المرأة العصرية والراقية

العمل معًا لإدارة الألم أثناء المرض يساعد الزوجين على التكيف بشكل أفضل

من المؤكد أن الأمر يشكل تحديًا كبيرًا بالنسبة للزوجين عندما يعاني أحد الزوجين من مرض مزمن. حيث يتجاوز تأثيره الفرد الذي يعاني منه. كما إن الطبيعة غير المتوقعة يمكن أن تضع أقوى العلاقات على المحك مع التحديات الصعبة التي تفرضها الأمراض المزمنة.

فقد تناولت دراسة نشرت في مجلة أمراض الروماتيزم نهجًا بديلًا للتعامل بفعالية مع التحديات اليومية المتمثلة في إدارة الألم والتوتر من خلال التعامل الثنائي مع الأمراض المزمنة. كما يخفف هذا الشكل من التعامل من مشاعر الاكتئاب والقلق لدى الشريك المريض. كما يعزز التعامل الثنائي من المرونة العقلية للزوجين.

ما هو التكيف الثنائي؟

يشرح الباحث مفهوم التعامل الثنائي باعتباره الطريقة التي يعمل بها الشريكان معًا لإدارة الضغوط الناجمة عن مرض أحد الشريكين. إنها تقنية أكثر تنظيمًا وفعالية لمعالجة تحديات إدارة الأمراض المزمنة التي يعاني منها أحد الشريكين.

في العادة، يأتي الدعم العاطفي من الأصدقاء والعائلة. لكن التعامل الثنائي يعتمد في الأساس على الدعم من الشريك. ومن خلال التعامل الثنائي، يبتكر الزوجان استراتيجيات خاصة بهما للتعامل مع التحديات التي يواجهانها. كذلك يمكن أن تتضمن هذه الاستراتيجيات مناقشات مفتوحة حول الأعراض والاحتياجات، ومشاركة المهام المنزلية وتوزيعها، وتقديم الدعم العاطفي غير المشروط لبعضهما البعض خلال اللحظات الصعبة.

وقد أوضحت الدكتورة ماناسي مورثي ميتينتي، المؤلفة الرئيسية للدراسة من جامعة فليندرز.. أن “التكيف الثنائي يساهم في الشعور بالوحدة، ويشجع الأزواج على تطوير استراتيجيات كوحدة واحدة للاستجابة للأحداث المجهدة، كما يمثل عامل حماية لتقليل مخاطر الطلاق”.

التعامل الثنائي يحسن العلاقة

أجرى البحث على 163 زوجاً، تم تشخيص إصابة أحد الشريكين بالتهاب المفاصل الروماتويدي. حيث تحدثوا بشكل فردي عن علاقتهم وكيفية تحقيق التوازن بين الاحتياجات الملحة والتعامل مع الألم بمساعدة التكيف الثنائي.

كان الشريك المصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي متأثرًا بشدة بكيفية إدراكه لسلوكيات التأقلم لدى شريكه. أولئك الذين شعروا بالدعم من خلال التأقلم الثنائي البنّاء، مثل مساعدة شريكهم لهم في إعادة صياغة آلامهم أو مساعدتهم بنشاط في المهام اليومية، كان لديهم مستويات أقل من الاكتئاب والقلق والتوتر. لذا، من المهم أن تتعاطف مع شريكك الذي يعاني من الأمراض لأن ذلك يساعده على تحسين صحته العقلية.

علاوة على ذلك فإن التعامل الثنائي يخفف من ضغوط إدارة المرض كزوجين، ويقربهما من بعضهما البعض، ويقلل من العبء النفسي، ويحسن جودة علاقتهما بشكل عام. إن التواصل الفعال والتفاهم والتعاطف يساعد الزوجين على التغلب على ضغوط المرض المزمن، وتعزيز المرونة والتفاؤل.

يمكنك أيضا قراءة