هل فقدان الوزن دون ممارسة الرياضة ممكن؟

يشير بعض خبراء الصحة العامة والفتنس إلى أن ممارسة التمارين الرياضية ليست ضرورية لفقدان الوزن. ويقولون إنه باتباع نظام غذائي بسيط ودون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية “ممكن”.

في عالم مواقع التواصل الاجتماعي الدولي تعد التعليقات حول الوزن – سواء اكتسبته أو خسرته – من أكثر التعليقات شيوعًا. ورغم أننا قد نعتقد أننا سمعنا كل الردود على سؤال “كيف تمكنت من خسارة كل هذا الوزن؟”، إلا أن هناك دائمًا نظامًا غذائيًا جديدًا أو طريقة جديدة تنتشر على نطاق واسع.

اليوم، أصبح من الصعب بشكل متزايد مواكبة ومعرفة ما هو مفيد حقًا لفقدان الوزن. وآخرها؟ فقدان الوزن دون ممارسة الرياضة. نعم، لقد قرأت ذلك بشكل صحيح!.

فقدان الوزن دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية

يبدو فقدان الوزن دون بذل مجهود في صالة الألعاب الرياضية وكأنه حلم، أليس كذلك؟ ومن المثير للاهتمام أن العديد من مشاهير الدراما والسينما يتبنون الآن هذا النهج لتحقيق تحولات كبيرة في الوزن.

وتلوصفة الذهبية هي: الصيام المتقطع، ومضغ الطعام 45-60 مرة (اشرب طعامك وامضغ الماء)، وتناول الوجبة الأخيرة في الساعة 6:45 مساءً (طعام مطبوخ فقط – لا شيء نيئ بعد الساعة 3 مساءً)، والمشي لمسافات طويلة في الصباح الباكر، والنوم العميق في وقت مبكر من الليل (لا وقت للشاشات لمدة 90 دقيقة قبل النوم)، والكثير من السوائل، والكثير من الخضروات الخضراء، والطعام الذي يتم استقلابه بسهولة والصحي. لا شيء معالج على الإطلاق.

نظام مضاد للالتهابات

أيضًا هناك نظام اتباع نظام غذائي “مضاد للالتهابات” حيث تقول مجموعة غذائية تسمى أمورا (Amura Health) “إنه مجرد التهاب؛ إنه ليس دهونًا”. والحل هو نظام غذائي للقضاء على الالتهاب. يُطلق عليه القضاء على الالتهاب. وحتى الآن نجح الأمر بالنسبة لكل من جربه. حيث ذهب الوزن بهذه الطريقة لأنهم أزالوا الأطعمة التي لا تناسب الأشخاص.

التمارين الرياضية: ضرورية أم اختيارية؟

غالبًا ما يتبادر إلى الذهن أن ممارسة الرياضة هي حجر الزاوية في أي رحلة لإنقاص الوزن، لكن الخبراء يوضحون أنه على الرغم من أنها مفيدة، إلا أنها ليست الطريقة الوحيدة للتخلص من تلك الكيلوجرامات الزائدة. إن إنقاص الوزن يتعلق في الأساس بإنشاء عجز في السعرات الحرارية، أي حرق سعرات حرارية أكثر مما تستهلك. يمكن تحقيق ذلك من خلال النظام الغذائي وحده، لكن دمج التمارين الرياضية يوفر مزايا كبيرة.

كما أن التمارين الرياضية ليست ضرورية لفقدان الوزن، حيث إن فقدان الوزن يعتمد في المقام الأول على نقص السعرات الحرارية. ومع ذلك، فإن غياب التمارين الرياضية، وخاصة تمارين المقاومة، يمكن أن يؤدي إلى فقدان العضلات. العضلات نشطة أيضيًا، لذا فإن الحفاظ عليها أمر بالغ الأهمية للحفاظ على فقدان الوزن والتمثيل الغذائي الصحي.

كذلك يؤدي بناء العضلات الخالية من الدهون من خلال أنشطة مثل رفع الأثقال وتمارين وزن الجسم إلى زيادة معدل الأيض أثناء الراحة. مما يعني أنك تحرق المزيد من السعرات الحرارية حتى أثناء الراحة. وهذا عامل حاسم لإدارة الوزن على المدى الطويل.

رأي آخر

يمكنك إنقاص وزنك باتباع نظام غذائي فقط، ولكن ممارسة التمارين الرياضية تعمل على تسريع العملية. ولا يتعلق الأمر فقط بالتخلص من الدهون؛ بل إن ممارسة التمارين الرياضية تعمل على تقوية عضلاتك وتحسين قدرتك على التحمل وتعزيز صحتك العامة.

علاوة على ذلك، فإن النشاط البدني له فوائد تتجاوز حرق السعرات الحرارية. فالتمارين المنتظمة تعمل على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتقليل التوتر، وتحسين الحالة المزاجية، وتقوية العظام والمفاصل. وحتى الأنشطة ذات التأثير المنخفض مثل اليوغا، أو المشي السريع، أو السباحة يمكن أن تساهم في إنقاص الوزن مع تعزيز الصحة العقلية.

دور النظام الغذائي في خسارة الوزن

في حين أن ممارسة الرياضة يمكن أن تسرع من فقدان الوزن وتحسن اللياقة البدنية بشكل عام، يتفق الخبراء على أن النظام الغذائي يلعب الدور الأكثر أهمية في هذه العملية. علاوة على ذلك فإن فقدان الوزن يتعلق بشكل أساسي بإنشاء عجز في السعرات الحرارية، والذي يمكن تحقيقه فقط من خلال النظام الغذائي. ومع ذلك، للحصول على نتائج مستدامة، فإن النظام الغذائي المتوازن هو المفتاح.

