفي الناعم»؟

حددت الدكتورة مرام أسباباً واضحة لهذه الظاهرة السيئة، وهي كالتالي:

1- عدم وجود لوائح واضحة، تحمي الموظفين، وتصون كرامتهم، مع ضعف الرقابة على الإدارات.

2- جهل الموظفين بقانون العمل، وحقوقهم الأساسية، إضافة إلى غياب الوصف الوظيفي في العديد من المؤسسات.

3- عدم توفر الدعم النفسي، أو محاضرات التوعية حول الصحة النفسية، والذكاء الانفعالي.

4- غياب المتابعة الإدارية الفعالة ويكون بضعف متابعة أداء الموظفين، وعدم منع تجاوز الصلاحيات، في العلاقات المهنية.

 

ثانيا : ما أشكال «التنمر الوظيفي الناعم»؟

– التنمر اللفظي: باستخدام ألفاظ غير لائقة، وتعليقات سلبية.

– التنمر الجسدي: يصل إلى الاعتداء بشكل مباشر.

– التنمر الاجتماعي: من خلال عزل الموظف عن الأنشطة الجماعية، وعدم تقديره، وتجاهله بشكل كامل.

– التنمر العاطفي: عبر التلاعب بالمشاعر، وتجاهل الإنجازات.

 

ثالثا : كيف نتصدى للتنمر؟

1- واجه المُتنمِّر، ولا تسمح لأي شخص بالتقليل من شأنك، أو إحراجك، أو جعلك موضعاً للسخرية، ومهما كان سبب التنمُّر، فلا يجب أن تقلل من قيمة نفسك، أو أن

تضعف ثقتك بها؛ بل على العكس، أظهر اقتناعك التام بما أنت عليه، ولا تسمح للإساءة بالنيل منك.

 

2- إن شعرت، في حديث ما، بأنَّ أحداً يريد التقليل منك، فانسحب فوراً. وإن تكرر الأمر، فكن حازماً في رفضه ولا تتهاون معه.

 

3- اقطع علاقتك نهائياً بالشخص المُتنمِّر داخل محيط عملك؛ وإن كان لا يتنمر عليك فتجاهله، وتصرَّف كأنَّه غير موجود.

 

4- حاول دائماً تعزيز ثقتك بنفسك، واحرص على الظهور بشكل لائق، والتحدث بأسلوبٍ لطيفٍ واضحٍ، يدل على فهمك وذكائك، واتزانك.