هل يمكن لمكتب جميل أن يساعدك على العمل بشكل أفضل؟
يحرص أبناء جيل الألفية وجيل Z على تزيين مكاتب عملهم بكل الأشياء الجميلة، حتى وإن كان ذلك يتطلب إنفاق مبالغ كبيرة من المال. ويبدو أن هذه الخطوة لا تنبع فقط من دافع التفوق لمكتب جميل في لعبة وسائل التواصل الاجتماعي. بل إنها تساعدهم أيضًا على زيادة إنتاجيتهم في العمل.
البطاقات البريدية الملونة، وإطارات الصور المزخرفة، والأحواض الخضراء الوفيرة، والاقتباسات التحفيزية، والقرطاسية الجميلة، والملصقات الغريبة، والملاحظات الشخصية هي العناصر الأساسية الجديدة في العمل الآن. لا، لم تعد تقتصر على تقويم باهت وقلم ودفتر ملاحظات.
جيل الألفية وجيل Z يقودان هذا الاتجاه
يتفق علماء النفس على أن تجميل مكان العمل يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العقلية والإنتاجية. كما تشير الأبحاث إلى ذلك أيضًا. فقد وجدت دراسة أجرتها كلية علم النفس بجامعة إكستر أن الموظفين الذين يتحكمون في تصميم مكان عملهم ليسوا أكثر سعادة وصحة فحسب، بل إنهم أيضًا أكثر إنتاجية بنسبة تصل إلى 32 في المائة.
مكتب العمل
يقول الدكتور راؤول تشاندهوك، رئيس قسم الصحة العقلية والعلوم السلوكية في مستشفيات أرتميس: “بينما قد يبدو (تزيين مكاتب العمل) وكأنه اتجاه تجاري حقيقي، فإن هذا الفعل في الواقع له فوائد معرفية وعاطفية ملموسة على الدماغ لأنه يتفاعل بشكل إيجابي مع العناصر المألوفة والمريحة وبالتالي يعزز الصحة العقلية”.
ويضيف: “إن تزيين مكان العمل يساعد الشخص على خلق مكان مريح حيث يكون مسؤولاً. مثل هذه البيئة تعزز العلاقة بين الشخص وهويته، وتخلق ظروفًا نفسية واثقة وأقل إجهادًا عاطفيًا، وتحسن الروح المعنوية، وتجعله أقل إجهادًا في مكان العمل”.
إن مكتب العمل المخصص والمزين يجعل الموظف يشعر بأنها ينتمي إلى الشركة. حيث يضع على مكتبه تذكارات جمعها من مناسبات العمل، وعناصر زخرفية، وإطارات يدوية الصنع. ليجعل الموظف يشعر بالانتماء، ويمنح الناس نظرة خاطفة على شخصيته، كما يرفع معنوياته في اللحظات التي ينظر فيها حوله مقارنة بالمكتب الفارغ.
كيف تساعد المكاتب الجميلة في الشركة؟
إن تخصيص مكان العمل يساعد في الكشف عن الهوية الفريدة للشخص، وتعزيز مشاعر الانتماء والفخر. وبالتالي زيادة الدافع والمعنويات التي من شأنها الحفاظ على استمرار الزخم.
كما يمكن أن يساعد المكتب المزخرف في تعزيز الإنتاجية مع الترتيب المحسن والبيئات المحفزة بصريًا والتي تعمل على تنشيط وإلهام الإبداع.
كذلك تساهم العناصر الشخصية مثل الزهور أو الصور أيضًا في تقليل التوتر وتحسين الصحة العقلية حيث تصبح المساحة مريحة.
كما أن بعض القطع الزخرفية المميزة تشكل أيضًا بداية رائعة للمحادثات، وتجذب انتباه الأشخاص الجدد وتساعد في بناء العلاقات في العمل. والطوق المطرز على مكتب بارمشواري يقوم بهذه المهمة.
سوق رائجة
في حين تقدم العديد من العلامات التجارية مجموعة واسعة من القطع الزخرفية، فقد شهدنا ارتفاعًا ملحوظًا في عدد العلامات التجارية المتخصصة في القرطاسية المكتبية الأنيقة، مثل المخططات والمنظمات. يمكن أن تكون هذه أدوات فعالة لزيادة الإنتاجية في العمل.
كذلك تساعد أدوات تنظيم وتخطيط المكتب على تنظيم الفوضى والحد من عوامل التشتيت في مساحة العمل لضمان سير العمل بسلاسة. وبشكل عام، فإن المكتب المزين بشكل جيد مرادف لبيئة عمل ممتعة وفعالة ويعزز الإنتاجية على المدى الطويل.
كما إن إيجاد كل شيء في مكانه المناسب يعد بمثابة علاج نفسي، كما أنه بمثابة انعكاس لما يميزني. كذلك يفضل بعض الموظفين الاحتفاظ بنبات كجزء من مكاتبهم بالكامل. فهو يضيف قيمة وحياة إلى قطعة خشبية منظمة بلا حياة.
تعزيز الإنتاجية
إن المكتب الجميل والمنظم يعزز الإنتاجية بسبب عدة عوامل. فهو لا يقتصر على عامل الشعور بالسعادة. فهو بالتأكيد يحفز الشعور بالراحة والانتماء الذي يجعل الناس أكثر انخراطًا وتركيزًا، ولكن هذا ليس كل ما يحدث.
تستطيع الاقتراحات البسيطة مثل الأشياء أو الألوان تحفيز الإبداع أو التركيز. على سبيل المثال، تعمل النباتات على المكتب على تحسين الحالة المزاجية والوظائف الإدراكية؛ وقد تبين أن الأشخاص يشعرون بتعب أقل وتحسن في الانتباه عندما يكون لديهم بعض المساحات الخضراء حولهم.
وفي الوقت نفسه، بينما يتسبب تخصيص المساحات في إجهاد أقل للدماغ لأن الأجواء أقل تعقيدًا وأكثر رتابة. فإنه يزيد من الوضوح العقلي. كما يمكن للمكتب المنظم جماليًا والخالي من الفوضى أن يخلق أيضًا مهارات تنظيمية وفعّالة لإدارة الوقت. لذلك، فإن المكتب المزين ببراعة ليس فقط تعبيرًا عن الشخصية ولكنه أيضًا جهاز لتحسين العمل من أجل التركيز بشكل أفضل وزيادة الكفاءة.
وليس من قبيل الصدفة أن يعتقد بعض علماء النفس أن تزيين مكتب العمل ليس مجرد بيان للأزياء. بل هو استثمار في الرضا والإنتاجية بشكل عام.