دراسة: الأطباء الذين يشخصون مرض التوحد قد يكونون مصابين به
في تطور مفاجئ، اكتشف بعض الأطباء النفسيين الذين يشخصون مرضاهم عادة بالتوحد أنهم أيضًا يقعون ضمن طيف التوحد. وقد تناولت الدراسة التي أجرتها كلية الطب بجامعة دبلن، والتي نُشرت في مجلة BJPsych Open، هذا الأمر بمزيد من التفصيل من خلال متابعة ثمانية أطباء نفسيين في المملكة المتحدة أدركوا أنهم مصابون بالتوحد. وقد ألقى الباحثون الضوء على الطرق المتنوعة التي يمكن أن يتجلى بها التوحد، متجاوزين بذلك الصور النمطية.
التحول من الصور النمطية
الطب النفسي هو تخصص يتطلب مهارات ذهنية حادة للغاية، وتفكيرًا تحليليًا، وقدرات اجتماعية قوية للتواصل بشكل فعال مع المرضى. اضطراب طيف التوحد (ASD) هو حالة عصبية ونمائية تتميز بصعوبات في التواصل. مثل تكرار كلمات وعبارات معينة وإظهار حركات متكررة.
أيضًا هذا يتحدى الصورة السائدة للأفراد المصابين بالتوحد، الذين يُنظَر إليهم غالبًا على أنهم غير قادرين على التواصل بشكل سليم أو فهم المشاعر. ومع ذلك، نجح العديد من هؤلاء المتخصصين الطبيين في التنقل عبر المشهد المعقد للطب النفسي. وتصوير واقع مختلف عن التصور الشائع الواسع الانتشار للتوحد. والذي يصور الأفراد عمومًا على أنهم محرجون اجتماعيًا أو غير قادرين على النجاح في حياتهم المهنية.
كذلك اكتشف بعض الأطباء النفسيين إصابتهم بالتوحد عندما واجهوا مرضى كانت سماتهم تشبه سماتهم. وعلى النقيض من ذلك، كان آخرون على دراية بحالتهم بسبب التشخيصات الرسمية التي تلقوها في مرحلة الطفولة.
بحاجة إلى تشخيص أفضل
أيضًا تشير الدراسة إلى أنه إذا فشل المهنيون الطبيون المدربون أنفسهم في فهم وتشخيص مرض التـوحد لديهم. فإن العديد من المرضى ربما لم يتلقوا التقييمات المناسبة التي يحتاجون إليها.
علاوة على ذلك يُطلق على هذا المفهوم “الإخفاء عن الأنظار”. إنه يوضح كيف يمكن للتدريب الطبي التقليدي والصور النمطية حول التـوحد أن تعيق المتخصصين في الرعاية الصحية من التعرف على الحالة. كما أن هذا يعني أن عملية التشخيص الطبي لهذا الاضطراب العصبي تستند بشكل فضفاض إلى وجهة نظر مقيدة للغاية. ولا تعترف بالطرق العديدة التي يمكن أن يوجد بها التـوحد. كما قد تكون معايير التشخيص نمطية للغاية. ولكن مع هذا الإدراك الجديد، وسع الأطباء النفسيون فهمهم للتوحد وكيف أنه أكثر تفردًا مما كان يُعتقد سابقًا.