لماذا نشعر بالانزعاج عند تلاشي ضوء النهار؟
في بعض الأحيان، يجد البعض أن ضوء النهار الخافت يثير لديهم مشاعر يختلط فيها الحزن والقلق والرعب كلها معا ، وهذا ما يعرف بـ(قلق غروب الشمس).
يبدو أن البعض من الأشخاص يزداد شعورهم بالقلق مع غروب الشمس، ومنهم من يصاب بالذعر أو الفراغ أو الندم أو الذنب مع انتقال النهار إلى الليل.
طبعا هناك شعوراً عاماً بالتعب والانهيار وفقدان السيطرة، وأن كل شيءٍ انتهى عندما تغرب الشمس.
أولا : ما الذي يسبب قلق غروب الشمس؟
ربما يكون الذين تم تشخيصهم باضطرابات القلق, أكثر عرضة للشعور بعدم الارتياح عند غروب الشمس، حيث يبلغ القلق ذروته في الصباح، ثم ينخفض رويدا رويدا.
فإذا كان السؤال وراء قلق غروب الشمس هو «لم أفعل ما يكفي»، أو يبدو الأمر أشبه بمخاوف نهاية العطلة دون إنجاز ما قررتِ فعله، فقد يكون «ذنب الإنتاجية» هو السبب جزئياً.
طبعا يحدث «ذنب الإنتاجية»؛ عندما تكون لدينا توقعات غير معقولة حول مقدار ما يمكننا إنجازه خلال فترة زمنية معينة، ثم عندما نفشل في تلبية هذه التوقعات نشعر بالسوء، كما أنه لا يكون الأمر متعلقاً بالعمل دائماً، إذ يمكن أن تشمل عقلية الإنتاجية السامة هذه أيضاً الضغط لاستخدام وقت فراغكِ بحكمة، والاستفادة من الأمسيات المجانية، أو الإجازات أو عطلات نهاية الأسبوع.
والأهم أيضا عندما تقلقين بشأن المستقبل في الحاضر، يمكن أن يلعب ذلك دوراً في «قلق غروب الشمس»، إذ مع انتهاء اليوم نتذكر كل ما لم نفعله.
وقد يكون الأشخاص، الذين يحبون الكمال أكثر عرضة لهذا الضغط الداخلي للقيام بما يكفي، والذي يكون نتيجة سلوكيات مكتسبة من الآباء والمعلمين والمجتمع، حيث نعتقد أنه من أجل أن نكون محبوبين، يجب أن نكون مثاليين، ونطور هذه المعايير العالية لأنفسنا والتي ليست واقعية دائماً. وعندما نفشل، يمكن أن تتأثر قيمتنا الذاتية.
ثانيا : كيف تتعاملين مع القلق عند غروب الشمس؟
إذا كنتِ تعتقدين أن الافتقار إلى التواصل البشري أو الحركة أو الوقت في الخارج قد يكون مسؤولاً جزئياً عن ذلك، فإن اتباع روتين حول غروب الشمس يمكن أن يبعدك عن القلق، ويمنحكِ شعوراً بالهدف، لذلك احرصي على بناء عادة ليلية؛ حتى يعرف عقلكِ أن يوم العمل قد انتهى.
وأيضا ممكن تدوين المذكرات ليلاً، كما يمكنكِ تجربة طرق أخرى لتخفيف التوتر بعد العمل، مثل: تشغيل الموسيقى أو الخروج أو مجرد الاستلقاء؛ للانتقال إلى المساء، والشعور بمزيد من الاستقرار.