هل يؤدي سوء صحة الأمعاء إلى زيادة الاسمرار؟
في حين أننا غالبًا ما نفكر في الاسمرار باعتباره نتيجة مباشرة للتعرض لأشعة الشمس.. تشير الأبحاث الناشئة إلى أن العوامل الداخلية مثل صحة الأمعاء قد تلعب دورًا دقيقًا في كيفية تفاعل بشرتنا مع الشمس. حيث يمكن أن يؤدي ضعف صحة الأمعاء إلى الالتهاب والإجهاد التأكسدي، مما قد يؤدي إلى تفاقم اضطرابات التصبغ أو الاسمرار غير المتساوي.
وللتخلص من أشعة الشمس الضارة، فإن الحل السريع والنهائي هو استخدام كريم الوقاية من الشمس. ورغم أننا كثيراً ما نفكر في اسمرار البشرة كنتيجة مباشرة للتعرض لأشعة الشمس، فإن الأبحاث الناشئة تشير إلى أن العوامل الداخلية مثل صحة الأمعاء قد تلعب دوراً خفياً في كيفية تفاعل بشرتنا مع الشمس.
فهل يمكن لصحة الأمعاء السيئة أن تؤدي في الواقع إلى زيادة الاسمرار؟
صحة الأمعاء والجلد: العلاقة
لا تقتصر وظيفة أمعائنا على هضم الطعام فحسب، بل إنها موطن لتريليونات من الكائنات الحية الدقيقة التي تشكل ميكروبيوم أمعائنا، وهو نظام بيئي معقد ضروري للصحة العامة. يعمل ميكروبيوم الأمعاء المتوازن على تنظيم الالتهابات ودعم الجهاز المناعي وحتى التأثير على صحة الجلد. عندما ينقطع هذا التوازن -وهي الحالة المعروفة باسم خلل التوازن- فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل مثل الالتهاب والإجهاد التأكسدي.
ومن المعروف أن الالتهاب والإجهاد التأكسدي يؤثران على إنتاج الميلانين، وهو الصبغ المسؤول عن لون بشرتنا وشعرنا وعينينا. ويمكن أن يؤثرا على كيفية تفاعل الجلد مع الأشعة فوق البنفسجية من الشمس، مما قد يؤدي إلى تصبغ غير متساوٍ أو زيادة احتمالية حدوث تلف.
هل تؤدي صحة الأمعاء السيئة إلى زيادة الاسمرار؟
تشير الأبحاث الناشئة إلى أن صحة الأمعاء وصحة الجلد مترابطتان. يمكن أن تؤدي صحة الأمعاء السيئة إلى الالتهاب والإجهاد التأكسدي، مما قد يؤدي إلى تفاقم اضطرابات التصبغ أو عدم انتظام السمرة. يدعم ميكروبيوم الأمعاء المتوازن صحة الجلد بشكل عام.
ومع ذلك، فإن ضعف الأمعاء قد يضعف امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن التي تحمي بشرتنا من أضرار أشعة الشمس. وقد يجعل هذا البشرة أكثر عرضة للتغيرات المرتبطة بالأشعة فوق البنفسجية، رغم أنه لا يؤدي بالضرورة إلى زيادة الاسمرار.
كذلك توصلت إحدى الدراسات إلى وجود علاقة سببية بين ميكروبيوم الأمعاء وسهولة تسمير الجلد. يُستخدم مصطلح “علاقة الأمعاء بالجلد” لوصف العلاقة بين الجهاز الهضمي وصحة الجلد.
ماذا يقول الطب التقليدي عن صحة الأمعاء والاسمرار
في الطب التقليدي، يتمتع الأشخاص الذين لديهم عنصر الهواء والفضاء بشكل أساسي بصفات طبيعية مثل الجفاف والخفة وعدم انتظام وظائف الجسم. وهذا يجعل عملية التمثيل الغذائي لديهم غير متوقعة، مما يؤدي إلى استنزاف محتمل لـ Rasa Dhatu (البلازما أو السائل المغذي)، وهو المسؤول عن تغذية وترطيب أنسجة الجسم، بما في ذلك الجلد.
فعندما لا يتم تجديد الترطيب بشكل كافٍ بسبب الطبيعة النارية المجففة، فإن ذلك يؤدي إلى جفاف الجلد وخشونته. بالإضافة إلى ذلك، فإن ميل الحموضة إلى إزعاج العمليات الهضمية يمكن أن يسبب الإمساك. حيث يكافح الجسم للحفاظ على الرطوبة المناسبة والأداء السلس في الجهاز الهضمي. يساهم هذا الخلل في جفاف الجلد ويجعل السمرة أكثر احتمالية لدى الأفراد الذين يعانون من الحموضة الزائدة أو اختلال الطبيعة الكيميائية لبعض أعضاء الجسم.
ماذا ينبغي أن يتم فعله
فالأفراد الذين لديهم أنواع بشرة أعلى (نوع بشرة الشخص من حيث الاستجابة للأشعة فوق البنفسجية). وإنتاج أكبر من اليوميلانين، واستعداد وراثي سوف يصابون بالسمرة أكثر من غيرهم. وفي حين قد يُنظر إلى السمرة على أنها حماية. إلا أنها لا تزال علامة على الضرر الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية. وتدابير الحماية من الشمس ضرورية للجميع للحد من خطر تلف الجلد بسبب أشعة الشمس وسرطان الجلد.
يقترح الخبراء اتباع الخطوات التالية:
استخدم حماية من الشمس: ضع واقيًا من الشمس واسع الطيف بعامل حماية من الشمس SPF 30+ وارتدِ ملابس واقية.
الحد من التعرض لأشعة الشمس: تجنب ساعات الذروة للأشعة فوق البنفسجية، عادة بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً.
الحفاظ على صحة الأمعاء: تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بمضادات الأكسدة والبروبيوتيك والترطيب لتعزيز صحة البشرة.
استشر متخصصًا: اطلب المشورة من طبيب أمراض جلدية أو مستشار تجميل. للحصول على علاجات شخصية مثل التقشير الكيميائي أو العلاج بالليزر لمعالجة مشاكل التصبغ.
في حين أن ضعف صحة الأمعاء لا يسبب زيادة السمرة بشكل مباشر. إلا أنه يمكن أن يؤثر على استجابة بشرتك للتعرض لأشعة الشمس من خلال التأثير على عوامل مثل الالتهاب والإجهاد التأكسدي وتوافر العناصر الغذائية. وعلى العكس من ذلك، يمكن أن يؤثر السمرة والتعرض لأشعة الشمس أيضًا على ميكروبات الأمعاء. مما يوضح مدى الترابط بين صحتنا الداخلية والخارجية حقًا.