بعض العلامات قد تكشف الإصابة بـالسكري
يعتبر مرض السكري , اضطراب مزمن، يؤثر في طريقة معالجة الجسم للسكر (الغلوكوز)، المصدر الرئيسي للطاقة, كما أنه ينظم هرمون الإنسولين، الذي ينتجه البنكرياس، مستوى السكر في الدم. لكن في حالة مرضى السكري، قد لا ينتج الجسم ما يكفي من الإنسولين، أو أن خلايا الجسم لا تستجيب للإنسولين بشكل صحيح، فيرتفع مستوى السكر في الدم.
طبعا هذا المرض يُظهر أعراضًا تدريجية، قد يتم تجاهلها في البداية، ومن أهم هذه الأعراض: الشعور بالعطش بشكل مستمر، والحاجة المتكررة للذهاب إلى الحمام، حتى أثناء الليل، وفقدان الوزن غير المبرر، والشعور بالتعب المستمر حتى بعد الراحة الكافية، وصعوبة الرؤية، أو عدم وضوحها، وتأخر التئام الجروح الصغيرة، والإصابة بالتهابات متكررة، مثل: التهابات المسالك البولية، أو الفطريات، والشعور بالتنميل أو الوخز في اليدين والقدمين.
أولا : الأسباب.. وعوامل الخطر
تلعب الآلية المناعية الذاتية دوراً أساسياً في تطور داء السكري من النمط الأول، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا «بيتا»، الموجودة في البنكرياس، والمسؤولة عن إنتاج الإنسولين. بينما تشكل الوراثة، ومقاومة الإنسولين، حجر الأساس في تطور النمط الثاني لداء السكري. بالإضافة إلى نمط الحياة الخامل، وغير الصحي، وزيادة الوزن خاصة محيط الخصر، والتدخين.
وقد يكون نمط الحياة الخامل غير الصحي، والتدخين، يزيدان تراكم الشحوم و«الجذور الحرة» في الجسم، التي – بدَوْرها – تزيد مقاومة عمل الإنسولين، ما يرفع مستويات السكر في الدم، ويرسم حلقة معيبة، تزيد تراكم الدهون، والإحساس بالجوع، وبالتالي ارتفاع سكر الدم. أما من جهة الوراثة، فوجود السكري من النمط الثاني، لدى أحد الوالدين، يزيد احتمال الإصابة به عند الأبناء بنسبة 40%، وتزداد هذه النسبة بازدياد عدد المصابين في العائلة. أما السكري من النمط الأول، فوراثته تكاد تكون معدومة (نسبة إصابة الأبناء به تراوح بين 2، و6 %).
ثانيا : علاجات السكري
يعتمد العلاج على نوع السكري، ومدى تقدمه، بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض. ويشدد على أن الركن الأساسي في علاج السكري هو اتباع نمط حياة صحي، وهناك خيارات علاجية أخرى، منها: الأدوية الفموية، التي تساعد في خفض مستوى السكر بالدم، والإنسولين الذي يتم حقنه تحت الجلد، وفق جرعة تحدد حسب وزن المريض، والأمراض المرافقة، وجراحات إنقاص الوزن، مثل تكميم المعدة، وبعض المكملات الغذائية، مثل: الكروم، وحمض ألفا ليبويك.
في الفترة الأخيرة، ظهرت خيارات علاجية جديدة، وغير تقليدية، أضافت بُعدًا جديدًا لإدارة المرض، مثل أدوية الـ«GLP-1»، والـ«GIP»، المعروفة بإبر إنقاص الوزن، مثل: المونجارو، والأوزيمبيك. وهذه الأدوية لا تقتصر فاعليتها على إنقاص الوزن، بل تساهم أيضًا في ضبط مستوى السكر بالدم، وتقليل الشهية، وتحسين العديد من العوامل الأخرى المرتبطة بالسكري.
ثالثا : أسس الوقاية
_ الفحص المبكر، أو الكشف المبكر، فهو بمثابة نقطة التحول في إدارة المرض، وله دور حيوي في الوقاية من السكري، خاصة للذين لديهم تاريخ عائلي بالمرض، أو النساء اللاتي أصبن بسكري الحمل.
_ نمط الحياة الصحي، الذي يعتبر سلاحنا الأول في مواجهة المرض , ولابد من التغذية السليمة مع ممارسة الرياضة لتحقيق التوازن في مستوى السكر بالدم، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتعزيز الصحة العامة للمريض.
رابعا : مفاهيم خاطئة
هناك اعتقاد سائد بأن السكري مرض يأتي ويذهب من تلقاء نفسه! وهذا الاعتقاد الخاطئ يجعل الكثيرين يتهاونون في علاجه، ويظنون أنه سيختفي مع الوقت. ومن المفاهيم الخاطئة , فكرة أن الشخص يمكن أن يعاني ارتفاع السكر دون أن يكون مصابًا بالسكري، ما يؤخر التشخيص والعلاج، ويزيد خطر الإصابة بالمضاعفات.
وأخيرًا، من المهم تأكيد أن كل مريض سكري حالة خاصة، ولا يمكن تطبيق خطة العلاج نفسها على جميع المرضى، فلا يمكن لمريضٍ تناول دواء مريض آخر، أي ما يناسب صديقك قد لا يناسبك؛ لذلك تجب مرض استشارة الطبيب؛ لتحديد خطة العلاج المناسبة.