لا يعني نقص السعرات الحرارية تجويع نفسك أو تقليص مجموعات الطعام بشكل كبير. بل يعني ذلك اتخاذ خيارات غذائية مدروسة تضمن استهلاك عدد أقل من السعرات الحرارية مع تلبية احتياجاتك الغذائية.

استراتيجيات غذائية رئيسية لإنقاص الوزن:

التحكم في الحصص: إن تناول كميات أصغر من الطعام يمنع الإفراط في تناول الطعام بينما يسمح لك بالاستمتاع بأطعمةك المفضلة.

تضمين الأطعمة الغنية بالألياف: إن إضافة الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة إلى وجباتك يعزز الشعور بالشبع ويساعد على الهضم، ويبقي الجوع تحت السيطرة.

إعطاء الأولوية للبروتين: الأطعمة مثل العدس والبيض والدجاج والتوفو تجعلك تشعر بالشبع وتدعم الحفاظ على العضلات أثناء فقدان الوزن.

حافظ على رطوبة جسمك: شرب الماء قبل تناول الطعام يمكن أن يقلل من تناول السعرات الحرارية. في حين أن البقاء رطبًا يدعم عملية التمثيل الغذائي.

الحد من تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والمنخفضة القيمة الغذائية: قلل من تناول السكر والأطعمة المقلية والأطعمة المصنعة لتجنب استهلاك السعرات الحرارية الفارغة.

لكن

إن تقييد السعرات الحرارية بشكل كبير ليس هو الحل. فرغم أنه قد يؤدي إلى فقدان الوزن بسرعة، إلا أنه غالبًا ما يؤدي إلى نقص التغذية، وضعف المناعة، ومشاكل الشعر أو البشرة. إن اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية والبروتين أمر بالغ الأهمية لفقدان الوزن بشكل مستدام.

الإجهاد وفقدان الوزن: نظرة أعمق

يرتبط الإجهاد منذ فترة طويلة بزيادة الوزن ، حيث تؤكد العديد من الدراسات تأثيره (وتشير وسائل التواصل الاجتماعي). ووفقًا لبحث نُشر في Obesity Reviews، فإن الإجهاد المزمن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، مما يزيد الشهية ويعزز تخزين الدهون (خاصة حول البطن)، ويمكن أن يؤدي حتى إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام غير الصحي.

ولا يتسبب الإجهاد بشكل مباشر في زيادة الوزن؛ ومع ذلك، يمكن للسمنة أن تزيد من حساسية الجسم للإجهاد. عندما يتعرض الفرد المصاب بالسمنة للإجهاد، يفرز جسمه كمية زائدة من الكورتيزول، مما يؤدي إلى تحفيز حشد الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (PUFAs) في مجرى الدم. وهذا يخلق حلقة تغذية مرتدة تعمل على تضخيم استجابات الإجهاد.

وعلاوة على ذلك، وجدت دراسة أجرتها الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن الأفراد الذين يعانون من ضغوط مزمنة هم أكثر عرضة للانخراط في الأكل العاطفي، واللجوء إلى الأطعمة المريحة ذات السعرات الحرارية العالية. ويؤدي هذا السلوك إلى اختلال توازن السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.

إن إدارة التوتر ليست حلاً مستقلاً، بل هي جزء لا يتجزأ من استراتيجية أوسع نطاقاً لفقدان الوزن. ويؤكد الدكتور سوجيث على الحاجة إلى “نهج شامل يتضمن معالجة التوتر، واتباع نظام غذائي متوازن، وتحسين صحة الأمعاء لكسر حلقة التوتر والسمنة بشكل فعال.

يمكن أن تساعد تقنيات إدارة الإجهاد، مثل اليقظة واليوغا وضمان الحصول على قسط كافٍ من النوم، في تنظيم مستويات الكورتيزول. كما تساهم التغييرات البسيطة في نمط الحياة. مثل تمارين التنفس العميق، أو المشي في الطبيعة، أو تقليل وقت استخدام الشاشات قبل النوم. في التحكم في الإجهاد بشكل أفضل.

وأخيرا، تذكري

إن الجمع بين النظام الغذائي المتوازن والتمارين الرياضية المنتظمة يخلق تآزرًا يسرع من فقدان الوزن مع تحسين الصحة العامة. كما تعمل التمارين الرياضية على حرق السعرات الحرارية الإضافية ودعم نمو العضلات. بينما يضمن النظام الغذائي تزويد جسمك بالعناصر الغذائية التي يحتاجها للتعافي والازدهار.

بالإضافة إلى ذلك يلعب النظام الغذائي دورًا رئيسيًا، ولكن الجمع بينه وبين أنشطة بسيطة مثل المشي أو اليوغا يجعل فقدان الوزن أسرع وأكثر استدامة. كما أن إدارة التوتر والنشاط المستمر يضمنان النجاح على المدى الطويل.

إذن، هل يمكنك إنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة؟ تكمن الإجابة في إيجاد ما يناسبك بشكل أفضل. سواء كان ذلك التركيز على النظام الغذائي، أو إدارة التوتر، أو البقاء نشطًا في الحياة اليومية، أو ممارسة التمارين الرياضية للحصول على نتائج أسرع وفوائد صحية عامة.